محمود الدنعو

المخالف والمختلف


يظل الرئيس الزيمبابوي روبروت موغابي 91 عاماً محط اهتمام وسائل الإعلام في كل المؤتمرات الدولية، فإن تكلم فهو السبَّاب اللعَّان للغرب بلا منازع، وإن لم يتكلم تتبعه وسائل الإعلام حتى سلم الطائرة، وهو عاد إلى بلاده عندما سقط فبراير الماضي في مطار هراري الدولي بعد القمة الأفريقية في أديس أبابا التي نصب فيها رئيساً للاتحاد الأفريقي أو سقوطه من على سلم منصة خاطب خلالها حشد من أنصاره في يونيو الماضي، فأصبحت زلات لسان موغابي وقدمه جاذبة لوسائل الإعلام العالمية وبسبب كراهيته للبيض بات نجماً في وسائل الدولية رغم دافعه أنه لا يكرههم، وإنما كما قال في كلمة له مؤخراً بمناسبة عيد ملاده التسعين: “إن الزيمبابويين لا يكرهون البريطانيين – الذين استعمروا البلاد – ولكنهم يحبون بلدهم أكثر”.
أصبح موغابي مادة للسخرية في الصحافة البريطانية بسبب زلات اللسان والقدم، حيث تناولت الاندبندنت واقعة قراءة موغابي خطاباً قديماً أمام البرلمان كان قد قرأه قبل شهر في مناسبة أخرى، ولكن أحداً لم يجرؤ على تنبيه الرئيس الذي يحكم البلاد بقبضة حديدية منذ استقلالها عن بريطانيا في العام 1980، وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء البرلمان كانو يصفقون للرئيس موغابي وهو يلقي خطاباً مكروراً ومملاً وحتى بعد أن اتضح لهم الخطأ الذي بحسب جورج تشارامبا، المتحدث باسم الرئيس موغابي في تصريحه لصحيفة هيرالد التي تملكها الدولة، كان نتيجة الخلط بين الأوراق الذي وقع في مكتب سكرتارية الرئيس.
في القمة الأفريقية الهندية التي انعقدت مؤخراً في العاصمة الهندية نيودلهي بمشاركة زعماء أفريقيا كان موغابي صيدا لكاميرات الإعلام بحثا عن زلات لسان أو قدم جديدة، ولكنها وجدت ضالتها في مخالفته ومفارقته لجمع الرؤساء الأفارقة الذين ارتدوا جميعا أزياء تقليدية للهند مثل (كورتا شيرواني) إلا الرئيس المختلف روبرت موغابي الذي تمسك وللمفارقة بالبزة الكاملة على طريقة البريطانيين الذين يهجوهم ليل نهار، وأظهرت الصورة الجماعية للقادة الأفارقة المشاركين في القمة الأفريقية الهندية موغابي بجوار رئيس وزراء الهند المضيف، وهو الاستثناء الوحيد بين الرؤساء الأفارقة، كما أن الرئيس النيجيري محمد بخاري فضل الاكتفاء باعتمار طاقيته الخاصة بدلاً عن العمامة الهندية التقليدية.
الرئيس المخالف والمختلف أتحف وسائل الإعلام مرة أخرى بتعثر كاد أن يسقطه لولا تدخل رئيس الوزراء الهندي ومساعدته صعود الدرج في المنصة الشرفية للقمة، هذه السقطات المتكررة ردتها المعارضة الزيمباوية إلى أن الرئيس الأوحد للبلاد أصبح طاعناً في السن، لا يقوى على حمل نفسه ناهيك عن بلد بأكمله.