محمد لطيف : ويحكم.. الغاز ليس من المحروقات
من بعيد جاء مهرولا على غير وقاره المعتاد.. حتى ظننت به مسا.. حين بلغ موقعي لم ينتظر حتى يستعيد انفاسه.. قال لي بصوت متحشرج: وزير المالية طلع كضاب.. قلت له وقد انتقلت الحشرجة إلى صوتي.. ويحك.. كيف تقول ذلك..؟ قال لي.. ألم يؤكد الوزير أنه لن يرفع الدعم عن المحروقات.. وأنه كاد يطبق حد القذف على الصحفيين على رؤوس الأشهاد..؟ قلت له: نعم قد فعل ذلك.. وماذا في ذلك..؟ قال لي ولسان حاله يقول لي يا غبي.. ألم تعلم أنه قد تم رفع الدعم عن الغاز..؟ تنفست الصعداء بعد إذ تبينت الأمر.. وقلت له هدئ من روعك يا رجل.. فأنت تخلط الأمور خلطا بينا.. ولا تفهم الأشياء كما ينبغي أن تفهمها.. لا كما تراها.. وتخطئ في حق الوزير.. قال لي وقد ازدادت حشرجة صوته.. واندهاشه.. من الذي يخلط الأمور أنا أم الوزير..؟ ومن الذي لا يفهم أنا أم أنت..؟ قلت له بل أنت..!
وطفقت أشرح لصديقي ما غم عليه.. قلت له.. الوزير تحدث عن المحروقات.. وأنت تتحدث عن الغاز.. وشتان ما بين الاثنين.. وأضفت.. الغاز له حالتان.. حالة كونه من المحروقات.. فهذه نسبة محدودة من خصائص الغاز لا ينبغي الاحتجاج بها.. إذ أنه مجرد مشتق من المحروقات وليس أصيلا.. ثم حالة كونه حارقا.. فهو الأصل.. وهو الذي يعني المواطن.. أي المستهلك.. فالأصل في المستهلك أنه يشتري الغاز ليحرق به.. لا ليحرقه.. إذن بهذه الوصفة العلمية قد خرج الغاز من فصيلة المحروقات إلى فصيلة الحوارق.. هذا في فلسفة الحكومة بالطبع.. عليه فإن.. كواريك.. وزير المالية كانت خاصة بالمحروقات.. وليس الحوارق.. الأمر الثاني يا عزيزي أن ما حدث للغاز كان زيادة مباشرة لأسعاره.. واعلم.. يا هداك الله.. أنه لا الحكومة في مختلف مستوياتها.. ولا وزير المالية الحالي ولا الذين سبقوه بالإيمان.. سبق أن تعهد أي منهم للشعب السوداني البطل بعدم زيادة الأسعار.. وشتان يا عزيزي بين رفع الدعم وبين زيادة الأسعار..!
ولكن يا عزيزي لك أن تسأل أسئلة أخرى من نوع.. هل نحتاج فعلا لإحدى عشرة شركة لتوزيع الغاز..؟ وماذا أضافت هذه الشركات لهذه الخدمة..؟ رغم كل المزايا التي حصلت عليها من الدولة.. بدءا من الأراضي الاستثمارية.. مرورا بالتسهيلات الجمركية.. وانتهاء بالإعفاءات الضريبية.. ثم يمكن أن تسأل ايضا.. كيف يعقل أن ذات الحكومة التي رفضت للشركات زيادة خمسة جنيهات فقط قبل أشهر محدودة.. تعود وترفع السعر لثلاثة أضعافه؟.. ويمكن أن تسأل أيضا.. سؤالا عارضا.. من المستفيد..؟ ويمكن أن تسأل أيضا مقارنا.. كيف في كل السعودية بمساحتها الشاسعة.. ومصر بكثافتها السكانية العالية تقوم على خدمة الغاز في كل منها شركة واحدة.. مع توفر الغاز أولا.. وتوفر خدمة توصيله للمنازل ثانيا.. وبسعر زهيد.. أيضا.. وبالعودة لاجتهادنا لإخراج الغاز من المحروقات.. لماذا وزارة النفط وحدها التي تحتكر كل شيء..؟ مجرد سؤال من الأسئلة السابقة..!
هههه عه عه عه عه عه
والله الراجل نفسو انقطع وبعد دا كله تخيب امله فيك .
المحروق بختلف من الحارق . والله دي من الخوارق