منوعات

جاكسون.. مركز تجاري جديد يخطف الأضواء من السوق العربي.. ازدحام ومكبرات صوت

أصوات صادرة عن مكبرات صوت تخترق أذنيك من على البعد، وازدحام يجعل موطئ قدميك مرتبكاً وغامضا.. هكذا الحال في سوق (جاكسون) الذي أخذ اسمه من مكان (موقف المواصلات) الجديد بحي جاكسون الذي يحاذي كوبري الحرية، بقرار إداري صدر في العام 2005 عن ولاية الخرطوم.
تسرب التجار من السوق العربي إلى (الموقف الجديد) كما هو، وشيئاً فشيئا ازدحمت المنطقة بالتجار وافترش الباعة المتجولون الأرض والأرصفة يعرضون عليهما سلعا وبضائع قد تبدو للوهلة الأولى هامشية، لكنها استطاعت أن تخلق لنفسها سوقا رائجة ومؤثرة في مجمل الحركة التجارية بولاية الخرطوم، لاحقاً وبعد أن اتضحت ملامح السوق ومعالمه اضطرت المحلية للتدخل من أجل تنظيمه عبر تقسيم المحال التجارية، وتوفير بعض الخدمات الضرورية.

سرد تاريخي
وعن السوق يقول التاجر إبراهيم يس: عقب تحويل مواقف المواصلات من وسط الخرطوم إلى جاكسون، كان من الطبيعي أن ينتقل التجار إلى أماكن تجمع المواطنين خاصة وأن السوق العربي صار خالياً من الزبائن، لكن التجار الذين رحلوا إلى هذا المكان لم يجدوا أي خدمات ضرورية بالموقف الجديد، فشرعوا في ترتيباتهم وتنقلاتهم.

سوق رائجة
يوما بعد يوم، بدأ المكان يتسع إلى أن أصبح سوقاً يقصده الجميع، وها هو إبراهيم يس يعود مجدداً ليواصل مع (اليوم التالي) سرده لقصة جاكسون، فيقول: بدأ السوق بـ(ستات الشاي) وتبعهن الباعة المتجولون، ثم نُصبت مظلات لعرض الملابس وبعض الأشياء الصغيرة كـالإكسسوارات، الطرح، النظارات والصابون بكل أنواعه وخلافه، وكشف (يس) أنهم حين انتقلوا إلى السوق وجدوا به بعض البنايات القديمة، فيما شُيدت أخرى لاحقاً عندما اتسع النشاط وتسارعت حركة البيع والشراء، لكنه شكا من غياب التوافق بين التجار خلافا لما كانوا عليه عند مبتدئه، حين كانوا في توافق تام لهم ذات الغايات والأهداف وهي أن يجدوا مكاناً لهم هنا (دكاناً أو محلاً صغيراً)، إلاّ أن المشاكل خرجت إلى السطح بعد أربع أو ثلاث سنوات من الافتتاح، ويواصل (يس): التجار غارقون في هذه المشاكل، وبدأت المحلية في توزيع المحال وبدأ السوق نفسه في التخصص، مشيراً إلى أن الجزء الشمالي كان يضم دكاناً ومطعماً واحداً، أما الآن فأصبحت صفوفاً من الدكاكين (ملك حر)، وليس للمحلية أي دخل فيها.

مسح جغرافي
من جهته أكد جمال مكي نور الدين أن السوق تأسس خلال فترة انتقال مواقف المواصلات في العام 2005م، وما لبث أن استقر حاله، وأقر بأن هناك انتعاشاً كبيراً في حركة البيع والشراء وإقبالا كبيرا للجمهور على معروضات السوق من السلع والبضائع، وأشار إلى أن السوق تحده جغرافياً جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا من الناحية الغربية إلى صيدلية القندول شرقاً، والسوق العربي شمالاً إلى السكة الحديد جنوباً، وكشف (جمال) أن السوق يستجلب بضائعه من الأسواق الكبيرة الموجودة بولاية الخرطوم مثل (سوق أم درمان، ليبيا والشعبي)، أو من الأسواق الخارجية في الخليج والسعودية.

أماني خميس
صحيفة اليوم التالي