احمد دندش

ابيض اللون.!


ضجّ الوسط الاعلامي خلال الايام الماضية بالحديث عن ظاهرة (تفتيح) المذيعات لبشرتهنّ، ذلك الموضوع الذى وجد الاهتمام المتعاظم من الصحافة ومن المسؤولين بشكل عام عن تلك القنوات ومن المذيعات انفسهنّ واللائي يواجهنّ اتهامات مباشرة بـ(ترصد) اللون الاسمر وإيقاعه في فخ (الضياع).
بداية دعوني اسأل سؤالاً مهماً للغاية وهو: هل انتهت كل مشاكل المذيعات في السودان حتى نتفرغ لـ(جرد حساب الوانهنّ)..؟..وهل قمنا بحلّ مشاكل ثقافة بعضهنّ (المعطوبة) لنركز مع الوان بعضهنّ (المضروبة)..؟..وهل الحديث عن (تغيير الالوان) الذى تحدث عنه بعض الكتاب الصحافيون مؤخراً بشئ من (السخرية) يشمل كل فتيات السودان، ام انها سخرية (حصرية) من المذيعات على طريقة: (الشر بره وبعيد).!
مؤسف جداً ان يتم نقاش مشكلة عامة بـ(القطاعي)، بحيث يتم ادخال البعض لمفرمة النقد (الاستهزائي)، فيما يتم غضّ (طرف القلم) تماماً عن البقية بحجة ان هؤلا (المفرومات) هنّ مذيعات يظهرن على الشاشة فيما تبقى الآخريات مجرد (بنات)، لاضير في اللجؤ الى قلب الوانهنّ على الاقل لأنهن (بره الشاشة).
كنت اتمنى ان يتم النقاش بشكل عام عن لجؤ الفتاة السودانية-مذيعة كانت او سواها- الى استبدال الوانهنّ والهروب من (نعيم السمرة) الى (جحيم الابيضاض)، وكنت اتوق وبشدة الى قراءة نقد علمي ومنطقي بعيداً عن ذلك (الهمز واللمز والغمز) الذى مورس في قضية تغيير المذيعات لالوانهنّ، بحيث يشمل الانتقاد كل الفتيات وليس المذيعات وحدهنّ.
لست هاهنا بصدد الدفاع عن المذيعات، ولكن بصدد الدفاع عن (الحقيقة) التى يحاول الكثيرون تلخيصها في (وجه) مذيعة، بينما تمضي كل وجوه الفتيات في السودان، عابرة على مرآة المجتمع دون ان تجد من يقول لها (بغم)، وذلك بسبب العبارة الاشهر تدولاً وهي: (نحنا بنعيش في مجتمع محافظ).!
شربكة أخيرة:
(النقد الاستهزائي) الذى مورس على المذيعات فيما يتعلق بـ(تغير الالوان) ذكرني بقصيدة (ابيض اللون) للشاعر-(خفيف الظل)- محي الدين الياس، والتى يقول في مطلعها: (مالي ارى كرعيك هاويات وكأنك في تاني دور)، تلك (الوضعية) التى كان عليها تماماً حال بعض الاقلام الصحفية التى ناقشت تلك القضية.!..(وربما نعود).


تعليق واحد