أطفال السرطان.. سيلتفّ حولي وشاح الحياة.. من أجل فلذات الأكباد
قد يقول قائل “إن الخدمات الصحية في السودان خطت خطوات واسعة للأمام خلال الأعوام الماضية”، لكن بكل تأكيد يأتي الرد سريعاً من طرف ثان بأن الخدمة المقدمة لمرضى السرطان تتذيل القائمة باستمرار مهما نالت تلك الخدمات من حداثة وتطوير، هذه ليست سُبة في وجه المؤسسات الصحية في جميع الولايات، بل حقيقة يجب البحث لها عن حلول حذرية عاجلا.. والدليل على هذا نحو (165) طفلاً مصاباً بالسرطان يتلقون العلاج على يد طبيب واحد متخصص في علاج مثل هذه الحلات.
وحتى تتيسر الخدمات الصحية المقدمة لهذه الشريحة الضعيفة تكونت جمعيات وروابط كثيرة أخذت على عاتقها مهمة مساعدة المرضى منها الجمعية السودانية لأصدقاء الأطفال مرضى السرطان (تداعي) التي أقامت أمس الأول (السبت) ماراثوناً رياضياً شارك فيه الأستاذ بحر أدريس أبوقردة وزير الاتحادي بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السرطان.
مهمة إنسانية
نحو (14) طفلاً هم جملة الذين تأخذ جمعية أصدقاء مرضى السرطان رعايتهم على عاتقها.. فمهمتها تبدأ حين تعجز أسرة الطفل المريض عن مواصلة العلاج بسبب تكلفته العالية، وتستمر حتى ينال الطفل المريض الشفاء أو يتوفاه الله، وتشمل الخدمة المقدمة للأطفال المرضى السكن والإعاشة، وبجانب جرعات العلاج خاصة النادرة والخدمات الصحية الأخرى كالإسعافات الأولية وتنظيم ومتابعة استخدام العلاج، يتم هذا كله بواسطة متطوعين من الشباب من الجنسين كل حسب تخصصه يعمل بدون مقابل مادي، كما درجت (تداعي) على إقامة مناشط تربوية وتعليمية مهمة تهدف من خلالها على دمج المصابين في المجتمع والتخفيف من حدة معاناتهم مع المرض، حيث يتلقون التعليم ويخرجون في رحلات ترفيهية، بجانب برامج تثقيفية وتعليمية أخرى تقام في فترات مختلفة.
ماراثون رياضي
كان مهما إقامة برنامج بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، حتى يشعر الأطفال أنهم غير منسيين في محنتهم المرضية، وليست هناك طريقة أفضل من أن يقام الماراثون رياضياً يركض فيه الأطفال لعلموا أنهم أقوياء بعزيمتهم، وأن المرض لا ينال إلا الذين يستكينون له، فانطلق الماراثون الرياضي من أمام فندق كورنثيا بشارع النيل حتى البوابة الشمالية للقصر الجمهوري قاده بحر أدريس أبو قردة وزير الصحة الاتحادي وشخصيات عديدة جاء بعضهم من السعودية والأردن وسلطنة عمان والبحرين وسوريا، بجانب متطوعين وسياسيين منهم الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة المعارض.
دعم ومساندة
بحر إدريس أبوقردة وزير الصحة الاتحادي أكد خلال مشاركته في الماراثون دعمه ومساندته لكل المنظمات والكيانات العاملة في مجال العمل الطوعي. وأشاد أبوقردة بمشاركة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة المعارض في الماراثون. وقال “يجب أن لا تختلف الحكومة والمعارض حول العمل الطوعي مطلقا ما دام يخدم المواطن مباشرة”. وأضاف “الواجب يحتم علينا من الجانبين أن نضع أيدينا فوق بعضها البعض لتقديم الخدمات للمواطن الذي يجب أن يكون فوق اختلافاتنا السياسية جميعا، ومن ثم ليس هناك مشكلة في أن نختلف سياسيا، شرط أن لا يتضرر المواطن من هذا الاختلاف”. وناشد بحر أبوقردة الشركات ورجال الأعمال دعم المنظمات التي تعمل لخدمة المواطن، وطالبها بخصيص مبالغ مالية لصالح المواطنين.
محمد عبدالباقي
صحيفة اليوم التالي