محمد عبد القادر : (الروووووووب)… يا وزيرة التعليم العالي!!
إذا أردت أن تنظر إلى مُستقبل السودان ما عليك إلاّ أن تَتَوَجّه إلى أقرب حفل تخرُّج لطلاب وطالبات إحدى جامعاتنا لترى بأم عينك العجب، ربّما هنالك من رحم ربي من بين أبنائنا وبناتنا لا يتعاطون ظواهر التفسخ و(المَيَاعة) الماثلة في حفلات التخرُّج، لكن الصورة العامة تَتَشَكّل الآن للأسف باتجاه اعتبار هذه المُناسبة العلمية الرفيعة (حنّة عريس) أو (بيت صبحية) أو (لَمّة صفقة ورقيص) لا صلة لها بقداسة العلم ولا هيبة التعليم.
هل شَهدت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي أي حفل تخرُّج قريباً لطلاب جامعاتها المُحترمة؟ إن فعلت نستحلفها بالله أن تُوضِّح لنا رأيها في ما ترى وإن لم تفعل فلتسمح لنا أن نحكي لها بعضاً من المَشَاهد المُخزية والمُحبطة من قبل بُنَـــاة مُستقبل السودان ذخيرته للأيام وسَـــنده لبناء الدولة ووضعها في مصاف البلدان المُتقدِّمة.
التخرُّج سعادة الوزيرة به من كل الأزياء التي لن تتردين لحظة في وصفها بأنّها (خليعة) ولا تتناسب مع قداسة المُناسبة العلميّة المُرتبطة بدرجة أكاديمية من مُؤسّسة تندرج تحت منظومة وزارة التعليم العالي المُحترمة، بعض البنات يغرقن في المكياج واللبس الضَيِّق، وبينما تشاهدين خريجين رجال بتصفيفات شعر عجيبة و(بناطلين ناصلة) بعض الشئ اسمها (السيستم).. يتفنّن كل الخريجين بلا استثناء في مُمارسة ضُروب من الرقص الخليع برفقة زملائهم، كُــل الدفعة تتمايل بخلاعة في أغنيات (قَـــاع المدينة) أو ما يُطلق عليها بـ (الكتمات).
ما أن يعلن اسم الخريج الحائز على شهادة التخرُّج حتى ينخرط في فاصلة من الرقص لأغنية يكون قد طلبها من الكنترول، واحدة لمُمَـــــارسة الرقص مع الدفعة وأخرى يُزف بها إلى حيث تقف أسرته وكلها للأسف تعبر عن نمط في الاستماع يعتمد على الأغنيات الهابطة، والله لم أسمع أغنية لعثمان حسين أو محمد وردي أو حتى الفنانين الشباب الذين يُمارسون غناءً لا أقول محترماً وإنما يتناسب على الأقل مع حفل ذي طبيعة أكاديميّـة وعلميّـة.
(روب) التخرُّج فَقَدَ قداسته بالكامل، هذا الزي له تقاليدٌ لا ينبغي التفريط فيها من قبل مُؤسّسات التعليم العالي، كيف يرقص طالب بملابس التتويج الأكاديمية المُفصّلة على جلال المُناسبة العلمية الرفيعة، للأسف يحدث كل هذا أمام مرأى ومَسمع من الدكاترة والأساتذة الأجلاء، على وزارة التعليم العالي أن تعيد لـ (الروب) قداسته وتنصفه من الخلاعة والمَرمطَـــة في التراب!!
الأخت الوزيرة إني أتساءل عن قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الذي قضى بمنع احتفالات التخرُّج خارج الجامعات، ووجّه إدارة الجامعات السودانية بإقامة احتفالات التخرُّج للطلاب داخل الحرم الجامعي وتحت إشراف إدارة الجامعة، على أيام الوزير بروفيسور خميس كجو كنده استنكر الرجل إقامة احتفالات تخرُّج الطلاب بالصالات والأندية الليلية، مُنوهاً إلى أنّ بعض الروابط والاتحادات الطلابيّــة دَرَجَت على إقامة حفلات التخرُّج خارج المَبَاني مما أوجد سَخطاً واستنكاراً واسعاً في أوساط الرأي العام نتيجة الظواهر السالبة التي تُمارس في هذه الاحتفالات.
السؤال الذي يفرض نفسه هل انتهى هذا المنع بذهاب الوزير، بالمُناسَـــبة (الرووووب) الذي دلقناه في العنوان استغاثة لإنقاذ (بالطو التخرُّج) الذي تسيئ إليه كرنفالات التخرُّج كثيراً.
اخى هذه الوزيره لا حياة لمن تنادى معها انها لا تسمع لا ترى لا تتكلم . اسال عنها الاخ صابر الرجل المحترم الذى يا ماكنب لها وحتى جف قلمه وهى لا هنا ولا هناك ، وبنا المستعان يا اخى عندما نتذكر ايام طقت نبكى حسرة وألم