هل هو أوباما 2008
لك أن تقارن الملياردير الأمريكي المثير للجدل دونالد ترامب المرشح المحتمل للرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري بعدد من السياسيين المتمردين في الماضي والحاضر، فهو يشبه حالة فوز ممثل أفلام (الأكشن) أرنولد شوارزينغير في انتخابات 2003 بمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا أو لحظة صعود أدلوف هيتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن أن يقارن بالرئيس الحالي للولايات المتحدة باراك أوباما لهو أمر مثير للجدل، وذلك ما ذهب إليه أحد كبار مساعدي أوباما أيام حملته الانتخابية للولاية الأولى من رئاسته في العام 2008، حيث يقول ديفيد اكسلرود الذي عمل في منصب كبير مستشاري أوباما خلال الحملتين الرئاسيتين 2008 و2012، وفي مقال رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية يرى أن فرص فوز أوباما التي قام هو شخصياً بتحليلها في العام 2006 وبناء عليها أقدم أوباما على الترشح هي نفسها التي تتوفر حالياً في المرشح المثير للجدل دونالد ترامب. وقال إن الانتقادات التي توجه حاليا إلى ترامب لا تقتله بل تقويه. ويضيف: “عندما أشاهد ترامب مثل غير على التلفاز قطعا سأرفض ترشيحه، ولكن عندما أعود قراءة الخطب والشعارات التي كتبتها لحملة المرشح أوباما قبل سبع سنوات كنت تعاملت مع حملة ترامب بجدية منذ البداية”.
إذن خلاصة رؤية ديفيد اكسلرود لموقف المرشحين السابق أوباما والحالي ترامب والتشابه بينهما جاء على خلفية متابعة اكسلرود للسياسيين الأمريكان على مدى عقود من الزمان، وأنه مثلما كان على يقين في العام 2008 بأن أوباما سوف يصنع التاريخ كأول رئيس أسود في البيت الأبيض هو يرى أن ترامب سوف يصل في العام 2016 بسبب لعبة المتناقضات في السياسية الأمريكية، فالشاب المفعم بالحيوية جون كيندي فاز على الذابل ايزنهاور الذي حكم ولايتين وجيمي كارتر الذي يمثل نموذج الأخلاق والنزاهة فاز على فورد الذي أكمل ولاية ريتشارد نيكسون الذي استقال على خليفة فضحية، وجاء الأستاذ أوباما على حساب الرئيس جورج بوش الذي يعد أقل شعبية وحضور على مستوى الفكر والتنظير مقارنة بأوباما.
اليوم بعد سبع سنوات على وصول أوباما إلى البيت الأبيض، فإن سياسة أوباما هي التي ستحدد هوية الرئيس القادم إلى الولايات المتحدة، فتركيز أوباما على التهدئة الدبلوماسية والصبر والتردد في القرارات الكبيرة يظهره ضعيفا.
ويشير اكسلرود إلى حقيقة أن الانتقادات إلى ترامب هي أبعد من أن تدمر فرص ترشحه فهي فقط ستجعله أكثر قوة. فالإدانات والانتقادات الواسعة التي يتلقاها من وسائل الإعلام والنخب السياسية الأمريكية تنتهي إلى نتيجة واحدة هي إشعال حماس مناصريه.