محمد لطيف : مستقبل “الثورية “.. تجاذبات “الجوار” السوداني
كثيرون لم يلاحظوا حالة من الشد والجذب مستترة بين جوار السودان في القرن الأفريقي من جهة.. وفي جواره الغربي وتحديدا تشاد من جهة أخرى.. وفيما يظل الهدف الحقيقي هو التأثير على المشهد السياسي السوداني.. فإن مسرح الصراع يكون حول الحركات المسلحة التي تناوئ النظام في السودان.. كانت آخر تمظهرات هذا الصراع قد تجسدت في قيام الجبهة الثورية التي ضمت لأول مرة الحركة الشعبية شمال إلى جانب حركات دارفور.. ولعل المتابع يذكر تلك التصريحات اليوغندية الشهيرة.. والتي سبقت التوقيع على ميثاق الفجر الجديد.. ثم قيام الجبهة الثورية والتي أكدت فيها يوغندا أنها ستدعو الحركات المسلحة إلى كمبالا لإقناعها بالسلام.. إذن.. قيام الجبهة الثورية وبتشكيلتها تلك كان انتصارا للقرن الأفريقي ويوغندا على الجوار الغربي وتحديدا تشاد.. وذلك بعد أن جرت الحركات الدارفورية إلى خارج نطاقها الطبيعي.. وسياقها التاريخي.. عليه فإن إنجمينا لم تكن سعيدة بقيام الجبهة الثورية.. ولا بخروج الحركات الدارفورية عن نطاق تأثيرها.. فماذا فعلت تشاد.. وهل يئست الأخيرة..؟ كلا بالطبع لم تيأس.. بل مضت ترتب في هدوء تام.. لأمر ما..!
ثم فجرت إنجمينا مفاجأتها قبيل انطلاقة مؤتمر الحوار الوطني في الخرطوم.. حين أحضرت من يمكن أن نسميهم بالقادة التاريخيين للحركات.. أو الفاعلين الرئيسيين الآن على الجبهة الدارفورية.. وهم جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي وعبد الواحد نور.. ولعل واحدة من المفارقات اللافتة التي صاحبت ذلك الحضور الدارفوري وذلك الظهور الثلاثي على مسرح إنجمينا.. أن وفد المؤتمر الوطني الذي ذهب إلى لقاء ذلك الثلاثي.. قد انشغل بالحديث عن موافقة الحركات المسلحة على المشاركة في الحوار.. الشيء الذي اتضح سريعا أنها موافقة قديمة ومشروطة.. وبالتالي ليس فيها جديد.. والمؤسف أن الوطني يومها كان يبحث عن كسب سياسي.. فراح يبحث عن شيء مختلق.. بينما الكسب الحقيقي يقف أمامه شامخا.. ففات عليه الانتباه إلى التطور الخطير بظهور ذلك الثلاثي في الجبهة الغربية بعد فترة طويلة من الانجذاب شرقا.. إن لم نقل التيه شرقا.. كانت تلك أول مرة تظهر فيها دارفور.. منفردة.. خارج إطار الجبهة الثورية منذ الإعلان عن ميلادها.. ورغم أن حزب المؤتمر الوطني كان قد أقام الدنيا ولم يقعدها حين ظهور منفستو الجبهة الثورية.. وبحجة أساسية هي تباين القضايا التي يتبناها اهل دارفور واختلافها عن قضايا المنطقتين.. إلا أن ظهور القادة الدارفوريين الثلاثة بعيدا عن (ثورية الشرق).. وتوجههم غربا حيث حاضنتهم الطبيعية.. لم يكن يعني لهم شيئا..!!!
إذن.. وبعيدا عن موقف المؤتمر الوطني.. إلا أن الانفجار الذي تشهده الجبهة الثورية حاليا.. كان في الواقع ذا جذور.. ظلت أطراف عديدة تغذيه وتذكيه.. وتنسج خيوط الالتفاف بهدوء يفضي في نهاية المطاف.. إلى ذات الموقف الماثل الآن.. ولن ينكر إلا مكابر تأثير الإقليم من حول السودان.. على مجريات الأحداث فيه.. وقلنا ونقول.. إن الصراع الإقليمي إنما يتمظهر في هكذا خلافات.. وتجاذبات.. فالأصابع لا تمل.. والعقول لا يصيبها الرهق.. والنفوس لا يدركها اليأس.. فقط نحن النائمون..!
الله يصحيكم و يصحي سياسي الشمال ،،، وان صحيتوا اكتر من كذا حتودونا وين الله لا جاب باقيكم ؟