عبد الباقي الظافر

ندوات لا تجرح الخاطر ..!!


في هذه اللحظة عزيزي القاريء يقبع ملف مهم على طاولة مكتب وزير التخطيط العمراني بولاية شرق دارفور..الملف يحوي تقرير مصير مواطن بسيط يعول اسرة متوسطة ..الموظف عبدالرحمن جبورة شارك في مظاهرة توجهت لمنزل والي شرق دارفور ايام الاضطرابات الامنية في الولاية..الحكومة انتقت هذا الموظف المسكين من بين مئات المشاركين في التظاهرة لانه موظف ليس له ظهر..وكانت ذات الولاية قد شهدت حادثة الاعتداء على ضابط عظيم دون ادني سبب سوى انه كان يؤدي واجبه..في تلك الحادثة مارس الجيش وقائده سياسة ضبط النفس ولم يحاولوا الانتصار للذات كما تفعل ولاية التخطيط العمراني التي حددت مدة (٤٨) ساعة لإنجاز التحقيق .
أمس حملت الزميلة اليوم التالي (منشيت) احمرا فيه المؤتمر الوطني يحذر المعارضة من افساد مناخ الحريات ..تفاصيل الخبر ان الشيخ بلة يوسف امين الشباب بالحزب الحاكم حذر الأحزاب المعارضة من استغلال منحة الرئيس في اتاحة حرية التعبير بالجنوح نحو السباب والشتم .
قبل ان نعود لأمير الشباب في الحزب الحاكم نعرج لميدان المعارضة..منذ اتاحة الحريات لم تتمكن المعارضة الرافضة للحوار الوطني سوى اقامة ندوتين ..حركة الاصلاح الان نظمت ندوة في ميدان الرابطة بشمبات ولم يكن الإقبال عليها كبيرا ..بل ان بعض المراقبين أكدوا ان الحزب الحاكم دعم اخوته السابقين بحشد حكومي..الندوة الثانية نظمها تحالف قوى الاجماع الوطني بام درمان ..تقديرات الحضور وقفت في سقف الألف مواطن بما في ذلك عيون الحكومة..ضعف الإقبال على الندوة كان واحدا من الاجندة التي ناقشها اجتماع لقيادات المعارضة عقد بمنزل الاستاذ ابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني وذلك حسب الزميلة اليوم التالي.
الأحزاب المؤيدة للحوار وعلى رأسها المؤتمر الشعبي تقف امام الحكومة في معركة البقاء في السلطة..الحزب المعارض اقترح استمرار مؤسسة رئاسة الجمهورية والبرلمان الحالي خلال الفترة الانتقالية..في ذات الاتجاه رفض الحزب الشعبي تحميل الانقاذ مسؤولية الأزمات المتتالية في البلاد..إذن هذه معارضة داجنة لن تسير الا مسيرات التأييد التي تقول للحكومة نحن معك فيما فعلتي وستفعلي.
في تقديري ..يخطيء الاستاذ بلة يوسف مسؤول الشباب في الحزب الحاكم ان ظن ان الحريات مجرد منحة حكومية..الحرية حق ينزع ولا يعطى ..حرية التعبير والتجمهر نصت عليها المواثيق الدولية..الحرية مقصد من مقاصد الدين الحنيف منحت حتى للشيطان الرجيم الذي عصى ربه ..تنتهي حرية الفرد حينما تدخل في حيّز حرية فرد اخر..من يخطي في التعبير فلتجعل السلطة القانون هو الفيصل لا التحذيرات الجوفاء..اذا كان الحزب الحاكم جاد في فتح صفحة جديدة فليبدأ بمنح الناس حرية الكلام في الهواء الطلق ..الكبت يولد الانفجار الذي لا تحمد عواقبه ولا تحدد نتائجه مسبقا.
بصراحة ..ماذا ننتظر من حكومة ضاقت ذرعا بمواطن خرج في مظاهرة سلمية في أقصى دارفور..هل مثل هذه الحكومة يمكن ان تحتمل احزاب تحمل رؤى وافكار مختلفة .