عبد الباقي الظافر

دفاعاً عن شيخ حسن..!!


٭ بعيد استشهاد الفريق الزبير في نهر السوباط تجمع عدد من الاسلاميين في دار شيخهم بالمنشية .. أهل الحل والعقد توافقوا على قائمة تشمل الشيخ الترابي بجانب علي الحاج وعلي عثمان .. عند الظهيرة كان الشيخ يجلس إلى الرئيس البشير ليخبره بخيارات إخوته .. بدا الترابي بنفسه وأكد للرئيس أنه غير راغب في منصب تنفيذي بعد هذا العمر .. واستطرد الترابي أنه يرى على الحاج الأنسب لخلافة الزبير لأسباب تتعلق بجمع شمل السودانيين ..الرئيس سارع عارضاً إخلاء الرئاسة ذاتها لأنه لايمكن أن يرأس الشيخ .. ثم مضى البشير إلى ترجيح كفة علي عثمان باعتباره يماثله في العمر، وأن له صلة قديمة به ترجع لأيام الدراسة بالخرطوم الثانوية .. من قبل داعب الترابي أحد المتحمسين لولاية الشيخ الفقيه بسؤال مباغت هل تعرف الخليفة العباسي الذي تزامن مع عهد العارف بالله عبدالقادر الجيلاني؟ .. كل ذلك يعنى أن الترابي كان يرى أن رسالته أكبر من المناصب التنفيذية.
٭ أمس اتهم الطيب مصطفى على صفحات الزميلة السياسي الترابي بأنه استهدف علي عثمان بالمدفعية الثقيلة .. ومضى الطيب مصطفى يشيد بالأدوار الوطنية للأستاذ علي عثمان، ويصفه بأنه رجل دولة .. بل برأ ساحته من أي دور في مفاصلة الاسلاميين التي أعقبت مذكرة العشرة.. وأوضح المهندس الطيب مصطفى أنه شارك من قبل في التصدي لحملة تصفية الحسابات مع علي عثمان.
٭ في الحقيقة أن أول من انتاش علي عثمان بسهم لم يكن سوى الأستاذ الطيب مصطفى ومنبره السلام العادل .. هؤلاء حمّلوا الأستاذ علي عثمان كل مسئولية الإخفاقات التي صاحبت اتفاقية نيفاشا.. بل اتهموه بالتراخي الذي يصل مرحلة التفريط في حقوق السودان في اتفاق المناطق الثلاثة، الذي يشمل أبيي وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان.. بل لم يجد الطيب مصطفى وخاصته ذماً توصم به اتفاقية عقار نافع سوى انه «نيفاشا 2» بل كان الطيب مصطفى حريصاً على ألا يصل اللوم إلى رؤساء طه في القصر الجمهوري، وذلك لشيء في نفس الطيب.
٭ اتفق مع الطيب مصطفى أن الأستاذ علي عثمان لم يوقع على مذكرة العشرة، ولكن هذا لا ينفي أنه كان يعلم بتفاصيلها، إن لم يكن أحد مهندسيها .. شيخ علي بدهاء رجل السياسة غاب عن الاجتماع العاصف الذي قدمت فيه المذكرة على هيئة شورى المؤتمر الوطني.. كل المراقبين يجمعون أن مذكرة العشرة ما كان لها ان تؤتي أكلها لو أن الشيخ علي عثمان لم يقف أمام الرئيس البشير في تلك الأحداث .
٭ في تقديري أن الترابي كان حريصاً على إزاحة رجال حول الرئيس من (كابينة) السلطة قبل دعمه الكامل للحوار الوطني.. ولكن ذلك ليس من باب الانتقام كما يظن الطيب مصطفى في طرحه الفطير.. بل إن الترابي كان يرى أن البشير أصاب حظه من السلطة، لهذا من اليسير التفاهم معه في انتقال هادٍ نحو مربع التحول الديمقراطي .. وأن مراكز القوى في الوطني لن تقبل بالتسوية لأن حظوظهم في الخلافة السياسية مازالت قائمة.. السبب الإضافي أن خبرة هؤلاء التراكمية في السياسة ستجعل تأثيرهم كبيراً على الحزب الحاكم، بل بامكانهم تدبير انقلاب أبيض إن مضى البشير في طريق التنازلات.
٭ بصراحة ..أميز ما يميز الترابي أنه بلا عاطفة سياسية..الانقاذ التي يمد لها يد الحوار الآن هددته بالقتل كما يعلم الطيب مصطفى جيداً.. بل هوان الشيخ في سجون الانقاذ جعل الفار يهجم على قدمه.