تحقيقات وتقارير

انهيار مفاجئ للجولة العاشرة تتعدد جولات التفاوض والفشل واحد

خمسة أيام فقط كانت كافية لينفض سامر الجولة العاشرة للمفاوضات والتي بدأت متعثرة ثم انفرجت نوعاً ما قبل أن تعود مرة أخرى إلى نفق التعنت الذي عصف بها في هاوية الانهيار ليعود وفدا الحكومة ووفدا الحركات المتمردة يتأبطون خبية عاشرة ويتطلعون لدعوة أخرى تقودهم إلى فنادق أديس أبابا لتبدأ حسابات جديدة لجولة جديدة، وربما تكون أيضًا بوجوه جديدة إذ أن الثابت فقط طوال التفاوض الذي امتد لأكثر من عامين هو أن القضية لا تزال في مربعها الأول. إذ تتعدد الجولات والفشل هو العنوان لكل فصل.

انهيار مفاجئ للجولة العاشرة

الخبير د. حسين كرشوم يشرح متاريس العودة لذات المربع

حوار محجوب عثمان

على الرغم من البدايات المتعثرة للجولة العاشرة للمفاوضات بأديس أبابا إلا أن بعض المتفائلين كانوا يأملون أن تسفر عن تقارب ربما يفضي لاتفاق ينهي الظروف الإنسانية الصعبة التي يرزح تحتها مواطنو المنطقتين أو سكان معسكرات دارفور، لكن ربما خاب أمل كل من علق أملاً على التفاوض إذ انهارت الجولة فجأةً دون التوصل لأي اتفاق وغادرت الوفود عبر مطار أديس أبابا كل إلى وجهته وانفض السامر إلى أجل غير مسمى..

الخبير في الشؤون الإنسانية وعضو التفاوض للمنطقتين يشرِّح الجولة العاشرة ويبين العقبات التي أفضت للانهيار.

ـ بداية د. حسين، كان هناك تفاؤل بإحداث اختراق لكن لم يحدث ذلك، برأيك لماذا انهارت الجولة؟

أولاً، التفاؤل جاء من واقع أن الجولة عقدت متزامنة مع مؤتمر الحوار الوطني بالداخل وإلغاء المؤتمر التحضيري وكان المأمول منها أن تحقق وقف عدائيات يفضي الى وقف دائم لإطلاق النار يؤدي بدوره إلى توصيل المعونات الإنسانية إلى المنطقتين فيما يمكن أن يفضي مسار دارفور الى توقيع وقف عدائيات ويقود الحركات المسلحة إلى طاولة الحوار، من هنا كانت التفاؤل.

ـ إذن لماذا انهارت الجولة؟

نعم، بالفعل كلا المسارين لم يوفق لإنجاز ما جاء لأجله ففي مسألة المنطقتين كانت الحركة الشعبية تريد أن توقع على وقف إطلاق نار جزئي بغرض تقديم المساعدات الإنسانية بينما تمسك الجانب الحكومي بوقف العدائيات المفضي لوقف إطلاق نار شامل، هذا في جانب وقف إطلاق النار. أما الخلاف حول المساعدات الإنسانية فإن الوفد الحكومي كان يصر على الالتزام بالاتفاق الثلاثي الموقع مع الحركة الشعبية والمبادئ التسعة التي ألحقت به بموجب قرار مجلس الأمن 2046 والتي تنص على تقديم المساعدات الإنسانية من داخل السودان بينما الحركة أصرت على أن تأتي المساعدات من خلف الحدود واقترحت أثيوبيا أو دولة جنوب السودان. والحكومة ترفض هذا المسلك باعتبار أن وصول المساعدات من الخارج ما هو إلا عملية شريان حياة جديد.

ـ وما العيب في أن يأتي الغذاء من جوبا أو أديس؟

الحكومة ترى أن عملية شريان الحياة التي تمت في جنوب السودان ساعدت في إطالة أمد الحرب ومهدت لانفصال الجنوب ولا تريد تكرار التجربة.
ـ ماذا كان موقف الآلية في هذا الجانب؟

الوساطة طرحت مقترحاً بديلاً يجمع ما بين تقديم الغذاء من الخارج وتقديمه من داخل السودان، وقامت بصياغة الطريق الثالث هذا في مذكرة واحدة أمنت على وقف إطلاق النار يليه وقف شامل لإطلاق النار وأمنت على الالتزام بالمبادئ الثلاثة واعتبرت الموقف الحكومي موقفاً معتدلاً.

ـ إذن لهذا السبب انهارت مفاوضات المنطقتين، لماذا انهارت مفاوضات دارفور رغم أن رئيس الوفد الحكومي أمين حسن عمر بشر أمس بالتوقيع خلال 48 ساعة؟

مسار دارفور رغم المرونة التي أبداها وفد الحركات الذي يقوده مني أركو مناوي إلا أن مبعوث حركة العدل والمساواة تعنت في أمر وقف العدائيات وأكد أنه لا يعترف باتفاقية الدوحة، وبالمقابل فإن الجانب الحكومي لم يكن يحمل تفويضاً لابتدار مسار تفاوضي جديد بجانب اتفاقية الدوحة والحكومة تصر على أن اتفاقية الدوحة هي الإطار ولا أحد يستطيع أن يفتح لها مساراً جديداً، لذا تم تعليق المفاوضات إلى أجل غير محدد.

ـ ما الفرق بين وقف إطلاق نار شامل ووقف عدائيات؟

وقف إطلاق نار شامل يعني بالتأكيد أن تكون قوات الجانبين في أماكن معروفة وأن تكون تحركاتها وسكناتها معروفة أي بمعنى تجميد للقوات تحت رقابة طرف ثالث، أما وقف العدائيات فهو وقف لإطلاق النار بين الجانبين، وهذا لا توجد به ضمانات، كما يحدث الآن إذ أن الحركة الشعبية أغارت على قرية دمبا أمس الأول.

ــ إذن لماذا تريد الحركة الشعبية وقف عدائيات فقط أليس من الأفضل لها أن يكون وقف شامل لإطلاق النار؟

الحركة الشعبية تريد الموقف المائع لتستطيع من خلال الاتفاق الإنساني أن تدخل ما تريده للمنطقة فهي تريد أن توظف وقف العدائيات لمآربها لأنه غير مكتوب ولا يخضع للرقابة من طرف ثالث والحكومة ترفض ذلك باعتبار أنها لا تريد تكرار تجربة شريان الحياة التي أعادت بناء الجيش الشعبي وهي بالتأكيد تجربة غير محبذ تكرارها.

ـ إن كان الجانبان على قناعة لوجود ضرورة إنسانية لإغاثة المتضررين من الحرب لماذا لا يتفقان على طريق ثالث؟

بالفعل هناك مسار ثالث يمكن أن يلجآن إليه وهو تقديم الغذاء من خلف خطوط النار ليس من خلف الحدود وهذه دراسة قدمتها أنا للأمم المتحدة من قبل يمكن أن تفيد في وضع كهذا.

ـ ولكن الآن هناك طائرات من دول غربية تهبط بمطار كاودا فلماذا تتعنت الحكومة رغم أن الأمر يمضي أصلاً؟

هذه الطائرات غير مرخص لها ويمكن للحكومة أن تواجهها عسكرياً باعتبار انها تخترق الحدود ولن تقع عليها أي مسؤولية ولا يستطيع أحد أن يلوم الحكومة على ذلك ولكن تتركها لتقديم الغذاء للمتأثرين.

ـ هل تتوقع أن تلتئم جولة جديدة قريباً أم ان الأمر انتهى إلى لا شيء؟

أعتقد أن المجتمع الدولي سيضغط في الجانب الإنساني لذا أتوقع أن تنعقد جولة مفاوضات قريباً تتعلق بالجانب الإنساني. خاصة وأن الحكومة أبدت استعدادها لتقديم الغذاء للعجزة والتحصين للأطفال وتقديم مساعدات لا تصلح أن تكون غذاء للجيش الشعبي، فإن مضت الحكومة بهذا الأمر سيكون مدخلاً لجولة جديدة تلتئم قريباً.

ـ كيف تقبل الحركة دخول غذاءات من السودان وترفض ذلك في ذات الوقت؟

الحركة الشعبية تقول إن المواطن في مناطقها لا يثق في غذاء يأتيه من الداخل ويثق في غذاء يأتي من جنوب السودان ومن إثيوبيا وهذا منطق معوج إذ أن اثيوبيا نفسها يأتيها الغذاء عبر ميناء بورتسودان وجنوب السودان تدخل إليه الإغاثة من السودان وبالتالي فإن الأمر لا يستقيم.

الصيحة

‫3 تعليقات

  1. طالما قطاع الشمال مرهون للغرب و أجندته فلن تؤدي المفاوضات لأي نتيجة لانها تخدم المصالح الغربية. لماذا يكون المبعوث الأمريكي دائما حاضراً في هذه المفاوضات و دائماً في إجتماعات مع قطاع الشمال قبل و بعد أي جولة, و هذا يدل علي أن عرمان يتلقي تعليمات من المبعوث.

  2. لقد صدق الاستاذ اسحق فضل الله عندما قال :
    هكذا تعمل امريكا
    ,, اخبرني بالله عليك .. ما هي العبقرية التى وجدتها امريكا عند ياسر عرمان ..
    هو عبارة عن ( حمار ) امتطته امريكا ..

  3. اعتقد ان الخيبة ليس للوفدين وانما لوفد الحركة فقط لانو وفد الحركة معتمد علي المساعدات من امريكا واوروبا و جنوب السودان والحمد لله كلهم الايام دي واقعة فيهم المصائب زي الرز الهم اشغلهم في نفسهم وصحيح انو امريكا دمرت العراق لكن القرصة الضاقتها من العراقيين دخلت فيها خوفة خلتها تفكر الف مرة قبل ماتدخل ليها حرب جديدة وزاد علي ذلك العين الحمرة الورتها ليها روسيا في سوريا – ناس الحركة دفقوا مويتهم علي الرهاب وعرضوا نفسهم للعقاب – اضربوهم فهؤلاء الحمير لايفهمو الحوار الا بالعصي واقول لكم كما قلت في تعليق سابق ان هؤلاء ينطبق عليهم قول الحق سبحانه وتغالي ( لو كانو فيكم مازادوكم الا خبالاً) ومن الخير لكم عدم حضورهم لانهم لو حضروا لن تكون لهم اجندة او هم سوى افشال الحوار .