وداعاً أم حاتم
* عندما ودَّع المصطفى صلوات الله وسلامه عليه الفانية، رثته ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها بأحد أبلغ أبيات الشعر، قائلةً: (صبت عليَّ مصائب، لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا).
* كثيرون كتبوا في الرثاء قبلي، وأوجعهم رحيل الأحبة مثلي.
* كثيرون نقَّرت عصافير الحزن شغاف قلوبهم، فاستحثوا قرائحهم، واستنفروا مكنونات صدورهم، وخلطوا حروفهم بدموعهم، وحولوا عباراتهم إلى (عَبَرات)، وترجموا لوعتهم إلى كلمات، علَّها تخفف عنهم، ويجدوا فيها بعض سلوى عما فات.
* هناك أناس يخلفون في النفوس نقوشاً يصعب محوها، ويتركون آثاراً تستحيل إزالتها.
* الطيبون، الصادقون.. الذين ينثرون مكنونات نفوسهم فتنتشر طِيباً يغزو الأنوف بلا تكلف، ويبقون حاضرين فينا وإن رحلوا.
* باقون هم في خيالاتنا وذكرياتنا وأمانينا، نستحلب لحظاتنا معهم من ضروع الذكريات، ونستنسخهم في دواخلنا، ونسترجع لحظات سعدنا معهم، مهما أمعنوا في الرحيل.
* الأحباب لا تُغلق دونهم الصدور، ولو هجروا الدور، وسكنوا القبور.
* أهل الصدق والطيبة والمحنَّة، يقهرون الردى بحلو الذكريات.. ويستعصون على النسيان.
* منهم حبيبتي وشقيقتي وأمي التي لم تلدني، (أم حاتم).. أستاذة علوم المحبة.. خبيرة مسالك الطيبة.. (جبَّارة كسور النفوس) الموجوعة.
* (عواطف).. الصلَّاية.. القرَّاية.. البسَّامة.. الحنينة.. اللطيفة.. الهاشَّة.. الباشَّة.. الكريمة (الفي يدها ما حقّها).
* (عواطف) القوية.. القنوعة.. الصبورة.. الحكيمة.. الحليمة.
* عندما اشتد عليها السقم اختارت أن تنأى عن نظرات الشفقة لأن نفسها الأبية لم تحتملها.
* واجهت محنتها بجلَدٍ عجيب، ونافحت علَّتها بصبرٍ أدهش أطباءها، الذين نقلوا لنا أن حالتها ميئوس منها، وأنها لن تغادر فراشها إلا لقبرها في أمدٍ قصيرٍ، قدَّروه بأيامٍ معدودة، لكنها قاومت مرضها وصارعته أكثر من عام، حتى صرعها في يومٍ حزين، أسلمت فيه الروح إلى بارئها راضية مرضية، مع ارتفاع أصوات أذان الجمعة في مدينة المآذن.
* لأم حاتم في حياتي طقوس راسخة، ومحطات ثابتة، تهب عليَّ ذكرياتها مضمخةً بعطر المحبة وألق الأخوَّة الصادقة.
* كل جميلٍ يعجبها يأتيني هدية منها.. كانت تجهد نفسها كي تعد لي طعاماً أحبه، أو تقدم لي شيئاً تعلم أنني أوده.
* تفرح لفرحي، وتحزن لحزني.. حتى عندما ينتصر المريخ كان أول هاتف تهنئة يأتيني منها.
* ملء روحي أنت يا أم حاتم.
* عندما ودعتها آخر مرة انتحبت فأبكتني.. واحتضنت أطفالي بمحبةٍ معهودةٍ فيها، يبدو أنها كانت تعلم أنه سيكون اللقاء الأخير.
* هطلت دموعها بغزارة، فكان لها وقع (ماء النار) على قلب محبٍّ فجعه ألمها.
* لا نستكثرها على المولى عز وجل، إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضي الله (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
* وداعاً أم حاتم، (ما كنت أعلم قبل موتك أن النجوم في التراب تغور).
عليها رحمه الله و ربنا يلهمكم الصبر و حسن العزاء
تغمدها الله بواسع رحمته ,,,, ملاحظة لماذا نخلط الخاص بالعام
لها الجنه والرحمة من رب غفور يرحمنا جميعا هم السابقون ونحن اللاحقون
لها الرحمة والمغفرة .. ومن الله عليكم بالصبر والقبول والرضا ومن ثم الشكر على ما أراد !!