عبد الباقي الظافر

هذا المواطن قابل للاهانة في كل مكان..!!


٭ ارتسمت الدهشة على وجه أحد مرافقي رئيس الجمهورية وهو يقرأ أجندة اجتماع الرئيس المصري محمد مرسي مع نظيره السوداني على هامش القمة الإفريقية المنعقدة بأديس أبابا في يوليو 2012 ..الجانب المصري وضع اسم الصحفية المصرية شيماء عادل المعتقلة بالخرطوم بسبب تغطيتها لتظاهرات شعبية على رأس المواضيع التي سيناقشها الرئيسان.. بعد أن انتزع مرسي وعداً من الرئيس البشير بإطلاق سراح الشابة شيماء غير مرسي مسار طائرته الرئاسية لتتوقف بالخرطوم وتقل شيماء إلى أهلها في مصر.
٭ تابعت باهتمام بالغ أخبار المضايقات التي يتعرض لها السودانيون بقاهرة المعز..المضايقات لم تتوقف على التباطوء في منح تأشيرات دخول لمصر كما تقتضي اتفاقية الحريات الأربعة.. بقلب لا يعرف الرحمة تم قتل خمسة عشر لاجئا سودانياً وهم في طريق الهروب إلى إسرائيل .. وصلت الإهانات المصرية مرحلة الجلد والتعذيب التي تعرض لها المواطن السوداني زكريا.. حينما همت أسرته بتنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية، تم تفريقهم بالقوة حتى لا يكدروا مزاج دبلوماسي مصر بمقرن النيلين.
٭ ولأن الاهانة جماعية وحكومتنا لا تغضب من أجل شعبها.. واصلت مليشيات أثيوبية قتل ونهب السودانيين في الشريط الحدودي ..الاعتداء الأثيوبي وصل مرحلة احتلال مليوني فدان حسب تصريح مسئول في حكومة القضارف.. في منطقة (ود أب لسان) أطلقت المليشيات الإثيوبية النار على سيارة سودانية، فأصابت مواطن في مقتل، فيما البقية فروا بسيارتهم التي انفجر أحد إطاراتها .. بعد كل ذلك مضى والي القضارف إلى مدينة شهيدي الاثيوبية في مباحثات تستمر ثلاثة أيام لبحث ظاهرة الاعتداءات الإثيوبية.
٭ تشاد جارتنا من الغرب لم يفوتها مولد إهانة السودانيين .. صحف الأمس أكدت أن السلطات التشادية تعتقل منذ رمضان الماضي مواطناً سودانياً .. محمد طاهر أوشام عضو كتلة نواب الشرق بالبرلمان أكد أنهم أبلغوا السلطات السودانية بحادثة اعتقال محمدين علي بيتاي حفيد مؤسس خلاوي همشكوريب ولم تحرك حكومتنا ساكناً.. نواب الشرق خاطبوا سفارتنا بانجمينا فلم يحصدوا سوى السراب.. دفعوا بمذكرة احتجاج للرئيس إدريس دبي خلال زيارته الأخيرة للسودان.. ولكن لا جديد.. لولا النائب أوشام لكان اعتقال الشيخ الصوفي واحداً من الأسرار التي تحاط بسرية حفاظاً على خصوصية العلاقة بتشاد.
٭ قبل أشهر وردت أنباء أن السودانيين في ليبيا يباعون كعبيد في أسواق النخاسة .. وأن أبناء جلدتنا يعملون سخرة في البيوت والمزارع الليبية .. رغم حساسية الاتهام إلا أن القائمين على أمر بلدنا استخدموا نظرية «أضان الحامل طرشا».. لم يرسلوا فريقاً للتحري ولم يستنجدوا بإحدى المنظمات الدولية المتخصصة في مكافحة تجارة الرّق.. وانتهى الملف إلى غرف النسيان.
في تقديري .. أن كل حكومة تستمد شرعيتها من تمثيل مصالح شعبها..إذا كانت هذه الحكومة غير قادرة أو راغبة في الدفاع عن السودانيين الذين أجبرتهم ظروفهم على التواجد خارج السودان..وإن كانت ذات الحكومة لا تعلم من قتل بضع وثمانين مواطناً في مظاهرات سبتمبر قتلوا في رابعة النهار بالخرطوم..ليس لديها لمئات الأسر التي فقدت أبناءها غير الدية التي توازي ثمن ركشة بثلاثة أطارات.. هل هذه الحكومة جديرة بالاحترام.
٭ بصراحة.. في ظل هذه الحكومة أصبح الوجه الآخر للسوداني إنه قابل للإهانة في كل مكان.