متى يعقد مؤتمر الحوار الوطنى القادم ؟
قبل أشهر دعت الحكومة السودانية فصائل المعارضة بشقيها (السياسى والعسكرى ) وبعض الشخصيات القومية لحضور مؤتمر الحوار الوطنى وذلك لتحقيق الوثبة التى اعلن عنها الرئيس سابقا و بدعم من بعض الجهات الداخلية والخارجية للإنجاح هذا المؤتمر الذى يؤمل فيه التوافق والتصالح ووقف الحرب من أجل التنمية والأمن والإستقرار لهذا الوطن ومواطنه والخروج من أزمات التى يواجهها الوطن وعانا منها الشعب كثيرا . وأهمية ونتائج هذا المؤتمر التى تساعد على وضع دستور دائم ووجود مخارج للأزمات السودانية وإقاف الحرب ودعم الإستقرار لمواطنى المناطق المتأثرة والتنمية لكل مناطق السودان وحل مشكلة الغلاء والديون الخارجية والمساواة والعدالة لكافة الشعب .
عُقد هذا المؤتمر ومازالت جلساته تتواصل حتى اليوم ونلاحظ بأن الشخصيات التى حضرت المؤتمر تنقسم لعدة مجموعات منها من هو مخلص للوطن ويريد له الاستقرار والأمن والتنمية بغض النظر عن إختلافه مع الحكومة القائمة حاليا ومنهم من حضر ليقول حضرنا ولم نرى جديد ومنهم من قاطع ليخلق لنفسه وحزبه موقف يتفاخر به إذا لم ينجح هذا المؤتمر ومنهم من حضر للمكسب الشخصى والحزبى ومنهم من حضر ليفرق ويباعد بين الاطراف.
نقول لهؤلاء يكفى أن بلدا مثل السودان تجرى المياه فوق وتحت أرضه بكثرة و أرضه خصبه وبكر و ثروته الحيوانية لاتقارن بثروات دول كثيرة وباطن أرضه بها خيرات متنوعه من معادن وغازات وسوائل لم تكتشف بعد وشعبه من أكثر الشعوب تسامحا وكرما وأمانة ويشهد لهم بالأمانة والأخلاق والكرم والعلم . مشكلة السودان ليست هى مشكلة فقر ولا عدم عدل و مساواة ولا كسل شعب وإنما مشكلة عدم الضمير والوطنية والتخطيط السليم والسياسة الهمجية . السودان يحتاج لهذا المؤتمر ليس للإطالة عمر الحكومة كما يفكر البعض ولا لكسب أحزاب ترضيه أو الفكة كما يسميها الكثيرون وإنما يحتاج لعقول نيرة ووطنية مخلصة وضمير حى ليطرح أفكار ومخرجات تساعد الاجيال القادمة فى الأمن والإستقرار والتنمية والديمقراطية والحريات .
هذا المؤتمر فرصة كبيرة لجميع الاحزاب والحركات لتقول ما لديها وما تحارب وتعارض من أجله وتطرح أفكار وخطط تعيد ثقة المواطنين فيها و تظهر إخلاصها لوطنها وحبها لشعبها . الذين لم يحضروا عليهم اللحاق بالركب والذين حضروا من أجل نواياهم الشخصية أن يراعوا مصلحة الوطن ومعاناة المواطن طوال السنوات السابقه وأن ينظروا بعين المستقبل والوطنية ليكونوا واقعيين وجادين فى الحوار وطرح القضايا التى تهم المواطن قبل كل شىء وخاصه محاربة الفساد ليتم وضع قانون يطبق على الجميع ويُلتزم به الجميع وحل مشاكل التعليم والصحة التى تبنى الاجيال والإهتمام بالمعلمين لتأدية رسالتهم بما يتماشى مع تعاليم الاسلام التى ترضى المسلم وتحفظ حق غير المسلم وكذلك مراعاة الحالة السودانية الاجتماعية والاخلاقية والاعراف والتقاليد السمحه التى عرف بها هذا الشعب .
طرح ومناقشة تلك القضايا ووجود الحلول لها وبلورت تلك المخرجات لتكون نظاما دستوريا يحترمه الجميع بعدها نطالب الحكومة بالتنحى وتشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بمقررات ومخرجات هذا الحوار أو تشكيل لجان لتنفيذ بنود هذا الحوار حتى تقوم الانتخابات التى يحدد لها فترة ستة اشهر من إنتهاء هذا المؤتمر .
نذكر هؤلاء ليس بالمقاطعة تزاح الحكومة ولا بالهرج داخل قاعة المؤتمر تحل المشاكل ونجنى المكاسب وإنما بالروح الاسلامية والوطنية والرياضية نرفع من مكانة بلادنا ونحل مشاكلنا ونخرج بنتائج تكون لنا نهج ودستور يتفق عليه الجميع ويتساوى فيه الجميع و يعم العدل والاستقرار والتنمية للأجيالنا القادمة بإذن الله . لنترك المقاطعة والمهاترات التى لا تليق بنا ونحترم أنفسنا أمام الضيوف وشاشات التلفزة التى تنقل للعالم مناقشات نخبة شعبنا ونحترم بعضنا البعض داخل القاعة مهما إختلفنا فى مقترحاتنا حتى نلزم الحكومة بتلك المقترحات والمقررات إن كانت صادقة وإلا يحق لنا الوسائل الاخرى للدفاع والتغير .
كلام في الصميم