منوعات

من ينقذ القاصرات الهاربات من “الجنس مقابل الخرز” في كينيا؟

غم أن ختان الإناث والزواج المبكر يعتبران غير شرعيين في كينيا، إلا أن كسر التقاليد لا يزال صعباً. حيث يتم ختان الفتيات منذ سن السابعة، قبل ان يتم تزويجهن رغما عنهن، غالباً لرجال أكبر منهن بكثير.

هذه هي ماما كوليا. وهذه الفتيات التسع والمئات غيرهن ينادونها أمي.

تقوم جوزيفين كوليا اليوم بزيارة هذه المجموعة في المدرسة الابتدائية في منطقة سامبورو في كينيا.

يونس فتاة تبلغ الثالثة عشرة من عمرها:

“كنت أريد الذهاب إلى المدرسة، ولكن ذلك الرجل كان يريدني زوجة ثالثة… أرادني أن أكون زوجته الثالثة وقلت لهم إني لا أريد أن أصبح زوجة.”

كوليا، وهي أيضاً من سامبورو، تقول إنها أنقذت أكثر من ألف فتاة مثل يونس من الزواج المبكر، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث و”الاستبدال بالخرز” وهي عادة تقضي بتقديم الفتيات إلى أقاربهن الذكور من أجل الجنس.

إنها تصارع التقاليد المتجذرة التي نشأت عليها.

جوزيفين كوليا، صاحبة مؤسسة سامبورو للفتيات: “حين أدركت أننا المجتمع الوحيد الذي ما زال يمارس ختان الإناث بهذا الأسلوب، ذهبت إلى المدرسة ثم درست التمريض وأدركت كم هو أمر مؤذ، ففكرت حينها أنني يجب أن أفعل شيئاً لكي أحدث فرقاً ما، وهكذا بدأت بإنقاذ الفتيات.”

أحضرت مؤسسة سامبورو التي أسستها كوليا تسع فتيات إلى هذه المدرسة، وأكثر من مئتي فتاة إلى مدارس في كينيا، تقوم بإنقاذهن وتأخذهن إلى بر الأمان.

ولكن رغم جهودها لا تزال الكثيرات بحاجة ماسة إلى مساعدتها.

تم استدعاء كوليا للقاء هذه المجموعة من الفتيات مع والداتهن، اللاتي أردن بشكل سري إنقاذ إحداهن.

كل هؤلاء الفتيات تم استبدالهن بالخرز، الأصغر عمراً هنا لا تزال في السابعة، وقد وعد أحد الرجال بها منذ الآن.

“هذا التقليد يسمح في مجتمعنا للرجل أن يختار فتاة غير متزوجة، أحياناً منذ سن الثامنة، يشتري لها الخرز ويضعه حول رقبتها كرمز لحجزها ويستطيع عندها ممارسة الجنس معها. وهذا ما قد تتعرض له كل الفتيات في القرية ، مثل جيزان، إنها في الثامنة من عمرها، ويريدون أن يزوجوها وهي تريد أن تذهب إلى المدرسة ولذلك أتوا بها إلي كي أرسلها إلى المدرسة حالاً.”

رغم أن ختان الإناث والزواج المبكر يعتبران غير شرعيين في كينيا، إلا أن كسر التقاليد لا يزال صعباً. حيث يتم ختان الفتيات منذ سن السابعة، قبل ان يتم تزويجهن رغما عنهن، غالباً لرجال أكبر منهن بكثير.

أنجيلا، من فتيات المؤسسة: “حين كنت في التاسعة أراد والداي ختني، هربت إلى الغابة وكنت قد سمعت بسيدة اسمها ماما كوليا، هي التي أنقذتني واخذتني الى المدرسة.”

خمسة في المائة فقط من مجتمع سامبورو يعرفون القراءة والكتابة.

اليجاه ليريرو، من كبار القرية: “إنها ثقافتنا وتتم ممارستها منذ وقت طويل، تغييرها بحاجة الى الكثير من الوقت.”

كوليا مصممة على تغيير هذه الممارسات.

“عندي أمل بالتغيير، فكلما زاد عدد الأولاد في المدارس، كلما كان المستقبل قابلاً للتغيير.”

الموضوع بالنسبة لكوليا ليس التخلي عن تقاليد بالية، ولكنه يتعلق بمستقبل قبيلتها. فهي تؤمن أن بإمكان النساء أن يلعبن دوراً حيوياً إذا ما أعطيت لهن الفرصة.


CNN

تعليق واحد