حوارات ولقاءات

القيادي بالمؤتمر الوطني “أحمد عبد الرحمن”:الإنقاذ فشلت في تحقيق تطلعات الشعب السوداني لكن لم توصلنا مرحلة (البراميل)

نحن والأحزاب مسؤولون من ضياع أكتوبر والصراع الخفي أفشل الجبهة الوطنية
– الصادق رأيه إيجابي في الحوار ..وهذا ماقاله لي
-الإنقاذ فشلت في تحقيق تطلعات الشعب السوداني لكن لم توصلنا مرحلة (البراميل)
– الإختلاف موجود وما ضروري يكون القيادي داخل السلطة
حوار – فاطمة مبارك
مقدمة:
أجرت (المجهر) حواراً مع القيادي بالمؤتمر الوطني “أحمد عبد الرحمن” مزجت فيه بين الخاص والعام، قال فيه إن علاقته بالحركة الإسلامية بدأت منذ الثانوي وكان على دراية بالجهود الرامية لتكوين تنظيم، واعترف أن حركته أنشئت كرد فعل للمد الشيوعي في ذلك الوقت وصد هجمة اليسار، وأشار إلى وجود علاقة كانت تربطه بالرجل الذي بادر واتصل بطلابه وهم يمثلون قيادات الحركة الإسلامية آنذاك بحكم أنه درس بعضهم في مدرسة “مدني” الوسطى وهو “الصائم محمد إبراهيم موسى”، وكان ذلك في أوائل الخمسينيات، وأصبحت هذه بداية لخلية بقناعة من القيادات، وقال كانت الأدبيات تأتينا من مصر وتأثرنا بكتب “حسن البنا” و”محمد قطب”، فيما كانت الجمعية الدينية هي المظلة التي تشتغل بها الحركة الإسلامية ، وكان ضمن برامجنا في الصيف مساعدة بعض أفراد الجمعية لتأدية العمرة، مضيفاً أن الحركة كانت مركزة على عموميات مثل الإسلام هو الحل، ومعجبة بنشاط الحركة الإسلامية في مصر وموجهاتها للتنظيم. في نفس الوقت كان هناك شعور بضرورة تعزيز وجود تنظيمي طلابي لذلك اقترحت الحركة الإسلامية الطلابية لأول مرة تكوين اتحاد الطلاب السودانيين، وكان تجمعاً رهيباً في اتحاد الخريجين بـ”أم درمان”، و بداية لسحب البساط من هيمنة اليسار على الطلاب، وتناول الحوار الوطني وقضايا أخرى، فإلى التفاصيل:
{ حدثنا بداية عن انتمائك للحركة الإسلامية والإرهاصات التي سبقت الاستقلال وأنتم طلبة آنذاك بالجامعة؟

– نحن دخلنا الجامعة في منتصف الخمسينيات، وتميزت تلك الفترة بمواجهات كبيرة جداً للحركة الإسلامية في مصر، وكان هناك موقف مؤيد من الحركة الإسلامية في السودان، فيما كانت الجمعية التأسيسية الأولى متجاوبة مع الأحداث في السودان، وهذا أثر في الاستقلال.
{كيف؟
– الرأي العام السوداني أصبح ماعندو شهية للعلاقة مع مصر، والصراع كان محتدماً جداً.
{محتدم مع منو؟
– الحزب الشيوعي مثلاً كان واقفاً ضد اتفاقية 1953 التي مهدت لاستقلال السودان باعتبار أن هذا ليس هو الطريق، والطريق في رأيهم هو العمل السياسي مع مصر، بجانب التشكيك الشديد في منبر جامعة “الخرطوم”.
{هل كانت هناك أحزاب أخرى وقفت ضد اتفاقية 1953؟
– الحزب الشيوعي هو الوحيد الذي لم يؤيد اتفاقية 1953 التي أدت لاستقلال السودان.
{كيف كانت الأوضاع في الجامعة؟
– في الجامعة كانت هناك مواجهات كبيرة جداً باعتبارها المنبر القومي الوحيد المقبول لأهل السودان، كلما طرأت قضية كبيرة جداً تعرض في مسرح الجامعة.

{هل استمر هذا الصراع؟
– نحن كطلاب للحركة الإسلامية لعبنا دوراً في التهدئة باعتبار أن الصراع مع اليسار لا يوصل لنتيجة، وبدا هناك رشد وسطهما، و “دفع الله الحاج يوسف” كان رئيس الاتحاد آنذاك، وبادرت قيادات من الحركة الإسلامية واليسار بتهدئة الأحوال.
{من شارك في التهدئة؟
– أنا كنت واحداً من المشاركين في التهدئة، ومن قيادات اليسار شاركت “سعاد إبراهيم” و”أحمد غريب الله الأنصاري” بإيعاز من البروفيسور “سعد الدين فوزي” الذي كان أستاذ العلوم السياسية.
{ما هي الآليات التي استخدمتموها في التهدئة؟
– قمنا بتغيير نظام الانتخابات من النظام الجغرافي المباشر إلى التمثيل النسبي الذي يتيح الفرصة لمشاركة كل الأحزاب، ، لكن لم يدم النظام وأنا تأسفت لتغييره فيما بعد، لأنه أدى إلى استقرار الجامعة لفترة طويلة، وكان نظاماً جيداً.
{إذن لماذا تم تغييره؟
الناس انتكسوا نتيجة للصراعات ولسوء ممارسة هذا النظام، وهو نظام جيد لكن أصبحت الأقليات تتكتل ضد الكتل الكبيرة، وأعتقد أنه لا زال هذا النظام يصلح لأن يكون الحل لعدم الاستقرار الذي صاحب جامعة الخرطوم.
{بعد تخرجك في الجامعة أين كانت وجهتك؟
– بعد التخرج عملت بـ”كسلا” و”روما” وركزت نشاطي كله في الوظيفة، بعدها انتقلت لـ”الخرطوم” وذهبت في بعثة لهولندا للحصول على الماجستير، ومن هولندا قبل أن أكمل التحضير زرت دكتور “الترابي” في “باريس” سنة 1964وكان يحضر للدكتوراة.
{ما دواعي الزيارة؟
– الزيارة كانت عادية وبعد ستة أشهر (جاني) دكتور “الترابي” في هولندا وقال لي وضع نظام “عبود” أضر بكرامة الإنسان، خاصة إنسان جنوب السودان، ونحن كحركة إسلامية ممكن يكون عندنا فضل في قدح الشرارة.
{يعني فكرتوا في الحكم من بدري؟
– لا لم يكن هدفنا الحكم، لكن “الترابي” قال لي لازم النظام دا ينتهي، ورغم أن ناس “عبود” نشروا المبشرين والإسلام واللغة العربية، لكن هذا لا يشفع لهم في الطريقة التي تعاملوا بها مع المواطن الجنوبي، بجانب سوء استخدم السلطة، فينبغي أن نشارك ونبادر لقيام ثورة.
{ورجعت لتنفيذ الهدف؟
– منذئذ أنا أصبحت مستعجلاً جداً في الذهاب للسودان، ولما رجعت وجدت “الترابي” بحكم النسب ساكن معاهم في نفس السرايا، ووجدت معه أستاذ المعهد الفني “شبرين” والوزير “زيادة أرباب”.
{ماذا دار بينك ودكتور “الترابي”؟
– دكتور “الترابي” رحب بي لأنه طلب مني أن أحضر قبل (سبتمبر) وبدأ يتحدث عن كيف أسقط الطلاب حكومات في إيطاليا وفرنسا، لكن قلل من هذا الحديث الوزير “زيادة أرباب” بقوله (ديك) فرنسا وإيطاليا.
{إذن كان لك دور في ثورة أكتوبر؟
– أنا شاركت مشاركة فاعلة كجزء من الحركة الإسلامية في الشارع أثناء ثورة أكتوبر خاصة في الندوات التي أقيمت في جامعة القاهرة فرع الخرطوم وجامعة الخرطوم، وهناك جهات كثيرة عندها دور كبير في نجاح ثورة أكتوبر.
{برأيك ما هي الأسباب التي قادت للصراع بعدها بين الأحزاب المشاركة؟
– التحدي الكبير الذي ما زال قائماً كان ماذا بعد نجاح الثورة، هذا هو المختلف عليه وأنا كنت من الأعضاء النافذين في جبهة الهيئات التي كانت القوة المحركة لأكتوبر، وللأسف ما كتب عنها كثير ولما شعرنا أنها أصبحت أداة مطية للحزب الشيوعي…
{مقاطعة.. سارعتم بتصفيتها أليس كذلك؟
– كتبنا مذكرة لرئيس الوزراء آنذاك وكنا مجموعة على رأسها مدير المعهد الفني “أحمد الأمين محمد وسلمناها له وصفينا حاجة اسمها جبهة الهيئات.
[لكن كانت فرصة لعمل جماعي بينكم، هل يتحمل الحزب الشيوعي المسؤولية لوحده؟
– حصل تغول من الشيوعيين ولازم يعرفوا هم في مسارهم ضيعوا فرصة كبيرة للسودان، ونحن أيضاً لا نبرئ أنفسنا من بعض المسؤولية، لأن أكتوبر كانت ثورة عظيمة.
{تربطك علاقة مع السعودية منذ القدم، متى بدأت وهل استخدمتها الآن لتحسين العلاقات؟
– أنا سافرت السعودية بعد ثورة أكتوبر وأذكر أنني أستلمت رسالة مطولة من “الترابي” يوم (23) مايو يحدثني عن المسرح السياسي في السودان والانشقاقات التي تمت في الحركة الإسلامية والأحزاب الأخرى، وعمل ملاحظة قال فيها الحزب الشيوعي ما ظاهر في الميدان، وتساءل هل نتيجة إلى ما أصابهم من انشقاقات داخلية أم لماذا؟
{ماذا قلت له؟
– أنا من غير أي تفكير كتبت مذكرة للسعودية وجهتها للملك “فيصل” على وجه الخصوص، وشرحت له الوضع بأن ما حدث في السودان بواسطة “نميري” وجهاز أمنه مهدد ليس للسودان فقط، وإنما للمنطقة العربية.
{بأي وصف خاطبت الملك “فيصل”؟
– بوصفي مواطن وقلت له الحزب الشيوعي من الأحزاب القوية في أفريقيا وخطورته أنه مرتبط بالمنظومة الشيوعية العالمية.
{هل وجدتم استجابة منه؟
– وجدنا استحساناً وتم ترتيب لقاء مع الملك “فيصل” وتطورت الأمور حتى تكونت الجبهة الوطنية وأخذ “مبارك الفاضل” مذكرة وكان يدرس في الجامعة الأمريكية، للإمام “الهادي” لنطلعه على الأوضاع حتى يبارك لنا مواجهة النظام، وهذا ما تم بالفعل و”الصادق” كان معتقلاً داخل السودان.
{ممن تكون مكتب الجبهة الوطنية؟
– المكتب القيادي للجبهة الوطنية كان مكوناً من الناس الموجودين في الخارج “عمر نور الدائم” و”عثمان خالد مضوي” و”أحمد عبد الرحمن” و”أحمد زين العادبدين” جاءنا هارباً عن طريق البحر الأحمر، و”الشريف حسين” وصلنا، كذلك وصلنا “نصر الدين السيد” من كنشاسا، وقد فضل يأتي ويعمل من داخل السودان.
{رغم هذا الإعداد الجبهة فشلت؟
– الجبهة الوطنية عملت جهداً كبيراً، “الشريف حسين” عمل جهداً وكلنا قابلنا الملك “فيصل” بـ”الطائف” على أساس أننا نشعر بالخطر والمسؤولية اتجاه استقرار المنطقة، ووجدنا دعماً كبيراً، لكن بكل أسف عدم التنظيم الجيد والصراع والتنافس الحزبي الخفي والواضح داخل الجبهة الوطنية كان السبب الأساسي لفشلها.
{صراع حول ماذا؟
– الرؤية لم تكن واضحة بشكل جيد، كنا متفقين على ذهاب النظام لكن يأتي شنو ما كان واضح.
{ ربما نظام “نميري” كان متابعاً لتحركاتكم أيضاً؟
– النظام ربما يعرف جزءاً من المخطط، لكننا في غياب “نميري” وأمنه عملنا حاجات كثيرة وعملنا “الجزيرة أبا” وكانت واضحة لكن الفكرة ما كانت موفقة.
{أين كان الخلل؟
– الإمام “الهادي” لم يوافق حينها أن يتم الإعداد والتدريب خارج السودان، وعشان الناس يعملوا في جزيرة محاصرة، كان واضحاً أننا لا يمكن أن نواجه فيها الجيش السوداني.
{ما تقييمكم لانتفاضة 1973؟
– انتفاضة 1973 كانت من أنجح الانتفاضات الشعبية، والجبهة الوطنية كانت تربطها علاقة بهذه الثورة لكن أساساً كانت طلابية ونجحت ووجدت الخذلان من الأحزاب التقليدية.
{وانتفاضة (76)؟
– انتفاضة (76) جاءت نتيجة لفشل (شعبان)، الناس ما سلموا رغم أنهم غيروا ساحة العمل من السعودية بعدما “نميري” ضرب الحزب الشيوعي.

{في أي سياق جاء هذا التحول من السعودية لليبيا؟
– كان واضحاً أن السعودية ستصالح نظام “نميري”، لأن قضيتها كانت مع الحزب الشيوعي، لما “نميري” صالح السعودية طلبت منا مصالحة “نميري” ولو ما صالحناه نشوف أرض غير السعودية.
{هذا سبب مغادرتكم للسعودية؟
– نعم دا خلانا نمشي ليبيا ،جزء مننا طُلب منه المغادرة ونحن تفهمنا موقفها.
{قيل إنك استخدمت علاقتك خلال حكم الإنقاذ لتحسين العلاقة مع السعودية؟
– أنا بحكم وجودي في السعودية لـ(10) سنوات عملت علاقات مع المسؤولين خاصة في عهد الملك “فيصل” كانت لديّ ارتباطات مباشرة، هذا مكني بعد حرب الخليج التي وقف فيها السودان موقفاً غير موفق، من مخاطبة سمو وزير الداخلية الأمير “نايف” رحمة الله عليه آنذاك.
{ماذا قلت له في المخاطبة؟
– وضحت له أن موقف السودان كان غير موفق لكن نريد تصحيح موقفنا، وفعلاً كانت هناك استجابة مباشرة ودعيت في ذلك الوقت ووضحت أن هذا ليس موقف الشعب السوداني، بل هو غفلة وخطأ وهذا ساعد في حل كثير من القضايا.
{هل واصلت الدور في عاصفة الحزم؟
– الآن بحكم التغييرات التي حدثت في السعودية وحكم عمري المتقدم، أعتقد أن دوري ما زي زمان، كما أن العلاقة مع المملكة تحتاج إلى كوادر تساهم مساهمة حقيقية في دفعها خاصة بعد عهد الملك الأمير “سلمان”، وانفتاح السودان في عاصفة الحزم رجوعه إلى علاقته الطبيعة مع عمقه الإسلامي.

{ننتقل بكم إلى محور السلطةكيف تقيمون تجربة الإسلاميين في الحكم؟
هذا موضوع محتاج لوقفه لكن في الإطار العام نحن عشنا تجربة ما بعد الإستقلال الذي نحتفل به الآن وكان واضحاً ان هناك تحدي كبير امام السودان ليكون مستقلا إقتصادياً ولا زال السودان معتمداً في إقتصاده على الخارج وأعتقد أن الإنقاذ رفعت شعارات ناكل مما نزع ونلبس مما نصنع لكن بكل أسف هذه ظلت شعارات فقط والإخفاق لازم الإنقاذ في عدم تحقيقها لتطلعات الشعب السوداني وأن كان في جملة الحصيلة الإرادات التي إنبثقت في هذا المجال كانت كبيرة
{عن أي إرادة تتحدث؟
الإنقاذ جاءت بارادة جديدة في السابق كانت الإرادات مرهونة للغربين وإستخرجت البترول وحتى الآن الغرب ماقادر يستوعب كيف يجرؤ السودان بالتعاون مع الصين على إختراق هذا المجال بطريقة استراتيجية ورغم أنه لم يكتشف بكميات كبيرة ولكن بدأ الطريق ، لايزال السودان يصارع الغربين ليثبت أنه بلد يمتلك قراره ويبحث عن مصالحه وواضح جدا في التوجه نحو الشرق ،ثقافياً الانقاذ بدأت تحي قيم إندثرت في السابق نتيجة لتبعية الغرب نحن كنا زمان نجد صعوبة حتى في صلاتنا
{لكن حتى الإسلاميين إعترفوا بإخفاقات التجربة؟
صحيح في مجالات كثيرة الإنقاذ فشلت في توفير البنيات الأساسية مثل السكة حديد ومشروع الجزيرة لكن حاولت توفير متطلبات الحكم
{ألا تعتقد أن 26 عام كثيرة جدا؟
،2 سنه ماكتيرة ،ماليزيا الحكم فيها 48 سنة والآن قدمت تجربة رائدة
{فيما فشلت حكومتكم؟
الانقاذ صحيح أخذت الحكم بطريقة عسكرية وكان القرار سليم ولكن قالت يُكفر عن هذا بإعادة السلطة الى أهلها عن طريق فتح الباب في الأول فتح موارب عن طريق التوالي السياسي ثم فتح على مصرعيه فجاء نظام الاحزاب الا من ابى
{هل كنت من المؤيدين لإنقلاب الإنقاذ؟
كنت مؤيد خاصة بعد مارأيت عربدت الوجود الأجنبي في السودان وكانوا كلهم مشكلتهم مع الحركة الاسلامية ويعتقدون أنهم لو أبعدوها من السلطة البلد إمورها (بتتحل )

{لكن الإنقاذ فشلت في تحقيق ما وعدت به؟
– الإنقاذ كفاية جداً تحافظ على أمن البلد وما تبقى من السودان في هذا المحيط بعد انهيار الدولة الوطنية من حولنا، ويكفي أننا لم نصل مرحلة البراميل.
{الإسلاميون خرجوا من السلطة أو أخرجوا ولم يتبقَ إلا القليل؟
– السلطة من “عمر البشير” هم شنو، أعتقد هم يمثلون الإنقاذ والحركة الإسلامي، وأن من يقولون هذا الكلام ساذجون.
{لكن هناك قيادات إسلامية كانت مؤثرة في صنع القرار غادرت السلطة؟
– أنتِ بتتكلمي عن اثنين اتكلمي عن الممارسين للسلطة والملتزمين بتوجه الإنقاذ وما ضروري يكون القيادي داخل السلطة، أحياناً يكون خارج السلطة ويخدم توجهات الإنقاذ أكثر من الشخص الداخل السلطة، العدو قبل الصديق عارف إنو الحركة ماسكة مفاصل السلطة.
{ما حقيقة الخلافات التي قيل إنها في تصاعد بين الرئيس و”علي عثمان”؟
– أي مجتمع مش السودان، الاختلاف موجود إلا يكونوا ناس مثاليين، ربنا خلق أي فرد مستقل عن الآخر في بصماته وتصرفاته ونشأته.
{يعني هناك خلاف؟
– ليس غريباً من غير تشخيص أن يكون لهؤلاء الأفراد رؤية مختلفة قد تفضي بهم للخروج من التجمع الطوعي، لأن التنظيمات كيانات طوعية.
{هل نجح الشباب في السلطة بعد استبدالهم بالشيوخ؟
– أعتقد الأساس مفروض يستند على العطاء، الشباب إذا عندهم الدفع والحيوية، الشيوخ عندهم الحكمة والتريث.
{ أنت هل لك دور الآن في السلطة؟
– أنا دوري يتضاءل بحكم السن، كل مرحله لها رجالها وقضاياها.
لو طلب مني تقديم مبادرة، أو استشارة أو حضور اجتماعات.
*هل لك إسهامات في الحوار الجاري الآن؟
– أنا ما داخل في الحوار لكن طلب مني تقديم ورقة عن الدبلوماسية الشعبية وقدمتها.
{هناك إرهاصات لالتقاء الإسلاميين من جديد على ضوء ما تم من اتفاق بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني؟
– لا أستبعد ذلك وقد يأخذ صورة غير الصورة الموجودة الآن.
{ما هو التصور المقترح؟
– (يعني) يأخذ أي اسم يعمل “ماعون ثاني”، نحن لدينا تجارب كثيرة من جبهة الميثاق لجبهة الدستور إلى الجبهة الإسلامية القومية.
{ما هي فرص نجاح الحوار على ضوء غياب “الصادق المهدي” والحركات المسلحة المؤثرة؟
– أنا متفائل بأن الحوار سينجح رغم وجود معارضة ضده، وأعتقد أن “الصادق” موقفه واضح وله حضور فاعل جداً في الحوار يتمثل في وجود ابنه.
{“الصادق” لا علاقة له بالحوار، وذكر أن ابنه يعبر عن قناعاته؟
– لا أعتقد أن “الصادق” ينكر علاقته بالحوار، ونظرته للحوار إيجابية، وأنا لما سألته عن رأيه عن الحوار قال من متابعته له يعتقد أنه قومي ومعتدل، لذلك هناك أمل كبير أن يلتحق بالحوار في أي مرحلة من مراحله.

المجهر السياسي