بالقوة الناعمة تهزم داعش
مع نهاية العام 2015م تمكنت القوات العراقية من استعادة الرمادى من تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وهو ما منح رئيس الوزراء العراقي الزهو لدرجة الإعلان من فرط الابتهاج والثقة ربما بأن العام 2016م سيشهد الانتصار النهائي على داعش في العراق. وجاء ذلك في كلمة بثها التلفزيون العراقي بعد إعلان الجيش العراقي السيطرة على مدينة الرمادي في غرب البلاد من تنظيم الدولة.
وقال العبادي “إذا كان عام 2015م عام التحرير فسيكون عام 2016م عام الانتصار النهائي، وعام إنهاء وجود داعش على أرض العراق وأرض الرافدين.
قد يكون الانتصار على التنظيم في الرمادي هو الأكبر من نوعه حتى الآن في الكثير من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا، ولكن حتى بالنسبة للأمريكيين فإن القوة العسكرية وحدها لم تعد تكفي لهزيمة داعش.
ويذهب جيمس استفافيردس فى مقالة بعنوان:” اقتلو داعش بهدوء” في مجلة (فورن بوليسي) الأمريكية إلى أن القوة العسكرية يمكنها أن تساعد في كسب معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، ولكن فقط بالقوة الناعمة يمكن أن تكسب الحرب ضد داعش، ولكن ما هي القوة الناعمة التي يمكنها دحر جيوش داعش.
فى العام 2007م وخلال تقرير خطير أعده البروفسير جوزيف ناي بالتعاون مع نائب وزير الخارجية السابق ريتشارد أرميتاج أشار إلى أن حل الأزمات الكبرى يحتاج إلى مزيج من القوة الصلبة والناعمة، وهو ما يشار اليه بـ(القوة الذكية). وشرح التقرير أن المقصود بالقوة الذكية هو أن تكسب الناس إلى صفك في المعركة دون الحاجة إلى إكراهم على القيام بذلك بأن يأتون إلى معسكرك طائعين مختارين.
ومفهوم القوة الذكية هو ما تحتاجه الحرب حالياً ضد داعش، فالضربات الجوية والتفجيرات وحتى الحملات البرية لا يمكنها أن تهزم داعش، دون أن يكون هناك بالتوازي السلاح الناعم وبهدوء لقتل داعش، ولكن يظل السؤال ما هي إستراتيجيات التعاون ومستوى الموارد والتواصل المطلوب من أجل استخدام القوة الذكية؟
الآن مع وجود القوة العسكرية فى الميدان لمحاربة داعش ترى ما هو المطلوب من أجل أن تكون هناك القوة الناعمة والذكية كذلك فى الحرب على داعش، وهي تعتمد على تجفيف منابع الإرهاب من خلال خلق وظائف ودعم التعليم واستخدام الدبلوماسية الطبية ودبلوماسية البنيات التحتية والخدمات الأساسية والحرب الثقافية والفكرية لمواجهة خطر التطرف والتأكيد على أن الإسلام الوسطي المعتدل لا يتصادم مع قيم الحياة الحديثة مثل الديمقراطية وحرية التعبير والعدل والمساواة.
إذن على اعتاب عام جديد لا يزال تنظيم داعش ينشط في المنطقة وبين وعد رئيس الوزراء العراقي بالانتصار عليه والميل الأمريكي نحو القوة الناعمة سيكون العام الجديد حافلاً بالكثير.