تاور…في حضرة (ملك الاحساس)
الفنان الحقيقي هو الذى يجعلك تتحدى طقوس الطبيعة وتقلباتها من اجل ان تجلس وتمنحك اذنك عن طيب خاطر، تماماً مثلما جلس العشرات ليلة امس الاول-برغم البرد- في حضرة (ملك الاحساس) الفنان الجميل محمود تاور والذى استطاع ان يبث الدفء في الاوصال عبر اغنياته الرائعة والتى رددها معه الحضور بنشوة وحب.
كنت حريصاً على حضور الليلة التى اطلق عليها تاور (رحلة الشوق والحنين)، لاسباب عديدة، في مقدمتها ان تاور من الفنانين القلائل المقلين جداً في الظهور عبر المسارح-برغم الشعبية الكبيرة التى يتمتع بها-اضافة الى سبب آخر يتمثل في المتعة الكبيرة التى تتملكني وانا اجلس في حضرة ذلك (الهرم الغنائي)، فتاور فنان يغني بكل احاسيسه، بعكس الكثير من الفنانين الذين (يتسولون) الاحساس ويستجدون الجمهور.
ابرز ماخرجت به من امسية تاور الباذخة الجمال كانت بعض النصائح التى اود ان ابعث بها اليه اليوم وفي مقدمتها ضرورة ان يعود من جديد للمسارح ولجمهوره الذى يتعطش شوقاً لمعانقة اغنياته، كما ان عودته ستمثل نصراً كبيراً للاغنية السودانية والتى احتل مسارحها بعض (المغنواتية) الذين لعب الحظ دوراً كبيراً في مسيرتهم الفنية.
نصيحة اخرى ابعث بها لتاور تتمثل في ضرورة التوثيق لمسيرته الفنية بشئ من التفصيل، ولو عبر انتاج فيلم يحكي حياته وبداياته الفنية، وذلك لكي تستفيد الاجيال الجديدة وتعرف الكثير عن ذلك الفنان الذى يتنفس (احساساً).
اخيراً…يمتد الشكر لاتحاد المهن الموسيقية والذى وبالرغم من اختلافنا معه في الكثير من النقاط الا اننا لابد ان نشيد اليوم بذلك النهج الجديد المتمثل في فتحه الابواب للعظماء من الفنانين السودانيين ليطلوا من خلالها ويقدموا اغنياتهم ويسكبوا ابداعهم بعيداً عن الضجيج الذى تحدثه براميل الفنانين (الفارغة) خارج اسوار الاتحاد.
جدعة:
شكراً تاور على تلك الساعات الجميلة التى قضيناها في محراب ابداعك، شكراً لك وانت تعيد الينا القليل من الامل في (عافية) الاغنية السودانية، واخيراً شكراً لك وانت تزرف تلك الدموع الغالية والتى لاتعرف الرياء او النفاق، لأنها دموع ناتجة من (احساس حقيقي).
شربكة أخيرة:
زمان كنت تغلط…ونحنا بنسامح
نعاتبك بتبكي…وترجع تصالح
بقيت مابترحم…غناك كلو جارح
بتضحك وتكتل…بنفس الملامح
ليس من الأدب ان يوجه الصغير نصائح لمن هو أكبر منه .. فى مثل حالتك الأفضل ان تكتب مقترحات وتبتعد عن كلمة نصائح .. مقترحاتك جيدة لكن خربتها بالشربكة الأخيرة ركيكة جدا واظنك انت من كتبتها .. ما زلت عند رأى الأفضل ان تبحث لك عن مهنة أخرى غير النقد الفنى !!!!