احمد دندش

عفواً..لاتقرأ هذا الخبر.!

خبر محزن للغاية حملته هذه الصحيفة امس، والذى كشف خلاله المدير العام لدار المسنين ان اكثر من (72) مسناً جاؤا للدار عن طريق ابنائهم واقاربهم، ذلك الخبر الذى وضع (الملح) على (جرح) المجتمع السوداني النازف للكثير من التقاليد والصفات خلال السنوات الماضية.
بالمقابل، مثل ذلك الخبر (صدمة) حقيقية لكل سوداني، وجعل الكثيرون يضعون اياديهم على رؤوسهم قبل ترديد العبارة الاكثر تداولاً في الشارع السوداني: (لاحولاااااا)، بينما هربت الدموع من عيون البعض حال قراءتهم لذلك الخبر (الكارثي).
قبل كل شئ دعوني اشير الى نقطة هامة للغاية وهي ان البحث عن (شماعة) لمثل اولئك الابناء (العاقين) يمثل مساهمة فاعلة في إضاعة ماتبقى من خصال وثوابت هذا المجتمع السوداني، فلا الظروف الاقتصادية (الطاحنة) تشفع لهم بإرسال ابائهم وامهاتهم الى دور المسنين، ولا العرف والتقاليد تتضمن بنداً يتيح لهم مجرد التفكير في مثل ذلك الامر.
امر آخر اكثر (حيرة) يستوجب الاشارة اليه هاهنا، وهو (قسوة القلب) التى يتمتع بها اولئك الابناء، تلك القسوة التى مكنتهم من (صفع) خد العادات السودانية السمحة وملكتهم القدرة على تجاوز التعاليم الاسلامية السمحة والتى توصي بالوالدين.
الامر (الفاجع) في القضية اعلاه، ليس اقتياد اولئك الابناء لابائهم وامهاتهم لدور المسنين، بل في حديث مدير دار المسنين -للزميلتان ايمان وتسنيم- امس، حيث قال ضمن حيثيات الخير بأن الدار رفضت قبول اولئك المسنين بسبب قوانينها التى تمنع استقبال اي مسن لديه اقارب، ليجد اولئك الآباء والامهات انفسهم في وضع لايحسدون عليه، فلا هم قادرين على الدخول لتلك الدور و(الانتحاب) بداخلها من قسوة ابنائهم، ولا هم قادرين كذلك على العودة مع ابنائهم للمنزل بعد ذلك (الجرح الغائر) الذى سببوه لهم.!
جدعة:
سؤال…لماذا لايتم اعادة النظر في قوانين دور المسنين بحيث يتم استقبال اي حالة تأتي بدون شروط، على الاقل من اجل الحفاظ لاولئك المسنين على ماتبقى لهم من (كرامة) اهدرها ابناءهم في هذا (الزمان الاغبر)..؟
شربكة أخيرة:
المجتمع الذى يقود الابناء فيه آبائهم وامهاتهم الى (دور المسنين) يحتاج وبشكل عاجل الى مُراجعة (النفس)، قبل فتح بريد (الظروف).!

تعليق واحد

  1. الكلام متناقض…. كيف يعني 72 حالة جابوهم اقارب او ابناء…. وفي نفس الوقت الزول البيجيبوهو اهلو ما بيقبلوهو في الدار؟؟؟ وفوق دا كلو ربنا يجنبنا عقوق الوالدين… ولا حولا ولا قوة الا بالله