محجوب عروة : تاني لحس الكوع؟

لست أدرى لماذا يصر د. نافع أن يعيد للذاكرة عبارات مثل ألحس كوعك وغيرها من عبارات التحدي والمواجهة الساخنة أليس فى لغة القرآن الراقية – ويقول نافع أنه من دعاة الاسلام- آيات كريمات أفضل من ذلك؟ قال تعالى: (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن، ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) وقال جل شأنه ( ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم). فيا أخ نافع هل تستطيع أن تكون أفضل من ذلك فأنت ظللت فى مستوى المسئولية لربع قرن من الزمان أخطات فيها كثيراً وظلمت كثيراً ألا تحب أن يغفر لك الله؟ ماذا يضيرك لو إنتقيت أفضل العبارات التى تقربك أكثر للمعارضة والناس حتى تكسب ثقتهم وتعمل على تحسين لغة ومناخ الحوار؟ هذا الحوار الذى اقتنع به الجميع خاصة معظم أحزاب المعارضة الا القليل منهم ولكنهم فقط ير يردون تطمينهم بأنكم جادون وصادقون فيه لا مجرد حوار لكسب الوقت.
فالسودان اليوم يواجه أسوأ الظروف الاقتصادية والسياسية ولا يغرنك بعض انفراج فالأيام دول وأفضل ان تستغلوا هذا الانفراج البسيط فى اعادة الثقة ولم الشمل لا التجافى والتباغض بمثل هذه العبارات التى ظللت تطلقها كلما لاحت لك فرصة فى الكلام، فالحوار يتطلب مجتمع المحبة لا مجتمع الكراهية، والحوار هو الاعتراف بالآخر وحسن التعامل معه ومحاولة ايجاد مساحات أوسع للتلاقى والعمل على تكريس مقاربات فكرية وسياسية وليس التباعد بالعبارات غير اللائقة.. تصور يانافع لو كان النظام القائم الذى جئتم به كان يتحكم فيه أعداؤكم مثلما حدث لاخوانكم المسلمين فى مصر وقام هذا النظام باقصائكم ومحاكمتكم محاكمات جائرة مثلما يفعل نظام الجنرال السيسى وقضائه الظالم البائس وأصبح يشتمكم صباح مساء بأقذع العبارات ورفض أى حوار معكم ويعتقلك ويقتلك كما يحدث فى مصر وسوريا هل كنتم ستقبلون ذلك؟ لا أعتقد.. يا أخ نافع أرجو أن ترتفع الى مستوى الاسلام الذى يأمر بالعدل والاحسان وينهى عن فحش القول فقد قال نبينا الكريم ( رحم الله عبدا اذا باع واذا اشترى واذا قضى واذا اقتضى).. الرحمة.. الرحمة يا هداكم الله.. هذه هى شريعة الله ايمان صادق وعبادة صحيحة وحرية وعدل وأمانة واحسان وشورى وكفاءة وليس مجرد عقوبات بدنية للمخالفين كما هى ليست شعارات وهتافات وذقون طويلة.. فان الله يأمر بالعدل والاحسان.
الجريدة