صاحب أشهر قناة سودانية على اليوتيوب ناصر الليندي: همي الحفاظ على التراث السوداني
لا خلاف على أهمية المواقع الإلكترونية في التواصل الاجتماعي والثقافي ومؤخراً نشط العديد من الشباب السوداني وانخرطوا في تأسيس قنوات على اليوتيوب ومواقع (السوشيال ميديا)، هنا نلتقي بعبد الناصر الليندي صاحب قناة (الليندي) على موقع اليوتيوب والتي يشترك فيها الالاف من العضوية، وكانت لنا هذه الحصيلة..
متى فكرت في إنشاء القناة على اليوتيوب ؟
قبل تكوين القناة على اليوتيوب بدأ اهتمامي بالامر في العام 2005 مع موقع (مزيكا سودانية) التي بدأها المهندس (أنور الكنج) ورفاقه، وكنت اقوم بانزال الاغاني بهدف حفظ التراث السوداني من الحقيبة والطمبرة، وحتى تكون متاحة للناس ومتوفرة بالميديا وقد جعلني هذا الشغف مهموماً بالبحث خلف الاغنية، عن الشاعر، والملحن، وظروف كتابة الاغنية.
وماذا حدث بعد ذلك ؟
حدثت مشاكل في (مزيكا سودانية) التي تحولت الي (مكتبة الاغنية السودانية) وكانت هناك قوانين تضبط انزال الاغاني فيها بحيث انك اذا انزلت الاغنية في موقع آخر غير مزيكا سودانية يتم ضبطك وفضحك وكنت في ذلك الحين مشترك في منبر (سودانيز اونلاين) واكتب عن الفنانين والشعراء وعن البرامج التي تم تسجيل الاغنيات فيها وهكذا نبعت فكرة ان اعمل قناة على اليوتيوب “عشان تكتب عن زيدان او مصطفى عبد الرحيم” قد بدأت في تنزيل اعمال لوردي بالعود وكتبت عنه كذا مقال.
من أين أتيت بهذا الشغف الجميل ؟
لدي مكتبة كاسيت وكنت بالمملكة العربية السعودية قريباً من استيريو الواحة واستيريو كسلا واستيريو بارس الذي كان يعمل فيه احد الاخوة اليمانية ويدعى محجوب وكان محجوباً هذا أرشيف متحرك للاغنية السودانية “يقوليك الاغنية دي كتبها فلان ولحنها فلان وسجلت بالبرنامج الفلاني-كمطرب وجماهير، او السنة الفلانية”.
كيف تطورت ذائقتك الموسيقية مع انشغالاتك هذه ؟
كنت اعمل بالتدريس ووقتها كنت مهووساً بالفنان الراحل مصطفى سيد أحمد واسمع القليل من وردي وابو عركي البخيت، وحدث ان جاء طالب سوداني وبدون مقدمات وسألني “بتعرف حسين بازرعة؟” هكذا وبدون مقدمات وحرت في امره كثيرا وبعد اسابيع كنت استمع لمصطفى سيد احمد فكان ان سألني نفس الطالب “ده مصطفى سيد أحمد موش؟” وبعدها احضر لي هذا الطالب شريط كاسيت ساعة ونصف من تسجيلات عثمان حسين الوكر المهجور، القبلة السكرى وللحق فقد علمني هذا الطالب الاستماع وبعدها احسست بانني كنت ظالما لنفسي والعديد من الفنانين “كتار جداً” فاصبحت الان احضر شرائط عثمان حسين والجابري واقوم بتحويلها الي ام بي ثري.
هل يمكن رد اختياراتك الغنائية الي الغربة ؟
الغربة .. نعم احساساها مختلف ولدي مخزون سماعي كبير للاذاعة السودانية ولدي شغف كبير بمصطفى سيد احمد وقد اخذني كثيرا كذلك فان للعلاقات الاجتماعية في السودان دورها، اذ كنت في الصبا الباكر اسمع الطيب عبد الله والبس مثل الفنان زيدان ابراهيم واتابع حفلاته وحفلات النور الجيلاني وانا مستمع جيد لخليل اسماعيل ولدي خال كان من هواة التغني والعزف وللحقيقة السعودية وفرت لي الكثير لأقدم في هذا المجال فلو كنت في السودان لما تمكنت من تقديم ما قدمت.
هل جابهت القناة أي مشاكل ؟ لاسيما الملكية الفكرية ؟
لا لا لم أتعرض لمشاكل فقط نظام التسجيل في (قوقل) يعتمد البعض اسماءهم كشركات وعندما تقوم بتنزيل اغاني نزلت باسم شخص مسجل كـ(شركة) تصلك رسالة من الموقع ويعطي الآخر امتيازاً مقابل التسجيل كشركة وتكون الافضلية له في تسجيل الفيديو او التسجيل المعين.
هل تعرضت للحرج إذاً ؟
لدي حادثة طريفة مع الفنان أبوعركي، حيث اقدم فني الصوت (ساوند) على تسجيل شريط من حفل ابو عركي بجدة وقد سلم الشريط للجنة الحفل –وكنت ضمنها- وتم اقتراح تنزيل الشريط في (سودانيز اونلاين)، فقد كان عدد (بورداب موقع سودانز اونلاين) كبيراً في الحفلة، واتصل ابوعركي بي مطالباً عدم بث الاشرطة ومعترضاً على كيفية تسجيلها غير انه عاد بعد اسابيع ليوافق على انزالها كلها، الوسائط اصبحت منفذاً لم يعد بمقدور احد تجاوزه وقد ساعدت في نشر اعمال لأبوعركي وخوجلي هاشم وآخرين بموافقتهم.
ما هي طبيعة التسجيلات التي تقوم بإنزالها ؟
فيما عدا تسجيلات الحفلات كحفل ابوعركي في جدة، اقوم عادة بانزال التسجيلات القديمة والتي يكون قد مر عليها 25 سنة وهناك مثلاً عز الدين احمد المصطفى لا يزال رافضاً تغني احد بتراث والده تجده يقوم بانزال التسجيلات القديمة.
إلام ترد ذلك ؟
الساحة الفنية بها فراغ كبير، وكم من الترديد لأغناني الفنانين القدامي، فلو دخلت منتدى الفنان أحمد الصادق مثلاً تجد المعجبين ينسبون له أغان ليست له وقد وجدت من ينسب أغنية حسن خليفة العطبراوي (عهود الحب) التي يقول فيها “يا خاين عهود حبك” الي الفنان طه سليمان الذي يتغنى بها ويرددها في الحفلات وعن نفسي تفاجأت عندما عرفت ان اغنية (كلمني الساعة كم) التي يتغنى بها الفنان حسين شندي هي للفنان ابراهيم عبد الجليل “كروان الحقيبة” أو أن (ظبي السلم) التي كتبها يوسف العوض في سوق العناقريب بـ”ام دقرسي” وغناها العميري وطه سليمان مؤخرا.
صحيفة حكايات