المراهقة .. سنوات حرجة ومرهقة
من يعرف، من يفهم كيف أفكر، وبماذا أفكر؟ من يقدر، من يسمع اكتشافاتي وطموحاتي، فأنا مجرد (مراهق) صغير السن –كما يصفني البعض- لا اعرف ا يحصل بهذه الحياة لا املك الخبرة الكافية ولا النظرة الواعية، كما يتهمني البعض، كل رغباتي هي مجرد تفاهات كل أحلامي هي مجرد اوهام اقضي اصعب سنوات حياتي وامر بأهم تجاربي تجارب منها سأخطو خطواتي التالية ومع هذا يقولون أنني مراهق.
دراستي … اهم مرحلة في حياتي اقضيها في المدرسة، المرحلة التي بها ابكي الما من تجاربي المرحلة التي بها اعشق للمرة الاولى، اطعن .. فاقع فالحب .. اتورط بمشاكل .. كل هذا وانا امر باهم التجارب في الحياة؟ يريدونني ان انجح يريدونني ان لاأخطئ يردون ان اكون (مثالياً)، ينزعجون عندما اتدخل بتقديم رأيي في السياسة الاقتصاد او أي امر يهم (الكبار) يعتبرونه (تدخل مراهق) غير ناضج قد اكون محقاً في سن المراهقة، لكن لدي عقل كبير يفهم كل شيءو اعرف تجارب عديدة وقد تعلمت دروساً عديدة من الحياة تمكنني من مشاركة رأيي بكل صراحة وابدائه للآخرين وان كانوا يكبرونني سناً.. فسني الصغيرة لا تعني انني لا افهم في امور الحياة .. بل انا افهم اكثر من بعض الكبار منكم.
تلك كنت صرخة مراهق، ويبدو انها قد ضاعت في ضجيج عالم الكبار، اما (عمر) الشاب الاربعيني فيحكي متذكراً تفاصيل مراهقته التي مضت عليها سنوات عديدة: ” أنا مراهق احببت فتاة من نفس الحي وانتهت التجربة طبعا، هي تزوجت بعد ذلك وقد نسيتها تماماً الآن لكن السؤال: هل الحب في فترة المراهقة شر لا بد منه ؟ الجواب بالتأكيد: لا … فلو عر المراهق كيفية ضبط عواطفه وساعده في ذلك الاهل ووجد في البيت مكاناً مناسباً لتفريغ الكبت العاطفي، لما وجد متسعاً لفتاة مراهقة مثله يحبها حب مراهقين، فالتربية لها دور كبير والاشباع العاطفي في البيت مهم لأنه اذا لم يجده في البيت سيبحث عنه خارجه، كما ان الاعلام هذه الايام يساعد على نشر هذه الظواهر، خاصة المسلسلات والافلام والفيديو كليب وغيرها لانها ترسخ مفهوماً خاطئاً فحواه ان الانسان اذا لم يحب فهو مخلوق غير طبيعي، ولا تراعي عواطف المراهقين وسرعة تأثرهم بمثل هذه الامور.. وللأسف هناك شباب وفتيات تلازمهم فترات المراهقة لفترات عمرية متقدمة تتعدى الثلاثين عند بعضهم.
لكن (إيناس. م) تختلف مع عمر في ما طرحه وتقول رداً عليه: “أوافقك في بعض النقاط لكن اختلف معك في اخرى وهي انه في هذا الوقت ومع سطوة الاعلام وما يعرضه من صور غريبة يمكن ان تؤثر على المراهق لكن هذه الاجهزة الاعلامية لها تأثير ايجابي وهي انها توعيه لأنها تعرض عدة نماذج امام المراهق فاما طبقها فسقط او اتعظ بها فابتعد عن هذه المزالق، والأمر كله يرجع الي التربية السليمة والتماسك الاسري فأنا والحمد لله مررت بهذه المرحلة بسلام فأصلا لم اخض تجارب ولا غيرها لماذا ؟ لأن امي كانت صديقتي وعلمتني انني ساصادف في حياتي الكثير وان علي ان اختار بين احد طريقين يمين او يسار، لكن بصراحة ما منعني من التهور والدخول في أي تجربة يمكن ان تؤثر علي مهما كانت العروض والمظاهر مغرية هي ثقتها في قراراتي، فقد زرعت شيئين في وهما ثقتها بي والرقابة الذاتية او الشخصية، لهذا لم اكن لأستطيع ان اخون هذه الثقة.
ان المجتمع ينظر الي مرحلة المراهقة على انها المرحلة التي يجب ان يستمتع فيها بكل ما يريده وانه باستطاعته ان يرتكب فيها الاخطاء الكثيرة الخارجة عن الآداب العامة، وذلك قبل ان يصل لسن الرجولة فتملي عليه مرحلة الرجولة ان يتصرف بحكمة وبما يناسب طبيعية المرحلة وينظر معظم الناس في المجتمع الي مرحلة المراهقة على انها الوقت الذي يجرب فيه المراهق انمطة مختلفة من الحياة، ويستبعد المراهقون في هذه السن فكرة التعلم من اخطاء الغير ومن الملاحظ عادة نا معظم المراهقين يشاهدون الافلام السينمائية بمجرد الاعلا عنها كما انهم يقضون معظم اوقاتهم خارج المنزل في التسكع في الاسواق في الاسواق بدون هدف.
وتحدٍ آخر يواجه المراهق او المراهقة في هذا المجتمع الا وهو موضة الازياء ان الموضة اصبحت ديانه من الديانات وخصوصاً بالنسبة للاناث مما يصعب معه على الفتيات الاتزام باللبس المحتشم، وقد يحدث في بعض الاحيان ان تلفظ مجمموعة من المراهقات احدى الفتيات لانها لا تتبع الموضة او انها مثلاً لا تلبس نفس نوع الجينز الذي تقوم وسائل الاعلام بالاعلان عنه بصورة تظن بها ان هذا هو اهم شيء في حياتهن بالنسبة لهن.
لعل من ابرز الافكار الهدامة هو التركيز على المتع والشهوات ومحاولة الحصول على المتعة بسرعة وبدون التفكير في عواقب الامر وعدم وجود النظرة الثاقبة طويلة المدى التي تأخذ في الاعتبار ان هذه الحياة الدينا هي مرحلة من المراحل وانها مزرعة للآخرة وقد تكون هذه النظرة القاصرة السبب الرئيسي لهذا الانحطاط والتي ابرزنا بعض جوانبه. ويؤدي هذا القصور في الفهم الي محاولة الحصول على المتعةمن اقصر الطرق ودون التفكير فيما قد يتربت عليها من آثار سلبية نفسية وجسدية على المراهق ويؤدي هذا الي ان الكثير من النشء في هذه البيئة قد يكذب او يخادع دون ان يحس بالاستهجان او حتى دون ان يشعر بانه قد ارتكب خطأ وذنباً لا يجوز فعله، وهذا امر طبيعي اذا احس الانسان أنّه لا رقيب عليه ولا حسيب وانه ليس هناك وازع من علم انه سيسأل في الآخرة عما قدمت يداه –هذا ان كان مؤمن بأنّ هناك آخرة!- بل إن معظمهم لا يفكر في هذا الأمر إطلاقاً.
وإنّ غاب عن أذهان النشء مفهوم المسؤولية والايمان بان كل نفس بما كسبت رهينة واننا جميعاً سنسأل عما قدمناه فإنّه يدفعهم الي التصرّف بأنانية مطلقة دون مراعاة لأية أخلاق أو قيم ولذا كان واجباً على الآبا ان يغرسوا هذه المفاهيم الإيمانية في قلوب أبنائهم وأن ينشئوهم على العفة والكرامة فيكون ذلك رادعاً لهم عن الجري وراء الشهوات، وأن يبدل الله تعالى حالهم إلي أفضل حال.
صحيفة حكايات