مهرجان الحب لإسرائيل
بانتهاء جولة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ستصبح هيلاري كلينتون أو ساندرز أو كروز أو حتى دونالد ترامب الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية، وبالنسبة لإسرائيل ليس المهم من سيفوز، ولكن العمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو هو الأهم. فبعد علاقة وصفت أحيانا بالمتوترة مع الأمريكي الحالي باراك أوباما يتطلع نتنياهو إلى معرفة من هو الرئيس الأمريكي القادم، ولكن الأهم ليس هوية الرئيس القادم، وإنما أسلوب التعامل مع، ومن يستمع إلى خطب.
المرشحون الحاليون غض الطرف عن أحزابهم، فإنه يدرك بأننا لسنا أمام عصر جديد أو مجيد للعلاقات الإسرائيلية الأمريكية في عهد الرئيس الذي سيخلف أوباما.
فهيلاري أكدت أنها سوف تأخذ بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى مستوى آخر، بينما قال ماركو روبيو إنه عندما يصل البيت الأبيض سيدعم إسرائيل، أما جيب بوش، فتعهد بإعادة ترميم العلاقات مع إسرائيل التي يتهم أوباما في وقت نفسه بتخريبها.
هذا المهرجان من الحب إلى إسرائيل في عام الانتخابات أمر متوقع، خصوصاً من قبل الجمهوريين الذين يريدون استثمار العلاقات السيئة بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو من أجل استغلالها كورقة في الانتخابات ضد الديمقراطيين خصوصا هيلاري كلينتون التي كانت وزيرة الخارجية للرئيس أوباما في الولاية الرئاسية الأولى، والكثير من دوافع هذا المهرجان للحب إلى إسرائيل تتعلق بمعارضة الاتفاق النووي الإيراني، وهو موضوع آخر، يحاول الجمهوريون ضرب إدارة أوباما ومرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون عبره.
الواقع أن الفكرة التقليدية المقبولة بالفعل تقول إنه بغض النظر عن هوية القاطن الجديد للبيت الأبيض في يناير 2017، سواء أكان دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون أو تيد كروز، فإن هناك تغييراً عميقاً في العلاقات مع حكومة نتنياهو.
محاولة الثأر من أوباما من قبل الجمهوريين ومن حكومة نتنياهو قد تدفعهم إلى التقارب أكثر، ولكن الرئيس القادم على الأقل خلال الأشهر الستة الأولى من وصوله إلى البيت الأبيض سيجد هو ورئيس الوزراء الإسرائيلي مشقة في التقارب، وهناك عدة أسباب منطقية تحول دون أن يكون التقارب سلساً بينهما، ومنها أن الأيام الجميلة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية قد ولت، السبب الثاني أن نتنياهو سيظل في السلطة مع تغير الرئيس الأمريكي وبحلول العام 2018 يصبح أطول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل إقامة في المكتب، وبمغادرة أوباما للبيت الأبيض ستظل معارضة نتنياهو للاتفاق النووي الإيراني والخلافات مع واشنطون بشأن ملف المفاوضات مع فلسطين، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال خلال منتدى دافوس الأخير إن الخلافات بين واشنطون وتل أبيب حول اتفاف إيران انتهت، ولكن يبقى تنفيذ الاتفاق، وعليه فإن إسرائيل في ظل حكومة نتنياهو ستواصل دور الرقيب على تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني وستضغط على المجتمع الدولي.