علي عثمان حي يرزق..!!
دائماً ما تضع الكاميرات و(مايكات) الاستديوهات القادة السياسيين في حرج .. وكان للشيخ علي عثمان نصيب يوم ان استضافه الاستاذ احمد البلال الطيب في برنامج الواجهة عقب استقالته من منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية في ديسمبر ٢٠١٣..المخرج دون ان يستأذن ضيفيه تحرك نحو الهواء الطلق ..اللقطة التي شاهدها معظم السودانيين كانت تشير الى ان النائب الاول الذي اصبح سابقا كان يحاول ان ينبه مقدم البرنامج الى سؤال كانت إجابته حاضرة عند الضيف..بالطبع لا احد يجزم بتفاصيل تلك اللقطة العابرة الا استاذنا احمد البلال وضيفه في تلك الأمسية.
تابعت كغيري باهتمام بالغ الحوار الذي تجريه الزميلة السوداني هذه الايام مع الاستاذ علي عثمان محمد طه..الملاحظة تبدأ من الاستاذ علي عبدالكريم الذي اجري الحوار برفقة الصحفي الشاب عبدالباسط ادريس ..علي عبدالكريم يسجل حضورا دائماً ولكن خلف الكواليس ..وهو من الجيل الذي يشير الى مرحلة التمكين الصحفي حيث بزغ نجمه بعد ايقاف الصحف وتشييد منابر صحفية بديلة عقب انقلاب يونيو١٩٨٩..ربما طبيعة اللقاء استدعت الاستفادة من اهل الثقة من قدامي المحاربين.
اهم الملاحظات ان الشيخ علي عثمان كان عاتب على الصحافة السودانية التي روجت الى خبر اعتزاله السياسة..الحقيقة ان الصحافة لم تختلق الخبر وإنما قامت بتفسيره حيث اكد الشيخ في لقاء عام انه الان يعمل في مجال السياسة الحقيقية في إشارة لاهتمامه بالعمل في المجال الطوعي ..في هذا الصدد كان الشيخ واضحا على غير عادته فقد ذكر محاوريه انه مازال عضوا بالبرلمان والمكتب القيادي ومجلس التخطيط الاستراتيجي ..اكد انه خفض فقط ساعات عمله في المجال التنفيذي.
بعد ان خلص شيخ علي انه مازال في الميدان السياسي تحدث عن التداول السلمي للسلطة داخل الحركة الاسلامية موحيا انه خروجه الطوعي واخرين لم يكن سببه الاخفاق ..بل مارس الشيخ وضوحا في ان استمرار شخص ما في منصب لمدة طويلة يجب ان يكون الاستثناء ..يبلغ الشيخ في الوضوح مبلغا حينما يقول « التطلع الى السلطة والتقدم طبيعة بشرية لن ينجو منها اخو مسلم «.
مسالة اخري لا تقل اهمية وردت في ثنايا حديث الشيخ علي عثمان حينما غلب فكرة تطوير المؤتمر الوطني على توحيد الاسلاميين..شيخ عَلِي بطريقة ذكية يريد ان يعرض طرحا جديدا يختلف مع حديث الأشواق المطالب بوحدة تجمع الشعبي والوطني..يؤكد في هذا الصدد ان الساحة تحتاج الى احزاب اخرى قوية تحيط بتنوع اهل السودان على حد تعبيره..هنا يسجل الاستاذ علي عثمان اعتراضا على عودة ايام الصفاء بين الاخوان..وهنالك تيار عريض يطالب باستمرار الشعبي والوطني كحزبيين منفصلين لاعتبارات عديدة.
الربط بين تلك المفردات يؤكد ان علي عثمان حي يرزق وينتظر نصيبه من السلطة ..بل ان ارتفاع صوت عثمان في هذه اللحظة جاء ليذكر من بيدهم الامر انه مازال يقف في صف الخلافة ..ولكن هل يستطيع علي عثمان بأحاديث صحفية حذرة لفت انتباه اخوته الذين ظنوا ان الرجل اصبح خارج المعادلة السياسية.
بصراحة .،شيخ علي اصبح رجل من الماضي لانه أهدر اكثر من مرة فرصة احراز هدف ذهبي.