حوارات ولقاءات

المخرج أبوبكر الشيخ : المؤتمر الوطني لا علاقة له بإنتاجي الدرامي .. هو أنا لاقي ؟

أسهمت شاشة (الشروق) في سطوع نجمه بعرضها للسلسة الدرامية المميزة (حكايات سودانية) قبل ان يتوهج ويكتمل بدر إبداعه بالمسرحية الشهيرة (النظام يريد) يحسب كثيرون ان الانتاج الدرامي الغزير لأبوبك الشيخ يقف خلفه حزب المؤتمر الوطني، بل ذهب آخرون أبعد من ذلك ووصفوه بـ(إبن الوطني المدلل)، سألناه بصراحة وأجابنا بوضوح ودون تردد فإلي مضابط الحوار…
ما أبرز المشاكل التي تواجهكم كمخرجين، وكيف تنظر لمستقبل الإخراج في السودان ؟
لا توجد مشاكل في عملنا تذكر المشكلة الوحيدة هي الانتاج لان الجهات التي تشتريه قليلة ولا بد من فتح قنوات لتسويقه واحداث حراك مع كثافة في الانتاج بالاضافة لحل عقبة توفير رأس المال عندها ستحل كل المشاكل وأؤكد لك أن المخرج والكاتب والممثل السوداني كلهم متميزون والدليل كل هؤلاء البعض منهم حقق نجاحات كبيرة في المنابر الخرجية.
نواحي إيجابية من خوضك تجربة التمثيل في السابق افادتك ؟
أفادني التمثيل في الإخراج اعرف كيف اتعامل مع الممثل واعرف مقدراته ومدى امكانية توظيفها هذه كلها اعتبرها نواحي ايجابية.
والنواحي السلبية ؟
ضحك، ثم قال .. كل ما اشوف دور يعجبني في الافلام او المسلسلات التي اخرجها اتمنى لو كان من نصيبي لكن طبعاً للأسف من الصعب الجمع بين الاخراج والتمثيل في وقت واحد لانه أمر صعب وشاق جداً على من يحاول تجربته.
يلاحظ ان البعض أصبحوا مخرجين وهم مجرد (جرمندية) ولا علاقة لهم بهذا المجال ؟
نعم حقيقة الددراسة لا تصنع مخرجاً فمثلاً عادل امام خريجة كلية الزراعة وكذلك محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني طبيب، وصاروا الرغم من ذلك من أنجح الممثلين في مصر المسألة ما عندها علاقة بالتخصصية ويفترض بالضرورة على الشخص المعني محاولة تطوير نفسة بالدراسة وتوظيف الامكانيات ليكون متميزاً.
هناك وجوه محددة من الممثلين صاروا مفروضين منذ عقود طويلة على المشاهد السوداني اين شباب الجي الجديد من مجال الدراما والمسرح ؟
هذا صحيح ويجب علي الشباب ان يقتحموا هؤلاء (الديناصورات) مثلما فعلنا نحن من قبلهم وكمثال طبقت في سلسلة (حكايات سودانية) سياسة الاستعانة بالشباب بنسبة 40% ولم استطع ان ازيدهم اكثر من ذلك ليصيروا مثلا 60% لأن العمل سيصبح صعباً عليهم ويجب ان يتشكلوا مع نجوم معروفين يمتلكون الخبرة من اجل تواصل الاجيال وهذا لصالح العمل حتى يحدث تنافس شريف.
هل استطاع مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية ترك اثر يذكر على حركة الدراما والمسرح وان يقنن المهنة ؟
الي حد ما لعب دور كبير في ضم عدد من الدراميين في كلتة واحدة ومنحهم العضوية لتنظيم المهنة ونجح في نقل وادخال هذا الاحساس بالانتماء على الجميع اما بالنسبة للتطوير فالحكم سابق لأوانه لأنه لا يزال المجلس في الاعوام الاولى ولم يكمل بعد العشر سنين، واعتقد ان اطلاق الاحكام عليه حالياً يصبح نوع من الظلم.
محمد حاتم المدير السابق للتلفزيون القومي تراجعت الدراما في عهده واتهمه الكثيرون صراحة بمحاربة الدراميين ؟
محمد حاتم مع احترامي له لم ينتج الدراما كما كان واجبه ان يفعل، وللأسف في الفترة الاخيرة الانتاج الدرامي تراجع بنسبة 99% والدراما في عهده شبه ماتت والتاريخ لن يغفر له ما فعله في الدراما ولو قارنا السنوات العشر التي قضاها الطيب مصطفى نجد ان الاخير انتج كما هائلاً من الاعمال الدرامية الناجحة في فترة لا تتجاوز ثلاث أعوام.
مطالبة الفضائية السودانية واشتراطها على الدراميين ضرورة احضار رعاية اعلامية لتقديم اعمالهم حولت لممثلين لشبه متسوليين أمام الشركات والجهات الراعية ؟
طبعاً اسوأ شيء طلب البحث عن راع لعمل درامي او مسرحي ويجعل الممثل يقدم الكثير من التنازلات ويضيع وقته في البحث عن الرعاية، والرعاة هم من يتحكمون في العمل وهذه كارثة ونتمنى من الدولة في الاعوام القادمة ان تغنينا عن شر هذا الامر وكثافة الانتاج ستجبر الرعاة على البحث عن الممثلين وليس العكس.
الدراميون انفسهم يعيشون حالة من الانقسام والصراعات الخطيرة ؟
نعم بصراحة توجد صراعات سببها يعود للفراغ والعطالة التي يعيشها الدراميون لعدم البرامج والعمل وكله ناتج بسبب توقف الانتاج الذي لو توفر من خلال المسلسلات والافلام فستختفي هذه الصراعات لان الصراع نفسه (طاقة ابداعية) وحين لا يجد الممثل مكاناً لابرازها يقوم بتفريغها في هذا الجانب السلبي.
أبوبكر الشيخ البعض يعتبرك إبن (المؤتمر الوطني) المدلل ؟
أقسم بالله ان المؤتمر الوطني لم ينتج ولا 1% من انتاج ابوبكر الشيخ واتمنى ان يحدث هذا الامر وينتج لي واذا كانوا يعدون قناة (الشروق) تابعة للمؤتمر الوطني فتلفزيون السودان كذلك.
لونك السياسي ؟
لوني يفترض ان لا يخص المشاهدين وجمهوري في شيء بل عليهم بما اقدمه لهم من أعمال ويجب ان ترضيهم.
يقال ان اتجاهك في الجامعة اثناء الدراسة كان إسلامياً؟
كنت معتدلاً ولا ارضى بغير الاعتدال، وكل من اجده يقف معي في هذا الاتجاه سأسانده.

عمار عبد الله
صحيفة حكايات