أوباما في السعودية.. لماذا؟
منذ إعلان صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية في عددها الصادر يوم الجمعة، عن زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الرياض في مارس المقبل، ووسائل الإعلام الدولية رغم انشغالها بتطورات الأوضاع في سوريا وأوكرانيا وتايلاند وعديد المناطق الساخنة في العالم، إلا أنها طفقت تنقب في أسباب الزيارة وأهدافها، وذهب البعض على أنها تأتي لإخماد توتر مكتوم في العلاقات الإستراتيجية بين واشنطون والرياض بسبب استياء الرياض من تعاطي واشنطون مع الملفين السوري والإيراني.
صحيفة وول سترتيت جرنال التي فجرت الخبر نقلت عن مسؤول عربي كبير قوله إن الزيارة “تتعلق بتدهور العلاقات” وتراجع الثقة، بينما رفضت متحدثة باسم البيت الأبيض التعليق،
ولكن القرائن جميعها تشير إلى أن البلدين الذين يتمتعان بعلاقات تحالف تقليدية في المنطقة بحاجة إلى مراجعة تلك العلاقة بين التطورات الجديدة في المنطقة وخصوصا الاتفاق النووي الإيراني الذي لم يجد ارتياحا سعوديا، وما أثار قلق الرياض أن واشنطون ظلت تتفاوض سرا مع طهران ولعدة أشهر بوساطة عمانية دون إحاطة الرياض حلفيها الرئيس بالمنطقة، كما ان الرياض التي كانت تتوقع قيام واشنطون بضربة عسكرية ضد النظام السوري أغضبها رضوخ واشنطون لموسكو حليفه الأسد والتراجع عن الضربة العسكرية والقبول باتفاق تفكيك الترسانة الكيماوية للأسد.
وكشفت صحيفة (وورلد تريبيون) الأميركية أن وكالات الاستخبارات الأميركية حذرت من فقدان واشنطن لحلفائها العرب. وقالت تلك الأجهزة في تقييم قدمته إلى لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي، إن دول مجلس التعاون الخليجي قد تكون أول الحلفاء العرب الذين يبتعدون عن واشنطن، ونوهت (وورلد تريبيون) إلى تحذير مدير الاستخبارات القومية الأميركية جيمس كلابر من أن استياء دول الخليج من سياسات بلاده الإقليمية، قد تدفع تلك الدول إلى تقليل حجم تعاونها مع واشنطن بشأن قضايا إقليمية، والتصرف من جانب واحد بأساليب تتعارض مع المصالح الأميركية.
إذن هناك مؤشرات على توتر في العلاقات وهناك ضرورة لإزالة ما اعتكر من صفوها وبالتالي فإن زيارة أوباما المرتقبة تأتي للإجابة على التساءلات السعودية حول دوافع الموافق الأميركية في سوريا وإيران ومصر وبث الطمأنية بأن التصرفات الأميركية في المنطقة لا تتعارض مع التحالف التقليديي بين البلدين، وفي الزيارة إشارة مهمة إلى كون الدبلوماسية الأميركية تعرف جيدا حجم وأهمية السعودية، وبالتالي لابد أن يذهب الرئيس بنفسه للرد على لاستفسارات السعودية لا أن يتم استقبال مسؤولين سعوديين في البيت الأبيض، كما أنه لابد أن يذهب الرئيس أوباما شخصيا حيث لا يكفي وزير الخارجية الأميركي الذي زار الشهر الماضي الرياض لاطلاع العاهل السعودي على مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي