نائب رئيس حركة الإصلاح في حوار الصراحة
تعقيدات سياسية عديدة أطلت برأسها على صعيد الساحة السياسية اليوم، كالزيادات التي أقرتها الحكومة على أسعار بعض السلع، والاستهجان الذي لازمها من قبل المواطنين، ولأن حركة الإصلاح الآن أطلقت صرخة ميلادها ككيان مستقل عن الوطني عشية زيادات سابقة في أسعار المحروقات قبل ثلاثة أعوام خلفت أحداثاً عاصفة عرفت بأحداث سبتمبر، كان لنا أن نجلس إلى نائب رئيس الحركة الأستاذ حسن عثمان رزق لنستجلي معه التحوطات والتدابير التي سعت إليها الحركة في مناهضة قرارات الحكومة فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية التي توجه ضرباتها إلى المواطن (آخر لحظة) جلست إليه وخرجت بالحصيلة التالية:
٭ كيف تقراء مايحدث الآن في ظل المعطيات السياسية الحالية وتعقيداتها ؟
– الساحة السياسية الآن مليئة بالأحداث والمستجدات، ومن الملاحظ أن الدولة أصبحت تتجه إلى زيادة أسعارالسلع دون أن تعلنها، وهذه العملية وفق تقديراتنا تمثل مشكلة من قبل الحكومة تجاه المواطنين، وهي عملية غش للمواطن، وبعد مضي أقل من شهرين من إجازة الموازنة العامة للدولة دون أن تقر في متنها زيادات في الأسعار للسلع والمحروقات، يتم تعديل هذه الميزانيات، وتقر زيادات بأكثر من مائة في المائة على المواطنين في سلعة الغاز و خدمات المياه، وهذه الزيادات تمت إثر غياب واضح لدور البرلمان في مناقشتها، سواء أكانت على المستوى القومي أو الولائي، وهذا يؤكد أن هذه البرلمانات أصبحت لاقيمة لها، وبالتالي أضحت عبئاً على المواطن لا حول لها ولا قوة، وحتى مجرد الاحترام من الدولة لم تجده، وكان على الحكومة أن تخطر البرلمان بهذه الزيادات ولو سراً، حتى يزيل الحرج عن الجهاز التنفيذي، لكن يخرج القرار والبرلمان آخر من يعلم
٭ تغييب البرلمان القسري عن ملامسة الأحداث إلى ماذا تعزيه؟
– هذا يوضح جلياً أن هنالك فوضى شديدة جداً في الجهاز التشريعي والتنفيذي، ومثال لذلك يطرد سفير والخارجية آخر من يعلم، وصحيح هم (بيقولوا هم بيعلموا لكن الشعب السوداني كله يعلم أنهم لايعلمون) وتعيين شخص بدرجة مساعد لرئيس الجمهورية للعلاقات مع الصين لانجد تبريراً لذلك، فهل سفيرنا في الصين سيقدم تقاريره إلى وزير الخارجية أم سيقدمها إلى مساعد رئيس الجمهورية المعين حديثاً، ومن سيرأس من وأيهما يحدد السياسة الخارجية؟ هذا تداخل غريب في مهام التنفيذيين، هذا غير أمر النافذين الذين أصبحوا يديرون سياسة الدولة الخارجية فيما يخص العلاقات مع دول الخليج، وهذا يؤكد اضمحلال نفوذ الأجهزة التنفيذية والتشريعية بالبلاد، على حساب أشخاص نافذين، وحيال ذلك أضحى الجهاز التشريعي أسداً على الضعفاء وضعيفاً أمام الاقوياء، لايستطيع أن يأمر وينهي، وبالتالي هذه المجالس لامعنى لوجودها ويمكن الاستعاضة عنها بمجالس صغيرة جداً وطوعية، حتى نوفر المال الذي يصرف بالمليارات على هذه الأجهزة التي لا تستطيع أن تدافع عن المواطن، ولا تستطيع كذلك أن تحافظ على حقها في التشريع، والأمور كلها متصله ببعضها، فمثلا صحيفة «التيار» لايمكن أن يستمر ايقافها كل هذه الفترة، وهنالك قرار صادر من المحكمة الدستورية أن تعطي الحكومة مهلة أكثر من شهرين لترد على الأسباب التي أدت إلى إغلاق الصحيفة، وهذه مسائل شائكة وكذب على المواطن، فالحكومة تقول إن علاقتها بامريكا وبريطانيا تسير في تحسن، ونفاجأ بأن أمريكا تشدد عقوباتها على السودان في كل المحاور، فالساحة أصبحت اليوم مليئة وحبلى بالمصائب التي تقترفها الحكومة ولقد مللنا منها.
٭ إلى ماذا تعزي كل ذلك؟
– لأن هذه الهياكل التي تقوم عليها الحكومة هي هياكل (وهمية) ليست لها سلطة، والسلطة الآن أصبحت تتمركز حول فئة قليلة، والآخرون مغيبون، وهذا أدى إلى ظهورمسؤولين ضعاف، فالذي يتمسك بملف ما ولا يستطيع أن يتخذ قراراً في شأنه لامعنى لوجوده بالسلطة .
٭ خرجتم من عباءة المؤتمر الوطني إثر زيادات سابقة لأسعار المحروقات، الآن الأسعار تشهد ارتفاعاً لبعض السلع ماذا فعلتم في هذا الصدد؟
– رفضنا هذه الزيادات، لكن بصفة عامة المعارضة غير متماسكة حيال هذه القضية، لأنها ضعيفة حتى الآن، ونحن في الإصلاح نسعى الآن إلى تقويتها حتى تستطيع أن تجابه هذه الأخطاء التي تقوم بها الحكومة، و في الأيام القليلة القادمة سنقوم بتكوين تحالف جديد يضم القوى المعارضة بالداخل، لأن الحكومة استطاعت أن تحدث فتنة في المعارضة خارج السودان، واستطاعت أن تؤثر كذلك على الآلية الافريقية، وأن تحول الحوار من كونه حوار تحضيري ليصبح لقاءات غير رسمية، حتى تستطيع أن تبعد من تبعد وتقرب من تقرب وأن تشق المعارضة، ونحن نحاول أن نبني صف المعارضة، وعبر ذلك نتحرك الآن حزبياً، بحيث نتمدد على المستوى الاقليمي بان يكون لدينا حضور قوي، والأسبوع قبل الماضي ذهبنا إلى بورتسودان، وفي الفترة القريبة القادمة سنذهب إن شاء الله إلى بعض الولايات الأخرى لنقيم فيها ندوات سياسية وتنظيمية، وفي ذات الوقت نعمل لتوحيد المعارضة داخل وخارج السودان، والمعارضة تستطيع أن تتوحد على الحد الأدنى، وليس المهم أن تتوحد على برامج أوايدولجيات، المهم أن تتوحد على الحد الذي يكفل الحريات ويكفل التغيير السلمي ويقيم الديمقراطية ويوقف الحرب ويحقق السلام
٭ ماهي الآلية السياسية التي ستتخذونها كخطوة نحو توحيد المعارضة ؟
– طبعا الأحزاب كأحزاب ليست من السهولة ان تدمجها، وهنالك مشاكل خاصة بهذه الأحزاب، في السابق السياسة السودانية صنعت ما صنع الحداد في هذه الأحزاب و مساءلة أن تزيل هذه الرواسب القديمة وأن تبني الثقة بداخلها من جديد، تحتاج إلى زمن والآن الاحزاب التي كانت معنا في تحالف القوى الوطنية أصبحت قريبة لبعضها، و كذلك في «قوت» الأحزاب متقاربة مع بعضها وأحزاب الوحدة الوطنية التي خرجت من المؤتمر الوطني «احزاب عبود جابر» هي أيضا متحدة، والآن ستتحد كل هذه الأحزاب مع بعضها خلال الأسبوع القادم إن شاء الله، لا نقول كل الأحزاب لان هنالك أحزاباً مازالت تابعة لقوى الاجماع الوطني وغيرها، وحزب الأمة القومي، وهنالك اتصال مع الأمة ونحاول أن نتوحد مع بقية القوى المعارضة، حتى نكون جبهة معارضة قوية، هذه الجبهة لووجدت تستطيع فعلاً أن تقوم الأخطاء التي ترتكبها الحكومة وحزبها الحاكم المؤتمر الوطني
٭ ماهي المكاسب الإصلاحية التي حققتموها في اعقاب خروجكم من الوطني ؟
ـ نحن أخرجونا ولم نخرج من الوطني بمحض إرادتنا، ودائماً الخبر الشائع أننا خرجنا لوحدنا بل أُخرجنا، والهم الذي نحمله في ذلك أن نصلح الوطني من الداخل، ونعلم أن المشكلة كلها في المؤتمر الوطني، فإذا انصلح المؤتمر الوطني احتمال ينصلح بقية الوطن، لذلك هم حينما شعروا بأننا نقود خط مخالف للخط الخاضع والراكع والذي يصفق لكل شيء يصدر عن القيادة، عندما شعروا بأن هنالك خط آخر قوي وممانع أخرجونا وأول ما استفدناه منها هي أننا أخرجنا أنفسنا من هذه المصائب، ولم نصبح جزءًا من القرارات التي تظلم الناس والتي تزيد العبء على المواطنين وتثقل كاهلهم بالضرائب، والأتاوات الكثيرة، فنحن خرجنا وأصبحنا أحراراً، في السابق كنا مقيدين وجودنا في المؤتمر الوطني كان يمنعنا في كثير من الأحيان من التحدث بالصوت العالي، والكثير من الناس كانوا لا يعلمون بما كنا نقوله داخل المؤتمرالوطني، الآن نحن أحرار على الأقل نقول بالكلمة مانريد ولا نلجأ حتى الآن لحمل السلاح ولاغيره، و نحاول بقدر الإمكان أن يكون التغيير سلمياً، حتى نجنب البلاد ماحدث في البلدان الشقيقة من اقتتال ونزوح لمواطنيها، نريد أن نبتعد عن ذلك، لكن المدافعة بالتي هي أحسن ليست مسألة ضعيفة و الكلمة مع الكلمة في آلاخر تؤدي إلى وجود رأي عام، وبدوره سيؤدي إلى توحيد المعارضة، وتوحدها سيقود إلى تغيير النظام إذا لم ينصع إلى الحوار وإلى قواعد التنظيم السلمي، والتاريخ يثبت أن كل التغييرات التي حدثت من قبل سبقها توحيد للمعارضة، في أكتوبر توحدت المعارضة وقامت بإزالة النظام العسكري الديكتاتوري، ولكن في ظل انشقاق المعارضة وانقسامها لن يكون هنالك تغيير بالتي هي أحسن
٭ حركة الاصلاح مختذلة في شخصيات بعينها وبذلك تقوم على الأشخاص وليس البرامج؟
– أبداً هذا الكلام غير صحيح، وهو الذي يفصح به الأعداء، وإذا كنت تقصد أن هناك شخصيات ظاهرة، ففي كل حزب هنالك شخصيات ظاهرة، فإذا تحدثنا مثلاً عن حزب الأمة ستجد الصادق المهدي ومريم المهدي هما الشخصيات البارزة فيه، وكذلك في الشعبي ستجد حسن الترابي من البارزين، وهذا لايعني بأن هذه الأحزاب لايوجد لديها قواعد أو كوادر، ونحن لدينا كوادر ويكفي أن رئيس مجلس شورى الإصلاح من الشباب هو» ود إبراهيم» نحن لانعتمد على شخصيات بارزة ولكن وجود شخصيات كاريزمية معروفة مهم، وأنت إذا قصدت غازي أوحسن رزق أو غيرهما فنحن معروفين قبل أن ننضم إلى الإصلاح، ولدينا كوادر وهي كوادر نشطة عندها قدرة ولها قيمة، والحركة بدأت تنفتح على الولايات والجامعات و في انتخابات جامعة السودان رغم أننا دخلنا متاخرين وعارفين أن النتيجة سوف تكون مضمونه لصالح الوطني، لكن مجرد أن ندخل ونقيم ندوة ونمنع المؤتمر الوطني من أن يفوز بالتزكية كما تعود دائماً، بالتأكيد هي خطوة ستليها خطوات.
٭ أين هي قواعد الإصلاح؟
– قواعدنا موجودة، وحينما تقوم انتخابات حرة نزيهة مباشرة سيعرف حينها الناس وزن حركة الإصلاح، وسندحض أقوال المؤتمر بأن الإصلاح ليست لديها قواعد واذا كنا (ضعيفين) وليس لدينا قواعد، لماذا يصرون بان لا(نمشي) إلي اللقاء التحضيري، وهناك خطابات من مسؤلين بالمؤتمر الوطني تؤكد رفضهم لمشاركتنا فإذا كانت الإصلاح هي كما يقولون( صفر علي الشمال) لماذا يخاف المؤتمر الوطني منها، نحن نمتنع عن الحديث في التلفزيون، شخصي وغازي لايسمح لنا بالحديث في التلفزيون، وحتى الاستضافة وإذا كنا ضعافاً هل» البجيبوهم في التلفزيون ديل أحزابهم أقوى مننا، وهم يوميا (يلعلعوا)ا في التلفزيون، الإصلاح لديها بصمات في خارطة الطريق ولديها مصداقية في الداخل والخارج، والناس بيثقوا فيها وفي كم هائل كدا في الشارع، نحن مانظمناه بيثق فينا و الناس بتعتبرها حركة ذات مصداقية
٭ هل تتوقع أن يقوم المؤتمر الوطني بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ؟
– نعلم أن الحوار ستخرج أوراقه بصورة ربما تكون جميلة، لكنها لن تنفذ، والوطني بدأ من الآن في التلاعب بهذه الأوراق، والشعبي بدأ الآن يتحدث بأن مقررات الحوار التي صدرت من لجنة الحريات تم تعديلها وتبديلها وهذا طبيعي في عرف المؤتمر الوطني .
حوار: أيمن المدو – تصوير: سفيان البشرى
اخر لحظة