حوارات ولقاءات

بروفيسور حسن مكي في إفادات الراهن والمستقبل بعد رحيل الترابي

رحيل الترابي صدمة للمستقبل وللحاضر

لا أراهن على قيادات الشعبي لمواجهة الصدمة

لهذا (…..) يكره بعض المثقفين الترابي

رجل فكر ولا يهتم بالخصومات الشخصية

لديه ميزة نادرة لا تتوفر لدى السياسيين

مصاهرة الترابي لآل المهدي (سرّع) من دخوله إلى نادي النخبة

التمكين والوضع داخل الحركة الإسلامية نقطتا الخلاف بيني وبينه

مهما طال الزمن فلا مجال للسودانيين إلا الحريات والعدالة

يعد بروفيسور حسن مكي من الشخصيات الإسلامية البارزة بجانب اهتماماته الأكاديمية وبالقرن الإفريقي، فالرجل محلل سياسي ومراقب لمجريات الأحداث في السودان عن قرب.. ومع ذلك يعد أحد تلاميذ الراحل دكتور الترابي.. الصيحة حاورته أمس حول مستقبل الشعبي والحوار الوطني في أعقاب رحيل الترابي بجانب مدى تأثُّر المشهد السوداني برحيله.

وقال مكي إن رحيل الترابي مثّل صدمة للمستقبل وللحاضر بمعنى أن الرجل كان حاملاً للأفكار الجديدة، مشيراً إلى أن إجادة الترابي لأربع لغات أسهم بدور كبير في دخوله نادي السياسة العالمي وأصبح محط الأنظار العالمية والدولية. وحول مدى تأثير غياب الترابي على المؤتمر الشعبي، قال مكي إن الترابي ترك مدرسة لها امتدادها السياسي والفكري والتنظيمي، لذا تجدني أراهن على هذه المدرسة، ولا أراهن على قيادات الشعبي لمواجهة صدمة المستقبل بعد رحيل الترابي… إلى مضابط الحوار….

*بداية، بروف حسن مكي كيف ترى رحيل الترابي بعد خمسة عقود من الحضور في المشهد السياسي والفكري بالبلاد؟

– رحيل الترابي مثّل صدمة للمستقبل وللحاضر، بمعنى أن الرجل كان حاملاً للأفكار الجديدة، التي هي وقود المستقبل وعماده، والرجل حينما بدأ طرح فكرة الثقافة الإسلامية والدستور الإسلامي، لم يكن الجو مهيأً لهذه الأفكار، وكان كمن ينحت على (الصخر) في خمسينيات القرن الماضي، حين كان المعتاد والسائد هو شراب الخمر و(العربدة) وغيرها من الموبقات من أساسيات الحياة، ولذلك أعتبر الترابي هو أحد الذين قاموا بتغيير أولويات الإنسان السوداني، والمثقف السوداني الذي يسير وفق مقولة (اليوم خمر وغدا أمر)، وهو النهج الذي ورثه من المستعمر البريطاني، وعندما اندلعت ثورة أكتوبر وبرز الترابي على الساحة السياسية، ومثَّل ذلك صدمة للمفكرين والمثقفين الذين كما قلت قاموا ونشأوا وفق فكر الغرب وشرائعه، ولذلك يكرهه بعض المثقفين بسبب أنه فرض نمط حياة جديدة في السودان.

* كيف ترى الترابي من قريب، خاصة وقد كنت يوماً ما أحد مقربيه؟

– بعد مجيء الرئيس نميري إلى الحكم، كان بينه وبين الترابي عداوة، وكان من ألد خصومه.. وعارضه الترابي وجماعته وحملوا السلاح ضد مايو.. ولكن بعد ذلك صالحه حين اتجه إلى الشريعة الإسلامية.. والترابي بذلك عندي هو رجل فكر ولا يهتم بالخصومات والمرارات الشخصية مثلما يفعل الآخرون.. وللترابي خاصية أو قل ميزة نادرة جداً قلما تتوفر لدى السياسيين، وهي قدرته الفائقة في استقبال الناس والضيوف في بيته، فبيته وطيلة العقود الخمسة السابقة ظل مفتوحاً للجميع، ولا يلزم أي زائر لبيته تحديد مواعيد مسبقة أو تقيداً ببرتوكول، بل بيته مفتوح إلى ما بعد منتصف الليل لكل فئات المجتمع، وإجادة الترابي لأربع لغات أسهم بدور كبير في دخوله نادي السياسة العالمي، وأصبح محط الأنظار العالمية والدولية، لذا دوماً أكرر بأن الترابي شخصية استثنائية لها أبعادها وقدراتها على التأثير في المحيطين الإقليمي والعالمي.

*في اعتقادك ما مدى إسهام مصاهرة الترابي لآل المهدي في ذيوع صيته؟

– في ظل ارتباط البيوت الكبيرة بالتأثير على الحياة السياسية في السودان، جاء ارتباط الترابي بآل المهدي، وهو أمر في اعتقاده أدخله إلى نادي السياسة في السودان بامتياز وأصبح الترابي عضواً فيه ضمن النخبة الفكرية بالبلاد ممن يشكلون العقول بالبلاد. وكان حينها عميداً لكلية القانون بجامعة الخرطوم بجانب ذيوع صيته في أعقاب ثورة أكتوبر .

* أنت أحد تلاميذ ومقربي الترابي، لكنك ابتعدت عنه فجأة.. لماذا؟

– كما تعلم فإن الترابي هو مهندس مشروع التمكين في الإنقاذ.. وكأحد تلاميذه اختلفت معه في مشروع التمكين وكنت ولا زلت لدي رؤية واضحة حول النظام الرئاسي والذي قلت للترابي حينها لا ينفع للسودان لأن النظام الرئاسي عندنا في السودان سلطاته أوسع من أي نظام رئاسي موجود حتى في مصر التي عرفت نظام فرعون في رئيس جمهورية، لكن عنده رئيس وزراء الذي يريد الحكومة ورئيس الجمهورية يراجعه، ولكن هنا في السودان حتى رئيس وزراء غير موجود.. وقلت بأنه لا بد من وجود تقاسم في السلطة والأمن وأن توزع بين الدولة والحكومة عبر (رئيس وزراء)، والجزئية الثانية التي اختلفت حولها مع الترابي هي الوضعية التنظيمية والتراتبية للحركة الإسلامية من حيث الطبقات.. لكن، وبعد مرور كل هذه السنوات، جاء الترابي في أواخر أيامه وأقر النظام الخالف والذي يحمل بين طياته تضميناً لما طالبت به منذ أكثر من عشرين عاماً.

* كيف تقرأ مستقبل المؤتمر الشعبي بعد رحيل رمزه وأمينه العام؟

– الترابي ترك مدرسة لها امتدادها السياسي والفكري والتنظيمي، لذا تجدني أراهن على هذه المدرسة، ولا أراهن على قيادات الشعبي لمواجهة صدمة المستقبل بعد رحيل الترابي.

* أخيراً.. برحيل الترابي فقد الحوار الوطني أكبر مسانديه ومؤيديه.. كيف ترى الأمر؟

– الواقع يقول إنه ومهما طال الزمن فلا مجال للسودانيين إلا الحريات والعدالة، فلا مستقبل للنظم الشمولية التي تنعدم في عهدها الحرية… كما أن المستقبل للفكر الإسلامي بجانب ثقافة التجديد والحوار وحركة التواصل العالمي، لذا فأنا لا أراهن على الشعبي، ولكني أراهن على كل هذه التغييرات.

 

 

الصيحة

حاوره : رمضان محجوب

 

تعليق واحد

  1. يا بروفسير حسن مكي حتي لحظة قراءة هذا الحوار احسبك من الصادقين ولكن للاسف خاب ظني وذلك للاتي:-

    1/لم يصالح الترابي نميري لان توجه نميرى كان اسلامي حيث كانت المصالحة عام78/ والشريعة التي طبقها نميري سبتمبر 1983م حيث كان وقتها الترابي في الاتحادد الاشتراكي السوداني هو والصادق وغيرهم من طلاب السلطة وتدرج الترابي في الوزرات السودانيه ومنها وزيرا للخارجيه علي ما اذكر قبل زيارة خارجيه تم لقاء صحفي معه وهو في طريقه الي دولة خارجيه قال بالحرف الواحد(اجتمعت بالسيد الرئيس قبل هذه الزياره ووجهني بما يجب فعله من هذه الزياره) تصور ذلك.
    2/ بالنسبة لاختلافك مع د. الترابي في موضوع التمكين هذا هراء وحتي المنظومه الخالفه التي سوقها ماهي الا مزيد من التمكين للانقاذ مع فتح كوه يتنفذ من خلالها منسوبي المؤتمر الشعبي والاحزاب المستخرجه من رحم المؤتمر الوطني …..كفاية سلق بيض بعد رحيل الترابي سوف يتفرق اعضاء المؤتمر الشعبي كما تفرق الاتحاد الاشتراكي بعد انتفاضه ابريل
    3/ لا ننتظر منك ومن امثالك والطيب مصطفي امالا للشعب السوداني لانكم جميعا تبحثون عن موقع قدم ..حال ما لوح لكم قطعة لحكم انقلبتم علي عقبيكم اما اخونا كمال عمر دوره انتهي تماما بعد الرحيل الترابي دوره انتهي بمرحلة اكمال اجراءات الدفن لشيخه