محمود الدنعو

الخطر الأصفر


خطط حكومة جنوب أفريقيا السماح بتدريس اللغة الرسمية للصين (الماندرين) في مدارس جنوب أفريقيا التي تجد الدعم من اتحاد المعلمين، تثير الكثير من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يخشى الأفارقة من الإمبريالية والكولونيالية الجديدة في جنوب أفريقيا، حيث بدأت في الآونة الأخيرة موجات عنف ضد الأجانب من البلدان الأفريقية الأخرى، فإن الأمر يختلف مع الصينيين.
ولكن الكثير من الآراء باتت تتحدث عن (الخطر الأصفر)، ولكنها تمر دون جدل في وسائل الإعلام أو في البرامج الإذاعية الحوارية، والبعض يتحدث عن الصينيين ليس كأفراد يأتون من البلاد البعيدة إلى جنوب أفريقيا بحثاً عن حياة أفضل، حتى مع التاريخ والظروف الفريدة لديهم، ولكنهم يتحدثون عن الصينيين كأعضاء في طابور خامس في مشروع شائن للهيمنة على العالم يطبخ في الأراضي الصينية.
بالنسبة للكثير من أبناء الطبقة الوسطى القديمة في جنوب أفريقيا مجرد ذكر الصين في عناوين الأخبار، يشكل جرس إنذار لما يطلقون عليه الشكل الجديد من الاستعمار أو سلب الموارد، وإذا كنت وطنياً أفريقياً أو ليبرالياً، فأنت ترى في ذلك مذهباً تجارياً عدوانياً وعلاقات دولية مشبوهة، ولكن الصين تم إبعادها من ذلك لأنها تختلف عن أوروبا وأمريكا اللتين تتم إدانتهما بذات الممارسة،
وإذا كان الناس يعبرون عن أفكارهم بصراحة لوجدنا أن هناك مسحة عنصرية أكثر من الخوف من سجل حقوق الإنسان في الصين في مقاومتهم لتغلغل الصين في أفريقيا.
قد لا يدرك الكثير من الأفارقة أن هناك عشرات الآلاف من التايوانيين وصلوا إلى جنوب أفريقيا منذ العام 1994، وجاءت قوافل المهاجرين الجديدة من محافظات جيانغسو وزانغينغ، وخلال العقد الأخير بشكل كبير من فوجيان، وبات عدد الصينيين المهاجرين إلى جنوب أفريقيا في تصاعد، حتى أصبح على الأقل 1% من سكان جنوب أفريقيا من أصول صينية رغم أنهم أقلية، ولكن نفسياً ينظر إليهم ككتلة كبيرة، كما أن الأفراد القادمين الجدد على صلة بعائلات شهيرة وكبيرة في بلدهم الأصلي، ولكن الشعور تجاه الأقلية الصينية ليس هو نفس الموقف من الوطنيين الأفارقة تجاه المهاجرين الهنود أو حتى السياح من مختلف دول العالم، الهند لديها جالية أكبر من الصينيين في جنوب أفريقيا الأفكار السالبة والمناهضة للصين في جنوب أفريقيا، بدأت تتصاعد في جنوب أفريقيا لغياب الإحساس بأنهم عائلة واحدة مع الأفارقة، فضلاً على الصورة النمطية عن الصينيين المرتبطة بالتميز العنصري، وبات الناس أكثر حساسية تجاه العنصرية والحديث عن أن الصينيين منافقون.
يحدث هذا في جنوب أفريقيا التي ودَّعت عهد التمييز العنصري، ولكنها تستقبل تمييزاً آخر متصاعداً وخطيراً.