مهرجان دوربار ليس للأطفال
خيول فرسان الهوسا في كامل زينتها تحجل في شوارع مدن الشمال الغربي لنيجيريا، يستعرض الفرسان أسلحتهم بالأزياء التقليدية، حيث فسيفساء الألوان الصاخبة، ذلك هو مهرجان دوربار التقليدي، الذي اكتسب أهمية خاصة هذا الموسم للاحتفال بأمير كانو محمد السنوسي الثاني الذي يعد ثاني أبرز شخصية إسلامية في نيجيريا، وذلك بمناسبتين الأولى تعيينه في الثامن من يونيو الماضي أميراً على كانو خلفاً للراحل أدو بايرو الذي احتفظ بالمنصب لخمسين عاماً، والمناسبة الثانية عودته من أداء فريضة الحج هذا العام.
هكذا كان المشهد في الشمال النيجيري، حيث مهرجان دوربار الذي كان تقليدياً لاستعراض الخيول ومهارات الفرسان والأزياء التقليدية، ثم تحول بسبب نشاط جماعة بوكو حرام التي تنشط في المنطقة إلى استعراض للقوة من الزعماء المحليين ضد أفراد التنظيم.
في جنوب الكميرون، حيث يفصل شريط حدودي رفيع بين البلدين وتتداخل القبائل وتنشط بوكو حرام عبر الحدود هناك مهرجان آخر، حيث تحضر الولايات المتحدة الأمريكية لنشر نحو 300 جندي أمريكي جنوب الكميرون في إطار الحرب الدولية على الإرهاب، والغرض من إرسال القوات الأمريكية الذي سوف تذهب في بعثة مؤقتة، هو جمع المعلومات الاستخبارية وتدريب وحدات من الجيش الكميروني لاصطياد، وقتل محاربي بوكو حرام وتشغيل الطائرات من دون طيار.
ولكنها في الوقت نفسه تساعد لاصطياد وقتل الأطفال الذي تم اختطافهم وإرهابهم وتحويلهم إلى مقاتلين في صفوف بوكو حرام التي تدعي الصلة بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق المعروف باسم داعش.
وبما أن مهرجان دوربار هو في الأصل فرحة للأطفال ودروس مجانية في تقاليد القبيلة والمنطقة، إلا أنهم في السنوات الأخيرة باتوا يتوارون خلف الجدران أو يهربون إلى المدن الكبري في الجنوب خوفاً من الاختطاف من قبل بوكو حرام إجبارهم على العمل مقاتلين في صفوف الجماعة. وطبقاً لإحصائيات الأمم المتحدة وحتى يونيو الماضي اختطفت بوكو حرام أكثر من (1500) من الأطفال لاستغلالهم في حمل الخيام وجلب المياه، ولكنهم منذ فبراير تم نشرهم الخطوط الأمامية مقاتلين واستخدامهم دروعاً بشرية.
ليس كل الأطفال الذين يقاتلون في صفوف بوكو حرام هم من المخطوفين، فالتقارير الإعلامية المتواترة تشير إلى أن عشرات الآلاف من الأطفال والشباب بسبب غياب الوظائف والمدارس التحقوا بصفوف الحركة بسبب الإغراءات المالية التي تقدمها الحركة في بيئات تعاني من الفقر والبطالة في أوساط الشباب وغياب المدارس التي تستوعب الأطفال في سن الدراسة الذي يصبحون نهباً لهؤلاء.
إذن زينة الخيول واستعراض الفرسان وزركشات الألوان في مهرجان دوربار تتصبح عديمة الجدوى في ظل اختطاف الأطفال وتجنيدهم في بوكو حرام.