مهدي ابراهيم احمد : شهامة اللصوص
عقب الحرب العالمية الاولي انتظمت القاهرة مظاهرات عارمة تنادي بطرد المستعمر ..اصطلح علي الثورة ساعتها بثورة 1919 والتي قادها السيد سعد زغلول باشا ..المظاهرات استمرت علي ضرواتها لشهور عديدة..فقد هجر الناس دورهم ..وغادروا ديارهم ..وسط ذلك الحماس الشعبي تفأجا الثور ببيانات توزع بينهم فقد كانت لطاائفة اللصوص والنشالين الذين قدموا نموذجا في الوطنية فقد حمل بيانهم وقف النهب علي الدور والجيوب لحين تحقيق الثورة لمطالبها وعودة الثوار لمنازلهم آمنين ظافرين .وقد كان ..فقد ظلت البيوت آمنة مامونة رغم طول الازمة وأوفت تلك الطائفة بوعدها فأضحي موقفها وطنيا .خلد في الزاكرة ون اعتراه الاعجاب والطرافة رغم صراحة الاثم وبغض المنتمين للحرمة ..
ولعل الزاكرة السودانية عندنا تحفظ لتلك الطائفة جهدها أيضا علي مستوي التاريخ والاحداث ..فقد روي التاريخ بألسنة المعاصرين للحقب مواقفا شبيهة تبين بوضوح أداور تلك الطائفة .. بتلك التي اختزنتها الزاكرة المصرية ..فقد افلح التاريخ المصري في ازالة اللغبار عن تلك الشهامة الطريفة ..واخفق تاريخنا أو قل غفل عن زكر تلك الادوار فأضحت حبيسة غياهب النسيان ..
ربما غفل تاريخنا عن زكر أداور باهرة تخطاها فأضحي التوثيق لها عسيرا مقارنة بما نود الاشارة له من تلك الادوار المنسية التي تنعدم معها المقارنة ..فقد روي ان الامام المهدي استعان باللصوص في ادواره الحربية وقد افلح اولئك فيما اوكل اليهم من مهام ..لكن فترة الخليفة اعتراها الطلاق البائن معهم فحل التهديد والوعيد لتلك الطائفة تماما مثل تهديد زياد بن ابيه في خطبته البتراء ..واياي ودلج الليل .فوالله ما اوتي الي بمدلج الا سفكت دمه ..ومن نقب بيتا نقبنا عن قلبه .ومن نبش قبرا دفناه فيه حيا ..
اذا علي امتداد الزمان تبرز تلك الطائفة في كل في حياة الناس بجرمهم وجرائمهم المشهودة وادوارهم احيانا كما في نماذجنا المنتقاة …فالقراءن الكريم بين الحكم البين في التعامل مع اولئك ..فقطع اليد هو الجزاء العادل لهم .ففي دلالة الجزء رجوع واوبه ..واستغفار وتوبة ..فقد راعت العقوبات الربانية اليسر بالانسان ولها في ذلك حكمة لا نعلمها .فهي نظافة وتطهير .. وكبح لنزعات شر النفوس الجامح ..واصدق التوبة هي ماتعقب ذنبا ..
ففي اقليم كانو التابع للشمال النيجري طبقت الشريعة ..فكان جزاء السارق (منتجبي) قطع اليد ..فقد افلح ااقامة الحد في تحويل مسار اللص المشهور الي مراتب الايمان والصالحين ..فقد احوته اسرته .وتبدلت حياته ..فبات يشير لجزائه فرحا مسرورا .ويدين له بالفضل شكرا ان اعاده الي مسارات السبيل القويم ..
وغير بعيد عن مناسبة الاشياء ماحدث لذلك الص في فيديو التداول المشهور ..فقد أوشك التعذيب علي هلاكة او كان علي رواية الكثيرين ..فدوافع السرقة وان يبغض تبريرها الا انها قد تجد له بعض عذر في محاولاته ..لكنها حتما لاتجابه بما رايناها ..فقد سد علي ذلك اللص منافذ التوبة ..وتحول من لص بجريرته ..الي متعاطف معه بتجريم معذبيه ..فقد كان العذاب فوق الاحتمال ..وان العقاب الرباني كان اجدي له في التنفيذ والاوبة بعيدا عن مزالق ذلك التعذيب الوحشي ..الذي ازهق روحا رغم وجاهة التبرير ودوافع المعذبين المقبولة التي اضحت هباءا ..
حالات كثر في واقعنا..ولجت ذلك المسلك الحرام بجنح شتي التمس في كثير منها العقاب (تعذيرا) بدوافع الحال ..ومسغبة الأوضاع ..فالدافع ليس (حرفة) ولكنها ستر وحفظ حياة ..فتجاوز أ صحاب الامر العقاب الرباني تنفيذا الي الاقتداء بالفاروق إسقاطا وتعذيرا ..فقد أوقع بلص (الواتساب) حظه العاثر فأضحي برئيا بجرمه ..ولحق بأولئك (الضحايا) الإتهام علي تجاوزهم القانون بذلك التشهير السافل والبشاعة البغيضة ..
للأسف الكاتب يعانى من أخطاء الجيل الحالى فى الكتابة الإملائية الصحيحة حيث قلب الذال إلى زاى ، من أين تأتون بمثل هؤلاء الذين لا يستطيعون ان يفرقوى بين هذين الحرفين : مثل كلمة ذكرى كررها عدة مرات بالحرف زاى : زكرى وفى عبارة (ولعل الزاكرة السودانية ) وعبارة (ربما غفل تاريخنا عن زكر) ، رحم الله التعليم إذا كان كتابنا لهم لبس وخلط فى الكتابة الصحيحة ويخطئون فى الإملاء نحن شباب اليوم وتلاميذ اواخر الثمانينات بالمدارس الإبتدائية لم نكتب بهذه الاخطاء الإملائية الفادحة بل أن من يحرز أعد فى الإملاء لا يخطئ فى التفريق بين الزاى والذال ، مالكم كيف تحكمون . رحم الله لغتنا العربية فى وطن إسمه السودان الذى اخرج افذاذ إدريس جماع ، التجانى يوسف بشير ، الطيب صالح ، العباسى ، عالم عباس ، مصطفى يوسف التنى ، عبدالله الطيب ، القيتورى ، ابو قطاطى ، وغيرهم من اصحاب اللغة الرفيعة والمقام العالى فيها . يأتى جيل جديد مشوه اللغة والثقافة والخلقة ( صفصفة الشعر وتبيض البشرة) . لابد من مراجعة التعليم قبل فوات الاوان.