المارتديلا واللي ايه برضو لحوم بس عاملين ليها (ميك اب)
الفين سلام يا الفنجري
رسيل.. ونفحة ومعهما فتاة تقاربهما عمرا وشكلا ..بنات الداخلية الفاخرة في مدخل الحي …يقفن بجانب دكان ادم ..المزدحم باكلي الفتة ..تحاول احداهن لفت ادم بصوت رقيق (يا عمو ) ..ولكن صوتها يضيع وسط صراخ البعض (موية جبنة ..زيد العيش ..شوية طحينة)..القيت عليهن السلام ..(خير يا بنات …مافي جامعة اليوم ولا شنو ؟؟) ..قالت رسيل (اهلين خالتو ..نحن المفترض نسافر رحلة مع الجامعة وكنا عايزين ناخد معانا حاجات لانو ماشين مكان بعيد كدا..وعمو ادم ما عايز يقول لينا الحاجات دي عنده ولا لا ) …بما اني المتحدث الرسمي باسم ادم ..وحيث انني أعرف ما يحتويه الدكان ..وحيث انني دائما ما اتعاطف مع هؤلاء الصغيرات ..فقد تطوعت وسألتها عن طلباتها ..فمدت الي (نفحة) بورقة في يدها …شرعت في قراءة الطلبية بصوت عال (لانشون ..بسطرمة ..مارتديلا..تونة ريو ماري ..بسكويت دايجستف )…في تلك اللحظة خطر ببالي سمير غانم في مسرحية (المتزوجون ) ..وهو يستمع لشيرين زوجته التي تسرد له مكونات افطارها الصباحي ..قال سمير غانم مندهشا من اسماء الاكلات ( دي حبوب ولا كبسول؟؟ ..من الاخر كدا ..اكتبي اللي انت عايزاه وانا اروح اي اجزخانة ..اجيبه واجي)…المهم انني قلت لهن (والله ما اعتقد حتلقو عنده غير التونة ..وكمان ما نفس الماركة )..قالت رسيل (انت متاكدة ؟؟ وي ار اوت اوف تايم ) ..قلت لها (انا عشان أوفر ليك الوقت قلت ليك …بس انا عندي ليكم فكرة )…انتبهت ثلاثتهن لي ..قلت لهن (انتوا امشوا المكان البعيد دا ..اكلو من الاكل بتاع الناس هناك …ما هو اكيد الناس بتاكل وتشرب في ذلك المكان البعيد ) … (اووووه نو) …(ما ممكن )…وكاني اتيت بشئ غريب حقا ..قالت الصديقة الثالثة التي لا أعرف اسمها .. (يا خالتو …ممكن ببساطة نمرض ) ..قلت لها (ليه افترضت كدا ؟؟ ويمكن ببساطة يعجبك الاكل ..شوفي ايا كان المكان الانتوا ماشين ليهو ..طالما في السودان ..حيرحبوا بيكم ويحاولوا يكرموكم ..دا كان ما ضبحوا ليكم.. واكلتوا الشية ديك الما خمج )…لم تثر كلمة الشية اي شئ غير علامات ظننتها التأفف ..وصدق حدسي فقد قالت رسيل بالانجليزية (لا احب اللحوم الحمراء ) وشاركتها صديقاتها بايماءة من رؤوسهن الجميلة …بالله في زول ما بيحب الشية !!!!….طيب والمارتديلا واللي ايه ومش عارف ايه ديل يطلعوا ايه ..لقيمات ؟؟ .ماهي برضو لحوم بس عاملين ليها (ميك اب) …تركتهن وذهبت في حال سبيلي …كنت أضحك وانا احاول تصور التعبير الذي سيرسمه وجه ادم وهن ينطقن كلمة (لانشون )…لكن المسجل كان عاليا وهو يغني (الفين سلام يا الفنجري )
د. ناهد قرناص