آلاف الكنديين يوقعون عريضة لمنع اللاجئين السوريين من دخول البلاد
ساعات قليلة بعد الإعلان عن هجمات باريس التي خلفت نحو 129 قتيلاً وعشرات الجرحى، بدأت خلافات كبيرة في المقاطعة الفرنسية الكندية كيبيك وعاصمتها الاقتصادية مونتريال حول قرار الحكومة استقبال 25 ألفاً من اللاجئين السوريين.
أحد الكيبيكيين وضع عريضة على الإنترنت يُطالب بها رئيس الحكومة الفيدرالية جوستان ترودو، بأن يتريث في استقبال اللاجئين، وفي المقابل تلقى ترودو عريضة أخرى تُطالب بفتح الأبواب أمامهم.
المواطن الكندي الذي رفض أن يُفصح عن اسمه، وضع العريضة الأولى على موقع petitions24 ونشرها باللغتين الفرنسية والإنكليزية، وقال فيها: “نُطالب الحكومة الكندية بأن تتوقف عن استقبال 25 ألف لاجئ سوري، لسبب وحيد وهو الأمن”، فيما وقع على هذه العريضة منذ نشرها مساء السبت 74 ألف كندي.
وبالمقابل، وعلى موقع آخر change وضعت الكندية “ليلي ثيبوت” عريضة ثانية تطالب الحكومة الكندية بالإسراع في إحضار اللاجئين السوريين، ومنذ وضعها مساء الأحد الماضي وقع أكثر من 40 ألف كندي عليها.
ثيبوت قالت: “إن اللاجئين السوريين يحاولون أن يفروا من عنف ليس له اسم، إنهم يبحثون عن السلام والأمن لهم ولعائلاتهم، وهذا ما سنقدمه لهم”.
ولا يزال التصويت على العريضتين مستمراً.
ويتخوف الكنديون من أن يؤدي استقبال اللاجئين السوريين إلى حالة من العنف تضرب البلاد التي اعتادت على الحياة الهادئة، خاصة أن الجالية السورية في كندا منقسمة على نفسها، ولم تشهد مونتريال سوى مسيرة واحدة مؤيدة للثورة السورية.
وتقف وزارة الهجرة الفيدرالية في موقع الحذر، مع تأكيدها المستمر في المضي في مشروعها باستبقال المهاجرين.
وفي هذا السياق طرحت “هافغنتون بوست عربي”، على باميلا نورثون، الخبيرة الاستراتيجية بوزراة الهجرة والمواطنة في كيبيك، بعض الأسئلة حول استعداد المقاطعة لاستقبال اللاجئين السوريين.
نورثون قالت إن الحكومة الكندية جاهزة لاستقبال 25 ألف لاجئ، وإنه سيتم
تقسيمهم على عدة مقاطعات حسب الوضع الاقتصادي لكل مقاطعة، حيث ستستقبل المقاطعة الفرنسية حوالي 2500 مهاجر سوري.
وأضافت “أنه حسب التقاليد المعروفة في كندا عامة وفي المقاطعة الفرنسية خاصة فإن أطفال المهاجرين سيتم استقبالهم في صفوف خاصة تمهيدية لتعليمهم اللغة، كما ستكون هناك دروس مكثفة لغير الأطفال لتعلم اللغة الفرنسية”.
وتخصص حكومة الكيبيك ميزانية بملايين الدولارات من أجل تعليم اللغة الفرنسية، التي تشهد انحساراً أمام اللغة الإنكليزية.
وأكدت السيدة نورثون “أن كندا بلد استقبال، ووقفت عبر التاريخ إلى جانب جميع الشعوب التي عاشت وعانت من الحروب”.
وكانت كندا قد استقبلت في سبعينيات القرن الماضي أكثر من 70 ألف مهاجر فيتنامي فرّوا من الحرب الدائرة بين الشمال والجنوب.
يُذكر أن وزير المواطنة والهجرة الفيدرالي الكندي جون ماكلاوم، أعلن في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن كندا وبالتعاون مع الأمم المتحدة قامت بتسجيل 10آلاف لاجئ سوري مع التأكد من حالتهم الأمنية.
في النهاية يبقى هاجس الأمني هو المحك الرئيسي للحكومة، خاصة أن الشرطة الكندية أعلنت أنها أوقفت، الثلاثاء الماضي، في أوتاوا (العاصمة الفيدرالية) شخصاً يحمل سكيناً بالقرب من البرلمان، ولم يتم الإدلاء بأي تفاصيل أخرى عن هذا التوقيف.
هافينغتون بوست