حكاية ملالا 2-2
بمناسبة صدور فيلم (سمّاني ملالا) نواصل سرد مجتزاءت من حكاية فتاة ملأت الدنيا، وشغلت الناس بالدفاع عن حقوق الفتيات في التعليم.
مالالا كانت تتحدث في وسائل الإعلام الغربية عن حقوق الفتيات في التعليم، مع ظهورها المتكرر في تلك الوسائل طلب منها مرتين أن تشارك في واحد من أقدم برامج الـ(توك شو) التلفزيونية الباكستانية وهو برنامج (كابيتال توك) الذي تم إيقافه من الجنرال مشرف في العام 2007، البرنامج الذي يقدمه حميد مير يقدم وجهتي نظر خلافية للموضوع الواحد، حميد نفسه تعرض لإطلاق النار ست مرات في العام 2014.
في العام 2009 نالت جائزة السلام الوطنية الباكستانية للشباب وبقبولها الجائزة أعلنت أنها لا تنتمي إلى أي حزب سياسي ولكنها ترغب في تشكيل حزبها الوطني لتعزيز التعليم.
أصدرت حركة طالبان تهديد بالقتل لملالا بُثَّ عبر إذاعة طالبان، وفي التاسع من أكتوبر العام 2012 صعد رجل مقنع إلى حافلة المدرسة التي تقل ملالا يوسف وصاح: من منكن ملالا؟ أجبن وإلا أطلقت النار على الجميع ثم أطلق النار على ملالا ثلاث مرات، إحداها ضربت الجزء الأيسر وصعدت إلى الرأس عبرت الوجه والكتف. اثنتان من صديقاتها اصبن كذلك، ودخلت بعدها في حالة خطرة نقلت إلى مستشفى الملكة أليزابيث في بيرمينغهام المتخصص في إصابات الحرب.
خضعت بعدها إلى عملية جراحية متقدمة وإعادة تأهيل خاص، وللحقيقة فإن الحكومة الباكستانية تكفلت برسوم العمليات.
رغم الإصابة في الرأس وتعطيل الأذن اليسرى لا يزال لسان ملالا يواصل الدفاع والحديث عن أهمية التعليم ورشحت إلى جائزة نوبل للسلام في العام 2013 وفازت بها في العام 2014 مناصفة مع الناشط في مجال حقوق الأطفال الهندي كيلاش ساتيارثي، وفي عمر (17) عاماً أصغر فائز بهذه الجائزة الرفيعة.
ذكرياتها صدرت في كتاب في العام 2013 بتأليف مشترك مع كريستينا لامب بعنوان :”أنا ملالا” الفتاة التي نهضت من أجل التعليم وأطلقت عليها طالبان النار.
كمدافعة بشغف عن تعليم الأطفال والنساء ملالا يوسف لا توصف نفسها بأنها (فيمنست) أو مدافعة عن الأنوثة، ولكنها أصبحت واجهة لحركة دولية من أجل مستقبل أفضل للعالم يتضمن ذلك والدتها توور بكياي يوسف زاي التي تعلمت القراءة والكتابة في العام 2014.
الفيلم (سمّاني ملالا) عُرض هذا الأسبوع في أبوظبي بحضور ملالا ووالدها ضياء الدين يوسف زاى الذي قال خلال العرض “أطلب من الآباء والإخوة والأبناء الحاضرين التعلم من قصتي وعلاقتي مع ابنتي. العديد من الناس يسألونني كيف ساعدت ملالا لتصبح ما هي عليه الآن. وأنا أقول لهم، ليس ما فعلته لها هو المهم، ولكن ما لم أفعله هو الأهم. وهو أنني لم أقص جناحيها”.