كرم الله عباس يفتح قلبه ويدلى بالمثير: هناك اتهامات لك بأنك تحت مظلة مكافحة الفساد أقصيت الكثير من قيادات الولاية، وأتيت بأناس ليس لهم قدرات؟
صمت طويلاً رغم أنه ظل على ألسنة الناس ذكراً، خاصة في ولاية القضارف التي حكمها كوال ل 22 شهراً، أثار تركه للمنصب تساؤلات ولغط كثير، وبمثل ذلك حديثه عن التطبيع مع إسرائيل، أنه كرم الله عباس الذي سعت آخرلحظة في زيارتها للقضارف خلال الاسبوع الماضي للجلوس معه، وتقليب تلك الملفات، ولكنه كان في مزارعه خارج المدينة فكان التواصل عبر الهاتف، وجاء الحوار معه لا يخلو من الإثارة، أثنى على الحوار الوطني ونقده وبين رؤيته للأوضاع في ولايته وحزبه الحاكم بكل جرأة، حاول التأصيل للعلاقات مع إسرائيل، وختم بتناول علاقته مع الرئيس البشير، وعلى عثمان، ونافع علي نافع
٭ أين كرم الله من قضايا الولاية؟
– على مستوى الحزب في المكتب القيادي، وعلاقتي متصلة بالوالي ميرغني صالح ندعمه ونقف معه في خططه الاستراتيجية التي ينفذها، وقفنا معه في كثير من القضايا على حسب خبرتي التراكمية، لأنني عملت رئيساً للمجلس التشريعي لـ14 عاماً، وفترة في منصب الوالي كلها كانت 22 شهراً، نحن دائماً نكون قريبين منه على أن نعينه بالرؤى والتجارب لحل المشاكل التي لها جذور وغيرها، وهو فاتح بابه وصدره لنا ونعتبره مكسباً كبيراً، وله خبرات وتجارب ثرة، وهو مهندس زراعي، والولاية ولاية زراعية، وأفتكر أن الاختيار صادف أهله من قبل رئاسة الجمهورية لولاية القضارف.. نتمنى له التوفيق، ولدينا برنامج لعمل نفير كبير لإعمار ولاية القضارف.
٭ برأيك ماهي أبرز التحديات التي تواجه الوالي الجديد خلال المرحلة المقبلة؟
– الولاية تعاني نقصاً حاداً في الخدمات وفيها مشكلة مياه كبيرة في كل مدنها وقراها، وولاية القضارف لي لها قدرة لحل هذه المشاكل، والآن مشكلة مياه القضارف المدينة أصلاً وُضع لها تمويل من البنك الإسلامي بجدة، وبدأ فيها العمل والخطوات التنفيذية، لكن باقي الولاية كلها فيها عطش، وبالرغم من أنها في الخريف تغرق بالأمطار.. ولكنها أيضاً تكون عطشانة، ومشكلة المياه مشكلة يعاني منها الإنسان والحيوان، أيضاً هناك مشكلات صحية وفي زيارتكم هذه تكونوا قد زرتم مستشفى القضارف، وهو غير مؤهل، والآن الوالي ووزير الصحة يتبنون قيام مستشفى جديد، وهذه المسائل تحتاج الى دعم، والولاية بقدراتها وحدها لا تستطيع أن تعمل شيئاً، الولايات التي بها انجاز مدعومة من المركز، لكن هذه الولايات لا تستطيع أن تدفع مرتباتها كلها، كل ولايات السودان لا تستطيع دفع مرتباتها إلا بدعم من المركز، لذلك التنمية في مجالات المياه والكهرباء والطرق والصحة والتعليم وغيره إذا لم تدعم من المركز لن تستطيع الولاية بمقدراتها الذاتية الوفاء بها، والآن نحن سنشرع في هذا النفير، وهو نفس نفير ولاية شمال كردفان.
٭ عدم دعم المركز للولاية هل هو مقصود أم أنه لا يوجد دعم للولايات أساساً؟
– أعتقد أن هناك حاجة مقصودة، لكن الدعم للولايات دعماً غير مركز، وممكن تقول إنه دعم مزاجي، وهناك بعض الولاة مدعومين حتى لو انتقلوا من ولاية الى ولاية تحس أنهم دعموهم، وتلقى كل الولايات ماعندها دعم، لذلك أنا واحد من الذين يطالبون بعدالة توزيع الثروة الموجودة على الولايات، ويكون التوزيع للجميع وليس ولاية دون ولاية، لأن ذلك يخلق اشكالات وغبناً بين الإنسان هنا وهناك، والحكومة حكومة الجميع والمال مال الجميع، وهناك ولايات منتجة مثل ولاية القضارف، مفترض تحظى بدعم أعلى لأنها مساهمة إسهاماً كبيراً في الدخل القومي للبلاد، وهو غير منعكس عليها، والقضارف الأولى في صادرات السمسم، والثروة الحيوانية، والثانية في الصمغ العربي، والآن بها مخزون استراتيجي من المحاصيل يكفي السودان لسنتين، ولاية بهذا القدر يجب أن تكون لديها ميزة خاصة ولا تعامل كغيرها، وأتمنى أن يحصل تغيير، وأن يجد إنسانها احتياجاته الضرورية، الآن أغلب طلاب الولاية جالسين في الرواكيب والكرانك وجالسين في الحجار ، والمزارعون يعانون الأمرين في الخريف حتى الردميات التي يذهبون عبرها لمزارعهم غير متوفرة، ومشروع تنمية الشرق للكهرباء فوجئنا أنه لم يغطِ الولاية، ووصل لمحليات ولم يصل الأخرى، وهذا يخلق غبناً ومشاكل، وأفتكر هناك اشكالية في التخطيط، وهو إذا لم يكن كلياً وكان جزئياً، هذه مشكلة ومافي سبب يخلي قرية تصلها الكهرباء وأخرى لا تصلها، ماهو المعيار؟ ولاية القضارف فقيرة وبمواردها لا اعتقد ستحصل على تنمية قريباً، لذلك ندعو عبركم المركز لأن يلتفت لها ويدعمهاحتى تخطو خطوات الى الإمام.
٭ كرم الله عباس اشتهر في عهده بمحاربة الفساد ووقف الأيادي التي تعبث بالمال العام الى أي مدى نجحت في ذلك وكم النسبة التي تعطيها لنفسك في النجاح؟
– نحن في وقتنا قضينا عليه بنسبة مائة في المائة، وتقرير المراجع العام، أشاد بهذا وقال الولاية خالية من اية مخالفات في المال العام أو اختلاسات، وهي لم تحدث في تاريخ السودان في ولايات أو أقاليم سابقة، وأبرزتها للنائب الأول السابق، الأستاذ علي عثمان وتبرع للولاية بمليار كحافز، ولكن بعد ذهابنا الأمور رجعت لنفس المنوال مخالفات واختلاسات، وهذه القضية قضية إرادة سياسية تحتاج الى متابعة ومراقبة للأجهزة المعنية، وبطبعي لدي حساسية ضد الفساد، والآن أنا واقف مع الأخ الوالي وقفة قوية جداً، لأن هناك بؤر فساد كبيرة جداً يستطيع أن يقضي عليها، وأعلم أنه أوقف الكثير من التجاوزات.. ونحن نتمنى له التوفيق، لكن المسألة صعبة، إذا كان رب البيت على الدفِ ضارباً فشيمة أهل الدار كلهم الرقص، أنت تبدأ من فوق إذا الوالي ومكتبه وأمانة حكومته نضيفة، فهي تنزل على المحليات والوزارات، على الوالي أن يكون مرتباً أمانة حكومته، وعنده عين نافذة على وزاراته ومحلياته، ويختار الناس المناسبين والعفيفين للوظائف الدستورية، الفساد في السودان دولة عميقة ومتجذر، ما من السهل اقتلاعه، وأرى أن الدولة عملت مفوضية، ولكن المفوضية إذا لم تكن هناك إرادة سياسية لها ماعندها معنى، والقوانين الموجودة في البلد كافية جداً لردع كل فاسد، لكن تحتاج لإرادة سياسية قوية، وبسمع الآن ببرنامج إصلاح الدولة بتمنى أن تكون هذه البرامج حقيقية، ما تبقى «سااي»
٭ هناك اتهامات لك بأنك تحت مظلة مكافحة الفساد أقصيت الكثير من قيادات الولاية، وأتيت بأناس ليس لهم قدرات؟
– أنا أصلاً ما أقصيت أحد في فترة بعد الانتخابات، والشعار الذي أتيت به لم يكن برنامج الدولة أو الحزب الذي أنتمي إليه، وهو برنامج خاص وضعته ومعي مجموعة من الأخوان، نحن أدينا الفرصة للشباب، ودفعت بحكومة أكثر من 95% منها شباب، لكي نعطيهم فرصة، والجماعة الذين تتحدث عنهم أنت كنا معهم منذ أن جاءت الإنقاذ قاعدين في الحكومة، وكنت في المجلس التشريعي، يتنقلوا من وزارة لوزارة ومن محلية الى محلية، وأنا قلت لازم أعمل هذا التغيير لأنه ضروري، ونحن لم نأت بناس من السماء، فهم من الحزب ذاته، الناس بتتكلم عن تمكين الشباب وإعطائهم الفرص، والريس ذاته بيقول في الكلام ده وأنت سمعته في المؤتمرات، لكن في الواقع نجد المسألة دي ماموجودة، أنا أؤمن بتواصل الأجيال، وأنت إذا ذهبت، الوزارات سوف يحدث بها خلل كبير.. وهناك كبار نزلوا المعاش موجودين في الدرجات الدنيا، لأنهم لم يجدوا فرصاً، ما كان استهدافاً لشخص معين، والغريبة جداً الكلام الذي قلته أنا قامت بشأنه حملة كبيرة جداً، وكتبوا عنه الآن الدولة تنفذ فيه، ولو قرأت برنامج إصلاح الحزب فيه كل الكلام الذي حدثتك به هذا وبتفصيل أكثر، نحن كنا سباقين، وهناك من يتصل عليّ ويقول لي الكلام الذي قلته سابقاً، الآن بعد كم سنة رجعوا له، وهذه المرة جاء من رئيس الجمهورية وتنزل لتحت، افتكر اي زول في المواقع الدستورية كلها من رئيس الجمهورية لآخر زول أربع سنوات كافية جداً، ويعطي فرصة لغيره.
و الرئيس منتخب لكن أتمنى أن لا يقدم نفسه لانتخابات، لأنه أخذ فرصة أنا أؤمن بأن الوظائف الدستورية والوزارات والولاة والمعتمدين ومقابلهم في الأجهزة التشريعية كافية بالنسبة لهم دورة واحدة، طبعاً بالدستور رئيس الجمهورية عنده دورتين، ونحن المفترض نعطي فرصة لغيرنا، ومن المفترض أيضاً أن ندرب شبابنا ونمسكهم البلد، لأن الكبار أرسوا قواعدها وأخذوا زمنهم ، ولازم الدفع بآخرين لينتشلوها من الوهدة التي هي فيها.
أجراه: عبر الهاتف لؤي عبدالرحمن
صحيفة اخر لحظة