روسيا تحت التهديد
التهديدات الإرهابية في روسيا لست جديدة، لكن وتيرتها ارتفعت منذ بدأ الحملة الجوية الروسية على سوريا بهدف معلن هو ضرب معاقل تنظيم داعش والتنظيمات الأخرى التي تصنفها موسكو على أنها إرهابية، وآخر خفي هو حماية نظام الرئيس بشار الأسد، فمع كل طلعة جوية على سماء سوريا ترفع المخابرات الروسية وأجهزة الأمن المحلية درجات الحيطة والحذر من عمليات انتقامية هدَّد تنظيم داعش القيام بها داخل الأراضي الروسية، وفي العاصمة موسكو تحديداً، رداً على الحملة الجوية وتلبيه لنداء رسمي من التنظيم لأنصاره في القوقاز إلى الجهاد ضد روسيا وفي بيان على الإنترنت، ناشد المتحدث باسم داعش، أبو محمد العدناني، الجهاديين في القوقاز، قائلاً: “إذا كان الجيش الروسي يقتل الشعب السوري، فاقتلوا شعبه”.
ونشرت صحيفة (كوميرسانت) الروسية تقريراً حول سلسلة من العمليات التي تقوم بها المخابرات الروسية لتعقُّب شبكة يقودها مسلحو تنظيم داعش في روسيا، وعلمت الصحيفة أن مجموعة من الإرهابيين المشتبه بهم، الذين اتضح تدريبهم في سوريا، قد تم اعتقالهم بعد مداهمة رجال المخابرات لشقة في غرب موسكو، حيث عثر الضباط على قنبلة محلية الصنع، وقاموا بإبطال مفعولها، فضلاً عن مصادرة خمسة كيلوجرامات من مادة تي إن تي التفجيرية.
وكشفت وسائل الإعلام الروسية مؤخر عن تصاعد حالة التأهب الأمني، حيث تلقت وكالة (إف إس بي) ووزارة الشؤون الداخلية الروسية المسؤولة عن الشيشان تعليمات بأن تكون على اطلاع على المتشددين المحتملين الآخرين الذين وصلوا إلى القوقاز من سوريا أيضاً.
وترى صحيفة (ديلي بيست) في تقرير لها بأن سوريا ليست هي ساحة المعركة الوحيدة بين روسيا والإرهاب، فالقوات الروسية في حالة حرب شرسة مع عناصر من جمهوريات القوقاز الثلاث، وهي الشيشان وداغستان وأنيغوشيا، كما أنها تتعقب الإرهابيين حول موسكو، وأن عشرات المواطنين الروس تم اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية الروسية لاشتباه بصلتهم وتآمرهم مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وخلال الشهرين الماضيين قتل 16 من الموظفين الروس المكلفين بإنفاذ القانون في مناطق شمال القوقاز على يد هؤلاء المتشددين.
الأجهزة الأمنية الروسية تحدثت عن تهديدات من قبل داعش لتنفيذ عمليات في موسكو وباقي المدن الروسية، وكشفت عن انخراط نحو 4.407 روسيين في تنظيم الدولة الإسلامية، ويشكلون تهديداً مباشراً لروسياً.
ويبقى السؤال: هل فعلاً تدفع روسيا الثمن جراء التدخل في سوريا أم أنها في حال فعلت ذلك أو لم تفعل ستظل تحت التهديد المباشر من قبل هذه الجماعات؟ لا شك أن كلفة التدخل العسكري في سوريا باهظة الثمن من الناحية السياسية والأمنية بالنسبة لروسيا.