محمود الدنعو

جمهورية غامبيا الإسلامية


الرئيس الغامبي يحيى جامع منذ أن استولى على الحكم في بلاده عبر انقلاب فى العام 1994 وهو يشكل حضوراً دائماً في وسائل الإعلام الدولية من خلال قراراته وتوجهاته المثيرة للجدل كالخروج عن منظمة الكومونوليث فى العام 2013 أو إعلانه أنه يعالج مرضى الإيدز من خلال الرقية ومن خلال مظهره، حيث يحرص دائما ارتداء الأزياء الشعبية واعتمار طاقية بيضاء وعصا على يده ومسبحة وأحياناً مصحف للتأكيد على أنه مسلم صوفي متبتل في محراب التصوف، ولم يشاهد حتى في المحافل الدولية إلا بهذه الزي الشعبي الناصع البياض ولا يذكر أحد الرئيس يحيى جامع وهو في زي إفرنجي رغم أنه ضابط سابق في الجيش ومصارع سابق صاحب بنية جسمانية قوية.
ولكن يبدو أن الرئيس الغامبي فضل الانتقال إلى مرحلة أخرى أبعد من الحرص على إعلان الهوية الإسلامية من خلال رمزية حمل المصحف والمسبحة إلى الإعلان الأسبوع المنصرم أن غامبيا دولة إسلامية تحترم حقوق المواطنين.
ودولة غامبيا الواقعة في أقصى الغرب الأفريقي كانت إحدى مستعمرات بريطانيا، يبلغ عدد سكانها مليونا و(96) ألف نسمة يدين (90%) منهم بالإسلام.
وعلى الرغم من الانتقادات الغربية لنظام حكم الرئيس يحيى جامع الذي تصفه منظمة “هيومان رايتس ووتش” بأنه من أكثر الأنظمة القمعية في العالم، واتهمت القوات شبه العسكرية والشرطة السرية بأنها وراء عمليات التعذيب والاختفاء والإعدامات التعسفية، إلا أن إعلانه غامبيا دولة اسلامية لم يقابل بانتقادات من الغرب كما هو متوقع في مثل هذه الحالة، بل أشادت وكالات الأنباء العالمية بوعده بأن كل من يعتنقون ديانات أخرى في “غامبيا” سيستمرون بممارسة شعائرهم بحرية، من دون أي تدخل من الدولة، أو أي ممارسات عنصرية تمارس بحقهم.
ولكنها على المستوى السياسي لا تبدو سعيدة باستمرار يحيى جامع في سياساته المناهضة للغرب عموماً ولبريطانيا التي استعمرت بلاده، واتهم الرئيس الغامبي الدول الغربية بمحاولة تكبيل بلاده؛ بسبب انفصال غامبيا، أصغر دولة في البر الرئيسي للقارة السمراء، عن تحالف “الكومنولث”، بسبب تعليق الاتحاد الأوروبي العام الماضي بصورة مؤقتة أي مساعدات مقدمة لغامبيا؛ بداعي سوء سلجها في مجال حقوق الإنسان.
واشار جامع في خطابه الذي أعلن فيه إسلامية غامبيا إلى بريطانيا عندما قال: تمشياً مع الهوية والقيم الدينية للبلاد أعلن غامبيا دولة إسلامية نظراً لأن المسلمين يمثلون أغلبية في البلد لا تستطيع غامبيا مواصلة الإرث الاستعماري.
اذن جامع يعود الى المشهد الإعلامي الدولي بقراراته المثيرة للجدل كما فعل في العام 2007 عندما أعلن توصله إلى علاج لمرض الإيدز عن طريق الأعشاب، أثبت فشله لاحقاً وقراره في العام 2013 بسب بلاده من عضوية دول الكومنوليث.