القيادي بالاتحادي الديمقراطي الأصل د. علي السيد المحامي .. الحسن غير مؤهل لقيادة الحزب في الوقت الراهن
الحسن غير مؤهل لقيادة الحزب في الوقت الراهن
أبوسبيب لا يستقر له حال يوم في أقصى اليمين ويوم في أقصى اليسار ويوم بلا اتجاه
ما قامت به مجموعة أم دوم “جهل مسلح” ولا يعني أي حاجة
حديث الحسن الميرغني عن تفويض شفهي من والده “كلام بلدي ساكت”
رغم اتحاديتي إلا أن الأفكار الشيوعية لا زالت تلاحقني
لست شيوعياً، لكن من مرحلة الوسطى كنت ضد التعليم الديني وأعتبره لا معنى لها
حوار محمد الشناوي – تصوير محمد نور محكر
الحلقة الثانية
ضمن سلسلة حوارات (المتحولون) التي شرعت فيها صحيفة (الصيحة) لتسليط الضوء على التجارب السياسية لعدد ممن تحولوا من منبر إلى آخر يأتي هذا الحوار مع القيادي الاتحادي الدكتور علي السيد والذي بدأ حياته السياسية في الحزب الشيوعي قبل أن ينتسب للحزب الاتحادي الديمقراطي.. علي السيد أكد أنه لا يزال يحمل بقايا شيوعية قديمة مقراً بأن هذه الأفكار لا زالت تلاحقة حتى الآن.. الرجل تحدث بكل صراحة عن كل الأسئلة التي وجهت له حيث ذكر أن العمل العام هو الذي يقود الى العمل السياسي وكذلك تحدث عن آخر التطورات التي طرأت على الحزب الاتحادي الأصل والصراع الدائر فيه بين عدد من الجماعات.
ـ بداية دعنا نعرف من هو علي السيد؟
من مواليد منطقة الجزيرة، والدي كان عاملاً في الري ومولود في إحدى قناطر مشروع الجزيرة، والدي نزل للمعاش في عام 1970 وبعدها رحلنا الى منطقة الحصاحيصا ولكن تعود جذورنا للولاية الشمالية من ناحية الأب المنحدر من منطقة “جرا” بمحلية الدبة وأما الأم فهي أيضاً من الولاية الشمالية ولكن من منطقة “ناوه” وحاليا أنا محامٍ وعضو في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل.
ـ متى بدأ اهتمامك بالعمل السياسي؟
يبدأ الاهتمام أولاً بالعمل العام وبعد ذلك يكون العمل السياسي، فالعمل السياسي ليس أمراً اختيارياً لأنه في النهاية مهما حاولت تداركه سيأتي إليك، كما يقول “لينين” في حديثه عن العمل النقابي، وأعتقد أن العمل النقابي في النهاية عمل سياسي أو العمل عموماً يقودك الى العمل السياسي. ولذلك بدأت نشاطي في العمل العام منذ المرحلة الوسطى على الرغم من أنه كنت في سن صغيرة حينها، لكن كان اهتمامي بالحياة العامة في المعهد الأوسط وكنت أحتج إذا كانت الكتب ناقصة أو إذا كان هناك نقص في أي شيء يتعلق بالدراسة، وفي هذه الفترة تكون لدي إحساس بالعمل العام وبالتالي بداية العمل السياسي، كانت في الثانوي العالي ولقد سبقت سيرتي باعتباري شيوعياً من الوسطى وعندما أتيت إلى الثانوي العالي وجدتهم منتظرين علي السيد الشيوعي في معهد العمارة الشيخ، وفي السنة الثانية التزمت مع حزب الشعب الديمقراطي حتى سنة رابعة، لم ألتزم بحزب الشعب الديمقراطي وأصبحت عضواً في الجبهة الديمقراطية في الثانوي، وعندما وصلت الى الجامعة ايضاً سبقت سيرة علي السيد الشيوعي القادم من معهد مدني وبعد ذلك اشتغلت بالعمل السياسي.
ـ على أي أساس دخلت إلى الشيوعية؟
أنا لم أكن شيوعياً لكن، أنا إنسان متمرد ولدي رأي، وكنت من المرحلة الوسطى ضد التعليم الديني، وأعتقد أن المعاهد الدينية لا معنى لها لأنه عندما تتخرج من المعهد الديني تذهب إلى الثانوي بدون مهنة، ولذلك لابد من تحديث التعليم الديني. وفي هذه الفترة بدأ الحديث طالما أنا رافض للتعليم الديني يعني ذلك أنا شيوعي، لكن أنا لم ألتزم في الحزب الشيوعي يوماً ما، فالحزب الشيوعي له أسس وقواعد ومبادئ فهو تنظيم دقيق لا يتحمل الخروج على الحياة التنظيمية وبالتالي لم ألتزم فيه، صحيح أنا كنت يسارياً أو ديمقراطياً يسارياً من الثانوي لكن لم ألتزم.
ــ هل هناك شخص جندك للحزب الشيوعي؟
في الوسطى كان هناك أستاذ شيوعي اسمه المليح كان يعطيني بعض الأوراق لكن لم يطلب مني أن أكون عضواً في الحزب الشيوعي خاصة أن منطقة العمارة لم تكن فيها شيوعية، وبالتالي أساتذة العلوم الحديثة مثل البيئة والجغرافيا والتاريخ والإنجليزي كنا بنسميهم العلوم الحديثة فكانوا “متنورين” لم يكونوا ساخطين ليس لهم خلاف عكس أساتذة اللغة العربية والدين هؤلاء ساخطون، لهذا كنت أتعاطف مع أساتذة العلوم الحديثة.
ـ هل يعني هذا أن تكوينك كان يتماشى مع الآيدلوجية اليسارية؟
عموماً الرفض يتماشى معي مثل التمرد عدم الاستسلام للواقع هذه الأفكار عندما كنت صغيراً تتماشى معي هذه الأفكار.
ـ عندما كنت يسارياً هل كانت لك مهام؟
نعم أول مهمة كنت عضو سكرتارية الجبهة الديمقراطية بالثانوي العالي عندما كنت في مدني والمعهد والمدرسة الثانوية في حنتوب وبعد ذلك واصلت العمل حتى دخلت الجامعة وفيها كنت المسؤول التنظيمي في الجبهة الاشتراكية وشغلت أيضًا عضو سكرتارية الجبهة الديمقراطية في الجامعات والمعاهد العليا من السنة الأولى وحتى التخرج.
ـ هل تلاحقك الأفكار الشيوعية إلى الآن؟
نعم، وبالتأكيد فالأفكار الاشتراكية الشيوعية موجودة لدي إلى هذا اليوم وبالتالي أنا أرى فيها صفات جيدة مثل الصدق والأمانة ونكران الذات والمساواة والعدالة الاجتماعية الحقيقية إلى الآن موجودة.
ـ إذن لماذا تحولت؟
أنا لم أتحول حتى الآن، الأفكار موجودة مع انتمائي إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، الأفكار الاستراكية الشيوعية موجودة
ـ لماذا اخترت الحزب الاتحادي الديمقراطي تحديداً وأنت مؤمن بالمبادئ اليسارية؟
في الحقيقة أنا كنت في حزب الشعب الديمقراطي في الأول عندما كنت في المرحلة الثانوية كما ذكرت لك، ومن ثم انتقلت الى الحزب الاتحادي الديمقراطي عام 1986 وبعدما تخرجت من الجامعة وعملت ضابطاً إدارياً ومن ثم عملت في المحاماة أيضاً كانت أفكاري يسارية، في 1986م وقتها كنت في نقابة المحامين بعمل خط آخر بمعنى في الجبهة الديمقراطية وكان لدي طريق ثالث وكانت آنذاك توجد الجبهة والإخوان المسلمون وبعد ذلك كان لدي طرف ثالث من محامين غير ملتزمين لا لهذا ولا لذاك، وبالتالي رأى الاتحاديون أن أفكاري قريبة لهم وناقشوني قالوا لي التزم لكن أنا قلت لهم “أنا عندي حاجات ما بتقدروا عليها” قالوا لي لا ما مشكلة انضم إلى الاتحادى الديمقراطي “الداير تقولوا قولو” فأنا أفتكر هذا حزب وسط يمكن إصلاحه وتحسينه ويمكن إصلاحي أنا من خلاله أيضاً ما بعتقد أنا جيت لإصلاحه لكن ممكن يصلحني “أنا ذاتي”.
ـ مَن الذين قاموا بتجنيدك؟
عبد الرحيم محمد صالح وتاج السر محمد صالح وحاتم السر وبابكر وعدد من الشخصيات كانوا مصرين على تجنيدي.
ـ إذا عدنا بك إلى الخلف إذا لم يجندك هؤلاء الذين ذكرتهم أعلاه فماذا كنت ستختار من الأحزاب؟
أفكار البعثيين القومية العربية هي قريبة لي لكن أشعر أنها أفكار متعلقة بمراحل، ولذلك إذا كان حزب الشعب الديمقراطي موجودًا بشكله القديم فهو أحسن من الاتحادي الديمقراطي، لكن إذا أنت أردت أن توازن بين الأفكار كلها يبقى أفضل حزب هو الاتحادي الديمقراطي لأن فيه قدرا من الحرية والديمقراطية يمكن يجمع الناس ويمكن أن يقدم خدمة للبلد ويمكن الحياة تستقيم من خلاله.
ـ ما هي المبادئ التي يقوم عليها الحزب الاتحادي ودفعتك للالتقاء به كحزب؟
أولاً، الاتحادي الديمقراطي يقوم على العدالة الاجتماعية، يؤمن بالاشتراكية الديمقراطية حسب فهم القانون ينادي بالحقوق والحريات ويوافق على كل المواثيق الدولية وبعد ذلك يمكن تطويره أكثر، فالاتحادي الديمقراطي حزب مفتوح وحزب وسط يستوعب كل الأفكار داخله، بالتالي يبقى أن الاتحادي هو الحزب الوحيد القادر على أنه يثبت وجوده في الساحة السياسية لو أزيلت منه بعض الشوائب خاصة التي علقت به مؤخرًا.
ـ بصفتك قانونياً كيف تكون في حزب ليست لديه مؤسسية حيث آخر مؤتمر له كان قبل أكثر من 40 عاماً؟
هذا الكلام غير صحيح، الحزب لديه مؤسسية. له دستور ولوائح يفترض يعمل مؤتمر في الوقت المناسب، لكن في الأنظمة الشمولية بتجي بأنه حزب جماهيري ليس حزباً عقائدياً بمجرد ما يأتي نظام جمهوري يتلاشى الحزب تماماً، وبالتالي منذ إنشائه إلى الآن مضت ثلاث مراحل انقلابات عسكرية في النظام العسكري ما بكون موجود أصلاً الحزب، وبالتالي يعني ما قدر يعمل مؤتمر ولا يعيب أي حزب ألا يعقد مؤتمرات، معظم الأحزب لم تعقد مؤتمرات أو مؤتمراتها تعقد في فترات متباعدة جداً، قيام المؤتمرات لا يعنى المؤسسية وغيابها لا يعنى انعدام المؤسسية، فالحزب له مؤسسة ودستور ولوائح وهكذا، لكن تغيب في ظل الأنظمة الشمولية كسائر الأحزاب الجماهيرية التي لا تعرف التحزب السري فالأحزاب العقائدية ملتزمة، وتظل موجودة حتى في ظل وجود النظام القاهر، وبالتالي تنظم مؤتمراتها الاستثنائية. ولذلك الحزب لم يعقد مؤتمره وذلك ليس عيباً كبيراً، فالعيب الأكبر ينزوي الحزب في فترة الديمقراطية، ولهذا نحن في الدستور الأخير أضفنا مادة جديدة إذا جاءت أنظمة قاهرة، رئيس الحزب يدير المؤسسات كلها، يعين المكتب السياسي ويعين الهيئة القيادية مثلما تفعل الأحزاب العقائدية لكن لسوء الحظ حتى الآن لم نطبق اللائحة والدستور بسبب وجود الأنظمة القاهرة.
ـ لماذا لم تنظموا مؤتمرات الحزب؟
معنى ذلك أن الحزب كبير فالمؤتمرات تحتاج الى ميزانية، وتوجد صراعات في بعض الناس لا يريدون مؤتمرا والبعض الآخر يرغبون في قيامه، والصراعات والحزب بطبيعته عبارة عن جبهة منذ نشأته. به كمية من الأفكار منذ ما قبل الاستقلال توحدت تحت راية الاتحادي ومجرد ما جاء وشكل أول حكومة وبعد ذلك ظهرت الخلافات، الحزب أصلاً ما مستقر نسبة لتركيبته، فهو يضم مجموعة من الأشخاص كلهم كانت لهم آراء وفي النهاية تم توحيدها بشكل أو آخر اتفقوا جميعاً على أن يعملوا على استقلال السودان، وهذا وحدّنا وهو اتفاق الحد الأدنى ومجرد ما حدث الاستقلال وبعد ذلك كل جماعة أصبحت لها أفكار، وبالتالي ازدادت الأفكار وحصلت صراعات أكثر استمرت إلى يومنا هذا.
ـ وما هو سبب هذه الصراعات؟
قبل كل شيء أصلاً المشكلة تدور حول المؤسسة والقيادة، وفي ناس بيفتكروا الطريقة الختمية مهيمنة على الحزب وبالتالي تظهر مجموعات مناوئة للطريقة ومناوئة للحزب، ولكن الصراع الأساسي كان بين الأمين العام وبين رئيس الحزب يعني في فترة كان السيد علي بمنأى عن السياسة ” يعني ما شديد عليها” كان راعياً يدير الحزب من بعيد، لكن عندما جاءت فترة السيد محمد عثمان أصبح يدير الحزب بنفسه وهنا بات الصراع شديداً بين أمين الحزب ورئيس الحزب أمين الختمية أو الوطني الاتحادي سابقاً.
ـ البعض يطلقون عليه أنه حزب طائفي ما تعليقك؟
الحزب ما طائفي، كلمة طائفية تستخدم في السودان خطأ تستعمل على أساس أن حزب الأمة والاتحادي أحزاب طائفية، والطائفية ليست كذلك، هذه أحزاب طرق صوفية والطرق تختلف عن الطائفية، الطائفية موجودة في لبنان سوريا والعراق صراع مذهبي، نحن ليس لدينا صراع مذهبي، فالطريقة الصوفية هي توسل لله تعالى عن طريق مشائخ الطرق، الختمية في الحزب مظلمومون وهم دائماً يقدمون الاتحاديين أو يقدمون السياسين على أنفسهم، وبالتالي أنا لم أشعر بأن الختمية تدير الحزب لكن الناس يفتكروا أن الرئيس إذا كان ختمياً فإن الحزب يميل للختمية، وهذا الكلام غير صحيح، أنا متأكد أن الختمية كقاعدة تأتي في الدرجة الثانية بعد السياسيين، والاتحاديون يأتون في الدرجة الأولى إلا في فترة السيد الحسن فهم مؤيدون للحزب بطريقته الخاصة.
ـ هناك أحاديث كثيرة تدور عن اعتزال رئيس الحزب العمل السياسي ما مدى صحة ذلك؟
هذا الحديث غير صحيح، الرئيس لم يعتزل العمل السياسي له ظروف مرضية.
ـ هناك أقوال تفيد بأن الأطباء منعوه من ممارسة العمل السياسي؟
أيضا هذا الكلام غير صحيح، فالأطباء لا يستطيعون منع الشخص من ممارسة العمل السياسي “ممكن يقولوا ليه ما تجهد نفسك”.
ـ هل يتابع السيد محمد عثمان ما يدور داخل الحزب؟
في الفترة الأخيرة لا أعتقد أنه يتابع ما يدور في الحزب.
ـ ما هي الخلافات الأخيرة بين مجموعة أم بدة وأم دوم؟
مجموعة مؤتمر أم بدة اجتماع كان نتيجة لانفلات السيد الحسن لقرارات الحزب، دخوله للحكومة وقبوله بالانتخابات، أما مجموعة أم دوم فهي قديمة جداً مضت عليها سنين ترى أن المجموعة التي تدير الحزب مع السيد محمد عثمان لا بد من تغييرها ولابد من وحدة، ابتداء هي ضد السيد محمد عثمان الميرغني وضد المجموعة التي كانت في أم بدة وهم مجموعة من قيادات وسيطة يتزعمهم أبوسبيب، فالأخير لا يستقر له حال يوم في أقصى اليمين ويوم في أقصى اليسار ويوم بلا اتجاه محدد، ولذلك هذه المجموعة كانت متمردة على تعيين السيد محمد صالح ومنذ ذلك الوقت باتت هناك مجموعة ضد كل قيادات الحزب، والظهور الأخير هذا هو امتداد لفكرها الذي ضد كل الآخرين من زمن بعيد. فالمجموعتان تتفقان على أن الحسن اختطف الحزب وأعطاه هدية للمؤتمر الوطني شارك به في الانتخابات دون قرار مؤسسي من الحزب، وبعد ذلك يشتركون تماماً، أما مجموعة أبوسبيب فإنهم يتحدثون عن عزل السيد وتكوين مكتب سياسي انتقالي وهيئة قيادية، هذا كلام غير صحيح يخالف خط الحزب وهذا يؤكد أنهم يجهلون أبسط قواعد العمل المؤسسي ولذلك سيصطدمون بالواقع ولن يستطيعوا الدعوة لمؤتمر عام ولن يستطيعوا فعل أي شيء وسيظلون هكذا وهذا خلافنا معهم، نحن تحدثنا معهم في أن نوحد أنفسنا ونعمل من أجل أن يكون هناك مؤتمر يحسم كل النزاع إذ لا سبيل لحل الأزمة الحالية إلا بمؤتمر عام.
ــ ألا يعني هذا انقلاباً على قيادة الحزب؟
لا، هذا ليس انقلاباً، هذا جهل مسلح و”لا يعني أي حاجة”، لا يستطيع هؤلاء أن يفعلوا شيئاً ولا يستطيعون تنظيم مؤتمر عام لأن المؤتمر يحتاج إلى إجراءات في مسجل الأحزاب والمسجل يتعامل مع الأسس القائمة حتى ولو كانت كاذبة، لكنها تظل بالنسبة له مؤسسات قائمة، ولذلك لا يوجد مكتب انتقالي يعين، فالمكتب السياسي عمل في مرجعية 2004 وبانتخابات الرئيس تم انتخابه وبالتالي إذا الرئيس عاجز أو مريض مفترض حسب الدستور يكون نائب الرئيس، لكن لسوء الحظ نائب الرئيس توفي قبله، ولذلك الدستور صمت، والمادة خمسة تتكلم عن أن الرئيس إذا حدث ليه أي شيء ينوب عنه نائب الرئيس المنتخب، نائب الرئيس المنتخب هو السيد أحمد الميرغني وتوفي قبله، الدستور صمت لكن المرجعية المعروفة طوالي نحن نرجع المكتب السياسي لنختار رئيسا أو على الأقل رئيس مؤقت إلى حين انعقاد مؤتمر، وهذه لم تتم، وبالتالي لا يمكن أن تأتي لتقول أريد أن أعقد مؤتمراً عاماً فذلك لا يتم إلا عن طريق الحزب والدستور.
ـ هل أنتم متيقنون من أن الحسن هو من يمثل الحزب؟
أبداً الحسن اختطف الحزب من وراء ظهر قيادة الحزب وقام المؤتمر الوطني بمساعدته في الحصول على ما هو عليه الآن، القصة كلها في دخول الانتخابات، المؤتمر الوطني كان يحتاج لأي حزب كبير يشارك معه الانتخابات فوجد ضالته في السيد الحسن وأقنعه ليشارك معه في الانتخابات.
ـ هل صحيح أن الميرغني بات متيقناً بأن الحسن هو الخليفة الأمثل؟
لا أعتقد ذلك، وستكون كارثة إذا اعترف بذلك لأن الميرغنى حتى وإن كان يريد أن يكون الحسن رئيساً سيعمل ذلك عن طريق الأسس الصحيحة ويسلمه تفويضاً وحتى في دستورنا لا يوجد شيء اسمه تفويض لكن على الأقل ممكن يلجمنا إذا قال إنه عنده مستند مكتوب في أنه هو نائب رئيس الحزب رئيس التنظيم وهو مفوض في إدارة الحزب ومفوض في الحزب ممكن يلجمنا الى أن نصل للمحكمة لكن يتكلم عن تفويض شفهي فهذا “حديث بلدي ساكت”.
ـ البعض يقول إن الحزب طائفي خاصة بعد تعيين الحسن؟
الحسن لو صبر بدون ما يتخذ قراراته كان ممكن يبقى رئيس حزب دون منازع.
ـ هل الحسن مؤهل لقيادة الحزب؟
في الوقت الراهن هو غير مؤهل لأنه يتخذ قرارات منفردة وبعدين هذا حزب كبير له مؤسسة، فالحسن يتخذ قرارات مصيرية صعبة.
ـ هل أنت مع الرأي المطالب باعتزال الميرغني للسياسة؟
لا..
ـ لماذا؟
أنا أعتقد أن هذا الحزب عبارة عن مدارس ومجموعات وهناك ناس جاءوا إليه من كل الاتجاهات، القاسم المشترك هو الميرغني أو مرشد الطريقة لأن الطريقة الختمية تمثل العمود الفقري لهذا الحزب، وبالتالي يبقى القاسم المشترك الأعظم بين الناس جميعاً هو بيت الميرغني ولذلك أنا بقول منذ زمن طويل ستظل كل قيادات الاتحادي الديمقراطي مربوطين ببيت الميرغني.
ـ بعد الانشقاقات التي حدثت في حزبكم إذا سألت أي شخص عن واجهة الحزب لا يستطيع أن يعطيك شخصية متوافقة عليها كل القيادات داخل الحزب؟
هذه هي طبيعة الحزب بل وطبيعة الأحزاب السياسية، لكن حزبنا الحديث عنه كثير، والخلافات فيه كبيرة، وكما ذكرت لك أن الحزب عبارة عن جبهة فيه كمية من المدارس والقيادات، الشريف زين العابدين قال كلمة شهيرة “تركت لي حزباً نصفه من الآلهة ونصفه من القيادة”، الاتحاديون باعتبارهم مثقفين فكل واحد في الحزب هو قائد يعني من الصعوبة أن تقنع الناس بأن هذه قواعد كلهم يعتبرون أنفسهم قيادة لأن معظمهم من المثقفين خلاف الأحزاب الأخرى ولذلك هذه تركيبة الحزب
ـ هناك حديث بأن علي السيد هو غواصة في الحزب؟
غواصة عشان أعمل ماذا ما انت بتعمل غواصة لتفعل حاجة .أول حاجة هذا حزب مفتوح ليس لديه أسرار وحزب مطروح في الساحة، فيه كمية من المدارس المختلفة فيه خلافات عميقة، جداً يبقى علي السيد حيعمل ماذا وسط هذا الكم الهائل ليبقى غواصة للحزب الشيوعي، الحزب الشيوعي ماذا يريد بالغواصة، افتكر أن هذه كلمة ساذجة، نفس الأفكار التي تلاحقني من الوسطى إنه علي السيد شيوعي هي نفس الأفكار، وهناك من يعتقد أن علي السيد شيوعي.
ـ بعض القيادات يقولون إنك لازلت حتى الآن شيوعياً؟
نعم، هناك من يقول علي السيد أفكاره شيوعية وهي ليست أفكاراً حقيقية هي الجرأه واتخاذ المواقف والتمرد هم يعتقدون أن هذه الصفات شيوعية وبعض الناس يعتقدون أن الشيوعي هو الذي يقول الحق أو هو الشخص المتمرد.
ـ طالما أفكارك شيوعية لماذا لم تنضم للحزب الشيوعي؟
لأنني لا أستطيع أن ألتزم تنظيمياً.
ـ بمعنى أن الحزب الاتحادي الديمقراطي ليست لديه قاعدة؟
لا قواعده ليست حادة مثل الشيوعيين، المركزية الديمقراطية حسب فلسفة الشيوعيين بأن الحزب يطرح الموضوع والناس تناقشه.
ـ أين علي السيد من الحزب الاتحادي الديمقراطي؟
ـ أنا مقاتل من المقاتلين.
ـ موقعك شنو من مركز اتخاذ القرار؟
بمارس دوري مع الآخرين، إذا ما عندي دور أصلاً ما بتكون في ضجة.
ـ رغم أنك مفصول من الحزب لماذا أنت متمسك بالحزب الاتحادي، وهل يعني أنت تبع لهذا الحزب؟
أنا متمسك لأنني أعتقد أن الحزب يمكن أن ينصلح ويمكن أن يمضي للأمام إذا استطعنا أن نفعل فيه المؤسسية الحقيقية، فلذلك أنا لن أخرج من الحزب وأنا أعتقد أن الحزب يمكن أن يتحسن.