صلاح الدين مصطفى : الحكومة السودانية تعلن نهاية التمرد في منطقة جبل مرّة والنازحون يعيشون أوضاعا سيئة
وجهت الحكومة السودانية ولاة ولايات دارفور ،بتوفير مقومات عودة الفارين من معارك جبل مرة لقراهم ،وقال البشير في احتفال عسكري في الخرطوم أمس، إن الجيش السوداني كسر شوكة التمرد في تلك المنطقة.
ولأول مرة تُبدي وزارة الخارجية السودانية رضاءها عن بيان صدر من وزارة الخارجية الأمريكية حمّلت فيه الأخيرة حركة عبد الواحد محمد نور مسؤولية بدء الهجوم ضد القوات المسلحة السُّودانية.
واعتبر السودان أنّ هذا البيان يمثل نهجا موضوعيا كان غائباً فى بيانات الخارجية الأمريكية السّابقة، بوصف الوقائع بموضوعية، وإبراز الحقائق كما هي، وذلك رغم الاحتجاج على مساواة الخارجية الأمريكية بين الحكومة والحركات المسلحة، في فقرة أخرى من البيان.
ويُشبّه كثير من المراقبين منطقة جبل مرة في دارفور في منطقة كاودا في جنوب النيل الأزرق، من حيث صعوبة اقتحامها وشدة تحصينها من قبل حاملي السلاح، ويرى البعض أن سبب الهزائم التي تلقتها حركة عبد الواحد في جبل مرة هو إعطاء المجتمع الدولي، الضوء الأخضر للحكومة السودانية لإقتحام الجبل بغض الطرف عن الخسائر والأضرار التي يتعرض لها المدنيون.
ويقول المحلل السياسي عبد الله رزق إن حركة عبد الواحد فقدت تأييد وتعاطف المجتمع الدولي وذلك بسبب رفضه المستمر للجلوس مع الحكومة السودانية في جولات التفاوض المختلفة، سواء في فرنسا أم ألمانيا أم أديس أببا، مشيرا إلى أن هذا الرفض يتعارض مع تحول المجتمع الدولي في موقفه من الصراع الذي يدور في السودان بضغطه على كل أطراف النزاع لإيجاد حلول سلمية عبر التفاوض.
وهو يرى إن عبد الواحد أصبح معزولا عن كل القوى الأخرى، بل أنّه أصبح يشكل عقبة أمام أي فرصة لتحقيق السلام برفضه الدائم لأي وقف لإطلاق النار ،ويقول إن هذه العزلة أعطت الحكومة كرتا دوليا للقضاء عليه أو لإضعاف حركته بدرجة كبيرة حتى ينخرط في عملية التفاوض.
ويعتقد عبد الله رزق أن عبد الواحد فقد نسبة كبيرة من مصادر قوته، على الرغم من وجود بعض قواته في الجبل، ويشير إلى أن عبد الواحد أمامه فرصة أخيرة ليقبل بالتفاوض وينخرط في العملية السلمية ليستعيد أنفاسه ويثبت وجوده وإذا رفض الدخول في المفاوض وتمسك بمواقفه السابقة فسيكون الخاسر الوحيد بين كل حركات درافور المسلحة.
وفي هذا الاتجاه نفسه، قال مصدر دارفوري، طلب عدم ذكر اسمه، إن حركة عبد الواحد تعرضت لهزائم متلاحقة في الفترة الأخيرة، وفقدت مناطق مهمة في جبل مرة، لكنها لم تعترف بذلك وظلت تمارس تعتيما وتضليلا في مواقع المقاتلين وفي الإعلام الخارجي، وأشار إلى أن الحديث عن وجود أعداد كبيرة من أنصار عبد الواحد في الجبل أو حتى في معسكرات النازحين يصبح من أجل الاستهلاك السياسي فقط.
وقال المصدر إن تعنّت عبد الواحد في الدخول في مفاوضات مع الحكومة، جعل المجتمع الدولي يعطي الحكومة السودانية الضوء الأخضر للقضاء عليه بغض الطرف عن الانتهاكات التي تقع ضد المدنيين، وأشار إلى أن النتيجة الآن هي تقدم كبيرللقوات الحكومية، نتجت عنه أوضاع إنسانية في غاية السوء يجابها الفارون من المعارك التي تدور في الجبل.
وفي الأسبوع الماضي أعلنت حكومة ولاية وسط دارفور عن إنسلاخ أكثر من ثلاثة آلاف من حاملي السلاح في منطقة جبل مرة بكامل عتادهم الحربي وانضمامهم لعملية السلام.
وخلّفت معارك جبل مرة وضعا مأساويا في المنطقة وتشير بعض التقارير إلى أن الذين فروا من الحرب يقدرون بأكثر من (70) ألف مواطن يحتاجون لمساعدات عاجلة.
وبحسب موقع (سودان تربيون ) فقد تفقدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان مارتا ريوداس، الأوضاع الإنسانية بعد تزايد أعداد النازحين الفارين من معارك جبل مرة وطالبت مارتا بضرورة التنسيق بين الحكومة المحلية، والمنظمات والمؤسسات ذات الصلة لمواجهة هذا الوضع المتردي.
صلاح الدين مصطفى