محمود الدنعو

دور جديد لميشيل اوباما


قالت سيدة أمريكا الأولى ميشيل أوباما إنها لن تخوض الانتخابات من أجل الرئاسة الأمريكية على غرار السيدة الأولى السابقة هيلاري كيلنتون، ولكن ذلك لا يمنع الناس من أن يحلموا بأن تصبح صاحبة السمو في البيت الأبيض، وهي تستعد إلى دور جديد وفرصة للتفكير بحرية.
خلال السنوات الماضية استطاعت ميشيل أوباما أن تغير من الصورة النمطية للسيدة الأولى، وأصبحت نموذجاً جديداً للمرأة الذكية المتصالحة مع لون بشرتها، والتي تدافع عن حقوق الفتيات حول العالم.
عندما تغادر البيت الأبيض نهاية العام بانقضاء أمد المدتين الرئاسيتين لزوجها الرئيس باراك أوباما لن تغادر ميشيل دائرة الضوء في العمل العام، فهي ستواصل في مشروعها المفضل (دعو الفتيات يتعلمن)، وهي مبادرة دولية من أجل الترويج وتعزيز فرص تعليم الفتيات.
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انضم إلى جهود المبادرة الدولية وإنشاء شراكة بريطانية أمريكية لتنظيم معسكرات القيادة للفتيات بكلفة 200 مليون دولار والعديد من البرامج.
تحدثت ميشيل مؤخر عن مستقبلها بعد مغادرة البيت الأبيض. وأشارت إلى التركيز على حملة تعليم الفتيات، وقالت: “الفتيات المتعلمات يتحصلن على فرص للعمل ويتكسبن أموالاً أكثر من أجل إنشاء أسرة سليمة”. وكشفت عن حرمان 62 مليون فتاة حول العالم حاليا من التعليم.
ويعود تكريس ميشيل أوباما جهودها لهذه القضية إلى التجارب الذاتية داخل أسرتها، وكيف أن التعليم غير من مسار حياتها على المستوى الشخصي: “كان الكثير من المدرسين يشكون في أن فتاة سوداء مثلي من جنوب شيكاغو يمكنها أن تتقدم إلى جامعة بيرسيتون”.
والدها الذي كان يعمل مشغلاً لمضخة المياه في المدينة يتقاضى راتباً شهرياً نحو 850 دولاراً، وبالتالي ليس هناك مجال لأن تتعلم في الجامعات الكبرى التي تتطلب أموالاً طائلة، ولكنها تخرجت في أهم جامعتين في البلاد هما بيرستون وهارفارد حيث درست القانون وعملت في إدارة الجامعة.
خلال السنوات الماضية ومن موقعها كسيدة أولى أصبحت مبعوثة عالمية في قضايا تعليم الفتيات.
وتقول اندريا جيليسبي مؤلفة كتاب (السياسيون السود الجدد) أن ميشيل بعكس هيلاري التي كانت تصف بأنها (نشاطة أنثوية غاضبة)، فهي لم تشأ أن تصبح (امرأة سوداء غاضبة)، واختارت لها مساراً مختلفاً عن هيلاري كلينتون التي اهتمت في سنواتها الأولى مع الرئيس كلينتون بالعمل في الرعاية الصحية، ولكن ميشيل اختارت قضايا التعليم والصحة والمعاشيين، وهو ما يعكس سياسة زوجها أوباما.
أما روبرت واتسون المؤرخ للسيدات الأولى في البيت الأبيض، فيرى أنها تتبع أسلوباً مختلفاً بعيداً عن التهديد، فهي بدلاً عن الدفاع عن التدخل العسكري تدافع عن عائلات العسكريين، وأضاف أنها تعرف جيداً ماذا تقول ومتى تقول، وهي لا تزال تحتفظ بمسحة من الفكاهة مما يسهل عليها توصيل رسالتها.