محمود الدنعو

من باريس إلى باماكو

أفادت وكالة «الأخبار» الموريتانية بأنها تلقت اتصالاً يؤكد تبني «المرابطون» و«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الناشطان في منطقة الصحراء الكبرى، العملية التي جرت «بالتعاون بينهما» يوم الجمعة بعد أسبوع على عمليات باريس وشملت هجوم دموي على فندق في باماكو عاصمة مالي أمس، واحتجاز عشرات الأجانب رهائن، ما استدعى تدخلاً مباشراً من باريس وواشنطن اللتين أرسلتا عناصر لمؤازرة القوات الخاصة المالية في تحرير الرهائن.
وهو ما يطرح السؤال حول الرابط بين العمليتين والمستهدف منهما والرغم من إعلان منفذي عملية باماكو بأنها تأتي للمطالبة بوقف ما وصفاه بـ«الاعتداء على سكان الشمال المالي، وإطلاق سراح معتقلين في السجون المالية في جنوب البلاد ووسطها»، إلا أنها في من حيث التوقيت وتقاطع المصالح ومناطق النفوذ الفرنسي في الحالتين لا يستبعد أن تكون عملية باماكو امتداداً لعمليات باريس.
قد يذهب البعض إلى الاختلاف بين داعش التي تبنت عمليات باريس وجماعة المرابطين التي يتزعمها بالمختار التي تبنت عملية باماكو لأن بالمختار وأنصاره رفضوا مباعية تنظيم القاعدة على غرار التنظيمات الأخرى الناشطة في شمال وغرب أفريقيا ومنها بوكو حرام فى نيجيريا ولكن في ختامة المطاف يجمع داعش والمرابطين هدف مشترك هو ضرب فرنسا التي تقاتل التنظيم في مالى منذ العام 2012 من خلال عملية (سيرفال) التي أطلقت لتحرير شمال مالي من الجماعات الإسلامية المتشددة، ولاحقاً من خلال عملية (بارخان) التي تشمل خمس دول أخرى في الإقليم لمحاربة التطرف.
وعليه فإن عملية باماكو حتى وإن تبنتها جماعة المرابطين المختلفة عن داعش فهى تصب فى صالح داعش لأنها تهدف إلى إرهاب الاجانب من التواجد في مالي وإشاعة حالة من الفوضى في البلد التي تقود فرنسا عسكرياً وسياسياً واقتصادياً عملية إعادة الاستقرار فيه بعد حالة الانقسام التي عاشها فى العام 2012 عندما سيطر المتمردون الإسلاميون على شمال البلاد وأعلنوا دولتهم المنفصلة عن باماكو.