عضو لجنة التشريع والعدل وحقوق الإنسان بالبرلمان “عفاف تاور”المسؤولون في السجن قالوا أحياناً يضطرون لإطلاق نار لفك اشتباك النزيلات
تعدّ أوضاع سجن النساء بأم درمان من أكثر الموضوعات حساسية بالنسبة للمسؤولين على ضوء ما شهده هذا السجن من مشاكل معقدة، لم تكن آخرها مشكلة “أبرار” التي غادرت البلاد نهائياً، لأن المسألة مرتبطة بأوضاع حقوق الإنسان التي غالباً ما تكون مدخلاً للتدخلات الخارجية لا سيما أن هذا السجن من السجون التي تجد اهتماماً من المسؤولين الدوليين المهتمين بقضايا حقوق الإنسان، ربما لهذا السبب أسرعت لجنة التشريع والعدل وحقوق الإنسان بالبرلمان بتسجيل زيارة لسجن النساء بأم درمان يوم (الخميس) الماضي على خلفية معلومات تسربت للإعلام حول تردي الأوضاع بالسجن ووجود اكتظاظ نتيجة دخول أعداد كبيرة من نساء دولة جنوب السودان إليه، هذا إلى جانب وجود ممارسات سالبة تمثلت في حالات ضرب بالسجن وممارسات لا أخلاقية، كما أن هناك حديثاً حول عدم صيانة السجن وتردي خدمات الصرف الصحي.
اللجنة بعد زيارتها لم تخف ما شاهدته من أوضاع تصنف في خانة الأوضاع السالبة، وقالت إنها بصدد كتابة تقريرها اليوم توطئة لرفعه إلى رئيس المجلس، وقد يتخذ المجلس موقفاً حيال ما رأته لجنته في السجن وقد يتطور الموضوع عقوبات تطال أهل المسؤولية طالما أن الموضوع طرح للرأي العام.. (المجهر) هاتفت عضو لجنة التشريع والعدل وحقوق الإنسان بالبرلمان الأستاذة “عفاف تاور” للتعرف على رأي الجنة بعد الزيارة.. “عفاف” قالت إنهم بصدد كتابة التقرير لكنها أجابت عن أسئلتنا بصراحة.. فماذا قالت؟؟
{ زرتم سجن النساء بأم درمان على خلفية المعلومات التي رشحت حول تردي أوضاع السجن ولم تأت الزيارة في السياق الطبيعي؟
– زيارتنا للسجن تمت في سياق طبيعي ونتيجة لمعلومات رشحت عن تردي الأوضاع.
{ قبل ذلك لم تزر اللجنة السجون.. أليس كذلك؟
– سبق أن زرنا سجني الفاشر وبورتسودان.
{ لكنكم استعجلتم زيارة سجن النساء بأم درمان هذه المرة؟
– ما دعانا إلى استعجال الزيارة ما رشح في أجهزة الإعلام عن وجود مخالفات داخل هذا السجن، ورئاسة المجلس رأت ضرورة استعجال الزيارة.
{ ما تقييمكم لأوضاع السجن على ضوء ما رأيتموه؟
– هناك تكدس للنزيلات في السجن أثر سلباً على بيئة السجن.
{ تقصدين تكدساً في أعداد النساء؟
– العدد فوق طاقة السجن ولا يتناسب مع الخدمات المقدمة، وأعداد الأجنبيات كبير قد يفوق عدد نساء دولة السودان.
{ في تقديرك ما سبب ارتفاع أعدادهن؟
– أعتقد أنهن يبحثن عن مأوى ومكان للإقامة والعيش، لذلك يخرجن من السجن ليعدن مرة أخرى.
{ لماذا لم يتم ترحيل سجينات جنوب السودان حتى الآن؟
– بعد هذه الزيارة التي قمنا بها سنتصل بالجهات المعنية لبحث هذا الموضوع، خاصة أن هناك قراراً من رئيس الجمهورية.. والحديث عن أن يعاملن معاملة النازح تحتاج إعادة نظر.
{ لماذا لم يتم لفت نظر دولة جنوب السودان لنسائها النزيلات؟
– قبل أن يتم لفت نظرهم، سفراء الدول ينبغي أن يتابعوا معنا.
{ ما المطلوب منهم تحديداً؟
– دفع المبالغ المطلوبة من نساء دولتهم.. هناك جرائم مثل الحشيش والخمور وما شابه ذلك، ومنظمات المجتمع المدني يجب أن تنور الناس بحقوقهم القانونية.
{ قد تكون المبالغ فوق طاقة السفارة؟
– الملفت أن هناك أحكاماً صغيرة، فواحدة من السجينات محكوم عليها مطلوب منها (250) جنيهاً لإطلاق سراحها، معتقلة إلى حين السداد.. ولو راجعنا مع إدارة السجن يمكن أن نجد حالات أخرى مشابهة.
{ ألم تكن هناك حالات مطلوب منها مبالغ كبيرة؟
– نعم، توجد أحكام كبيرة هناك شيك بمبلغ (25) ملياراً.. يجب أن لا نساوي بين هذه بالمرأة والأخرى المطلوب منها (250) جنيهاً.. وأحيانا يأتي فاعل خير ويدفع مبلغاً يمكن أن يحل مشاكل بعض المحكومات بمبالغ صغيرة.
{ ما تعليقكم الشخصي على موضوع وجود نزيلات من دولة الجنوب في سجن تابع لحكومة السودان؟
– أعتقد أن الجنوب طالب بالانفصال بمحض إرادته، لذلك يمكننا استقبالهن كأجنبيات ونتعامل معهن وفق هذا الفهم “مش” نتعامل معهن كما نتعامل مع الوطنيات، خاصة أن عددهن يفوق عدد نساء دولة السودان.. وفي السودان هناك نساء من سوريا واليمن والحبشة ونحن أكثر دولة تتعامل مع الأجانب.
{ هل أقرت لكم إدارة السجن بوجود ممارسات غير أخلاقية في السجن؟
– “مافي إقرار صريح”.
{ ماذا كان ردهم تحديداً؟
– قالوا كل بيئة فيها شواذ، وأحياناً قد تكون الإدارة ليست على علم بما يحدث.
{ كيف وجدتم الهيئة العامة للسجن وإلى أي مدى تتناسب مع ما حصلتم عليه من معلومات؟
– نحن طبعاً أعلنا هذه الزيارة وأخذنا إذناً من وزارة الداخلية، وأنت إذا كنت ستستقبل ضيوفاً قطعاً ستعيد النظر في ترتيب بيتك.
{ ماذا فعلوا؟
– وجدنا الاختصاصي موجوداً ومرضى الايدز والأمراض المعدية في مكان مفصول.
{ ما تعليقكم على الصرف الصحي؟
– “الصرف الصحي تعبان عايز شغل” والعنابر مكدسة و”ما في عنابر كثيرة.. زي مظلات لا تقي من المطر وحر الشمس”
{ هناك ملاحظات حول عدم صيانة السجن لماذا لا تتم صيانته؟
– يقولون السجن أثري ولا نستطيع صيانته إلا بموافقة الهيئة العامة للآثار، وهذه واحدة من العقبات.
{ ما الحل؟
– الحل يحتاج إلى جلوس وزارة الداخلية والسياحة كما أن ميزانية السجن بسيطة، وهذا عمل وزارة الداخلية والزيارة كانت بمثابة مناسبة للفت نظر المسؤولين عن السجن.
{ ما تقيمكم لأوضاع الأطفال بالسجن؟
– وجود الأطفال في السجن مشكلة كبيرة ووضع غير مريح، لأنه لا توجد عناية غذائية لهم، ويعدّون مثل المحكومين عليهم لذلك.
{ هل فكرتم في حلول بالنسبة لهم؟
– لابد أن تفكر منظمات المجتمع المدني والجهات العاملة في مجال العنف ضد المرأة وفي مجال الطفولة في إيجاد حلول.. قبل ذلك كان الطفل يمكن أن يبقى مع ذويه، لكن لأنه لا يوجد شخص يمكن أن يتحمل مسؤوليته تم إصدار قرار يتيح له البقاء مع أمه في السجن.
والطفل يحتاج لبيئة يعيش فيها حتى لا يسبب له وجوده في السجن أمراضاً نفسية بعد أن يعرف أنه تربى فيه، كما يجب أن تكون هناك رياض للأطفال داخل السجن.
{ إلى من الرسالة موجهة؟
– إلى كل منظمات المجتمع المدني المهتمة بحقوق الإنسان للتفكير في مساعدة هؤلاء الأطفال بإنشاء دار رعاية خاصة لهم.
{ أوصت لجنتكم بإغلاق السجن.. هل وصل الوضع إلى هذه المرحلة؟
– هذا رأي شخص واحد وليس اللجنة.. إذا تم إغلاقه أين ستذهب المجرمات؟ لكن اللجنة ترى ضرورة تحسين الأوضاع، واليوم ستجلس اللجنة لمناقشة التقرير ورفعه لرئاسة المجلس.
{ هل تقصيتم أمر الضرب الذي قيل إن النزيلات يتعرضن له؟
_ حسب تقرير السجن قالوا لنا: (مرات) السجينات يشتبكن مع بعضهن البعض، وأحياناً نحتاج إلى إطلاق نار في الهواء لفك الاشتباكات، وقد يكون التدخل لا إنساني.. لكن هذا ما قيل لنا.
المجهر السياسي