ماذا لو هبط الهلال..!!
عاد الامير علي بن الحسين الى الاضواء مجددا وهو يمسح بسرور على لحيته الدائرية ..نجل ملك الاْردن السابق كان قد خسر انتهابات (الفيفا) قبل اشهر..ولكن عادت الرياح لتملأ أشرعة الامير العربي بعد الاستقالة المفاجئة للعجوز جوزيف بلاتر على وقع اتهامات بالفساد..ثم تبتسم الدنيا مرة اخرى للأمير علي حينما تم ايقاف الفرنسي بلاتيني صاحب الحظوظ المتقدمة في الفوز بمنصب الرئيس ..تهم الفساد تلاحق كبار رجالات (الفيفا) مما يمهد الطريق امام الامير الطموح..حتى الان لا ينافس الامير الا الترندادي ديفيد ناكيد المقيم في لبنان لأكثر من عشرين عام..الشفافية وسيادة القانون ربما تفتح الطريق امام العرب لتتبوأ اكبر منصب رياضي ..ولكن ربنا تكلفهم ايضا فرصة استضافة نهائيات كاس العالم للعام ٢٠٢٢ المقررة بقطر..حيث من المتوقع اعادة فتح الملف مرة اخرى .
اتابع منذ ايام معركة رياضية خطفت الاضواء عن الحوار الوطني..انسحاب الهلال بمعيّة عدد من الفرق من الدوري الممتاز باتت قضية تشغل الراي العام..زاد المعركة اشتعالا اللغة الهتافية من رئيس نادي الهلال اشرف الكاردينال ..اخر تصريحات هذا الرجل نقلتها امس الزميلة المجهر وفحواها» لو يقدروا يحولوا النيل من مجراه خليهم يقرروا هبوط الهلال.»..هذه اللغة الخشنة لا تشبه الرياضيين الذين يتبادلون القمصان بعد نهاية كل مباراة..المهزوم في الرياضة يسوق التهاني للمنتصر مع إطلاق صفارة النهاية.
تفكيك الأزمة مهم للغاية..فريق المريخ المنافس قدم شكوى للجنة الشكاوي بالاتحاد العام ..اللجنة الموقرة رأت جوانب مقبولة في الشكوى ثم اتخذت قرارات من ضمنها اعادة مباراتي المريخ مع أمل عطبرة..تم استئناف ذات القرار من الأندية المتضررة ولكن نتيجة الاستئناف مضت في ذات الاتجاه ..هذا الواقع صعب مهمة الأمل في المنافسة ولكن فرص الهلال في الفوز بالبطولة اكبر اذ يكفيه التعادل مع المريخ في النهائي.
في تقديري..ان غضب رئيس نادي الهلال غير مبرر..بل ان هذا الموقف ينسجم مع شخصية الكاردينال الخلافية اشرف سيداحمد ارتبط طوال مساره بعدم الاكتراث للقانون..حينما قبضت عليه الشرطة اثر خلاف مالي مع وكيل صقر قريش استنجد بصديقه عبدالباسط سبدرات وزير العدل وقتها..تلك الحادثة ألقت بظلال سالبة على مسيرة سبدرات السياسية حتى انزوى عن الاضواء لاحقا..بعد تلك الواقعة ارتبط اسمه بقضية استيراد عربات لحكومة جنوب السودان خلفت حولها علامات استفهام كبيرة .
يخطيء الكاردينال وغيره من يظنون ان الرياضة مجرد لعبة للترفيه ..الان الرياضة باتت تلعب دورا كبيرا في تجسير العلاقات بين الشعوب ..بل ان الرياضة تقدمت على السياسة في اعتماد الديمقراطية كوسيلة وحيدة لشغل المنصب العام..الشفافية الان واحدة من الدروس التي يقدمها المستطيل الأخضر لرجالات السياسة..عولمة الرياضة قلت يد الحكومات من التدخل في القضايا الخاصة بالمستديرة.
رغم يقيننا بضعف موقف نادي الهلال الا اننا نطالب من الحكومة ان تبعد نفسها من تفاصيل الخلاف الرياضي ..حينما يتحدث الدكتور مصطفى عثمان ان النائب الاول سيشرف نهائي الممتاز بحاضرة الولاية الشمالية ففي هذا تلويح مرفوض بسيف الحكومة..دعوا القضية تمضي بآليات الرياضة حتى لو هبط الهلال.
بصراحة..الكاردينال يريد ان يصرف الأنظار عن فشل فريق الهلال بالفوز بالبطولة الافريقية بدخول في معارك وهمية بعيدا عن التنافس في الميدان .