محمد عساف لـ «القدس العربي»: جولتي الحالية في الولايات المتحدة لدعم المحتاجين من الشعبين الشقيقين الفلسطيني والسوري
ضمن جولته الخيرية في الولايات المتحدة الأمريكية أحيا الفنان الفلسطيني حفلة كبيرة أمام أكثر من 2,400 متفرج تجمعوا من ولايات نيوجرزي ونيويورك وكناتكت وبنسلفانيا وواشنطن العاصمة، في قاعة «مسرح الرتز» في مدينة إليزابيث في ولاية نيوجرزي.
تأتي هذه الجولة بناء على دعوة من «جمعية رعاية الأطفال الفلسطينية» و«جمعية رحمة» السورية، وبالتنسيق مع جمعيات الإغاثة المحلية.
وقد تحدث محمد عساف للصحافة المحلية والدولية قبل الظهور على المسرح بترتيب من «القدس العربي»، أحد رعاة الحفل الخيري. وقال إن المشاريع التي جئنا لندعمها تتلخص في توسيع مركز غسيل للكلى في غزة وتقديم بعثات طلابية للمحتاجين من جامعة القدس، لأن هذه الجامعة محاصرة أكثر من غيرها بسبب تحديها لادعاءات إسرائيل بأن القدس الموحدة عاصمة دولتهم. أما المشاريع الأخرى فتتعلق ببناء عيادات طبية للاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان.
وردا على سؤال لـ «القدس العربي» حول تميزه في جولته الثالثة بعد مسيرة ثلاث سنوات من النجاح، قال محمد عساف إن الفضل الأكبر في نجاحي هو للملايين من أبناء الشعب العربي، الذين يقفون معي ويغمرونني بحبهم وتأييدهم، والذين نقلوني من مغنٍ هاوٍ وموهوب إلى الصف الأول من مطربي العالم العربي الآن. هذه الجولة مختلفة عن سابقاتها، لأنها جولة خيرية تعطيني جرعة من السعادة. وبهذه المناسبة أود أن أؤكد أن 80 في المئة من الأنشطة التي أقوم بها عبارة عن مشاريع خيرية لدعم الشعب الفلسطيني أولا والشعوب العربية ثانيا. لقد ارتبط إسم محمد عساف بفلسطين وسيظل كذلك. خرجت من رحم المعاناة التي يعيشها شعبي. أنا إبن هذه القضية ولن أتخلى عنها. لم آخذها من الكتب والمقالات، بل عشت تفاصيلها وفصول معاناة شعبي، التي لا يمكن إختصارها في مقال أو أغنية أو مقابلة. فعندما أقدم أعمالا فنية لمشاريع خيرية أمام الجماهير العربية في الوطن العربي والمهاجر أشعر بالسعادة كوني أقدم شيئا قد يخفف من معاناة طفل أو أسرة محتاجة أو مريض بحاجة إلى علاج أو لاجئ يبحث عن قوت عياله. القضية الفلسطينية جزء مني وأنا جزء منها. وما أجمل الفن عندما يحمل هموم شعب ويعبر عنها ويحملها إلى جماهير أوسع ويحصد مزيدا من التأييد والتضامن».
كما أكد عساف في رد على سؤال ثانٍ حول دور الأغنية في النضال، فقال، لقد واكبت الأغنية الفلسطينية النضال الفلسطيني منذ الانتداب البريطاني وحتى الآن وقد إنتشرت في فلسطين الأغاني الشعبية التي تمجد الأبطال وتشد الهمم وتحرض على النضال. ونحن منذ الصغر تعلمنا وتذوقنا أغاني فرقة «العاشقين» المشهورة، وكذلك أغاني الثورة الفلسطينية والأغاني التي واكبت الانتفاضة الأولى والثانية ولغاية الآن مع الهبة الجماهيرية المشتعلة الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فالفن وخاصة الأغنية يحمل رسالة سهلة الوصول إلى الناس أكثر من أي وسيلة أخرى وتأثيرها قد يكون أكبر وأعمق من الخطاب السياسي، كما قال الشاعر محمود درويش الثورة ليست فقط بندقية بل «مبضع جراح وفأس فلاح وريشة فنان».
وبعد وصلتين من الدبكات الفلسطينية لفرق محلية ظهر محمد عساف على المسرح فالتهبت القاعة بالتصفيق والزغاريد والأعلام الفلسطينية. وقد أحيى الفنان وصلة إمتدت لنحو ساعة وأربعين دقيقية، غنى فيها العديد من أغانيه الشهيرة مثل «علّي الكوفية» و»يا طير الطاير» و «أنا دمي فلسطيني» و «يا حلالي يا مالي». كما قدم باقة من الأغاني التراثية لفرقة العاشقين، وإختار أغنيين للفنان اللبناني مرسيل خليفة «شدوا الهمة» و «منتصب القامة أمشي».
وقد صرحت السيدة خولة عبد الرازق، رئيسة جمعية رعاية الأطفال الفلسطينينة لـ «القدس العربي» أن «هذه الحفلة كانت الأكثر نجاحا وحضورا وتجاوبا وتنظيما من حفلاته الأخرى كافة، والتي شملت شيكاغو وهيوستن وسكرمنتو وديترويت وكليفلاند. لقد كان التجاوب الجماهيري رائعا مما زاد من تفاعل محمد عساف وجعله يمدد فترة ظهوره على المسرح. لقد شاهدت آلاف الأيدي وهي ترتفع حاملة الكوفية الفلسطينية ومع هذا بقي الناس في مقاعدهم يتجاوبون مع الفنان دون أي فوضى» .
وقد شكرت عبد الرازق من على خشبة المسرح اللجنة المحلية لنيويورك ونيوجرزي على التنظيم الرائع للحفلة وشكرت الجماهير على حضورهم وتفاعلهم مع قضايا أمتهم ومعاناة الشعبين الفلسطيني والسوري.
القدس