تحقيقات وتقارير

مأمون حميدة .. (صداع ) الإعلام

الهجوم الذي شنه وزير الصحة بولاية الخرطوم برفسير مامون حميده أمس الأول علي قبيلة الإعلاميين من حملة الإقلام لم يكن الأول من نوعه، فقد سبقه في هذا الطريق وزير البيئة الاتحادي حسن هلال، عندما قال إن الصحفيين يحتاجون الى تأهيل، وقبل هذا وذلك فقد كال لاعب معروف وابلاً من الاتهامات في مواجهة الصحفيين وقال قولته الشهيرة “الصحفي يمكن شراؤه بصحن فول “ ، هجوم وزير صحة الخرطوم على الصحفيين الذي تناولته صحف الخرطوم الصادرة أمس جاء هذه المرة عنيفاً لدرجة تكاد تكون فقد معها الوزير كامل دبلوماسيته وهو يصف الصحفيين بالجهلة والكاذبين

الغريب في الأمر
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها مأمون حميدة الصحافة، كما أنها ليست أولى معاركه الكلامية التي يخوضها الوزير مع الإعلاميين، والغريب في الأمر أن الوزير الذي ظل يناصب الصحفيين العداء، ويرصدهم في كل شاردة وواردة رغم أنه ليس بعيد عن مجال الإعلام، فهو صاحب صحيفة “التغيير “ وإذاعة طبية ومقدم برامج بالتلفزيون القومي “ صحتك “ وهذا مايشير إلى حب الرجل الواضح للأضواء والكاميرات، ولكن السؤال الذي يقفز إلى الأذهان لماذا يهاجم حميدة الإعلاميين بلغة مباشرة، ويقول في ندوة بعنوان “ آثار التغطية الصحفية لقضايا الصحة “ نظمت أمس الأول أن كتاب الأعمدة يكتبون دون دراية أو معرفة، بل ذهب لأبعد من ذلك وهو يصف الصحافة بالسيف المسلط على رقاب الأطباء، والوزير بهذه الاتهامات، ووضع نفسه الاتهامات وضع نفسه أمام تحت سهام النقد ورصاص الكلمات، فهذا الأمر لن يمر مرور الكرام، وستعقبه ردة فعل عنيفة من قبيلةة الإعلام

الاعتراف والشماعة
وهناك من يقول إن الوزير مأمون حميدة بدأ يستقوي بالدولة ويكرر محاولاته لصرف الأنظار عن جملة الأخطاء التي تكشف عنها الصحافة في إطار دورها الرقابي في الكشف عن السلبيات، وهذا ماذهب إليه الأستاذ محمد عبد القادر رئيس تحرير الرأي العام في حديثه لـ “آخر لحظه “ وفسر عبد القادر هجوم حميدة الأخير والمتكرر على الصحافة بمثابة الاعتراف، وقال الآن يبحث الوزير عن شماعة ليعلق عليها أخطاءه ومدى عجزه في تنفيذ استراتيجة الدولة في نقل الخدمات الصحية إلى الأطراف، قائلاً كل الصحف التي هاجمت الوزير لم تتحدث عن السياسة المعلنة بواسطة الدولة، وإنما صوبت النقد لتنفيذ هذه السياسة، وأضاف هذا النقد لم يات من فراغ، وأن العداء بين حميدة والصحافة طبيعي، ومنتظر على حد تعبير عبد القادر الذي أضاف قائلاً: إن اهتمام الوزير بالإعلام يجسده تأسيسه لصحيفة للدفاع عن سياساته ومصالحه، وقال إن الإعلام في عقيدة مامون حميدة هو التصفيق له رغم الأخطاء الكبيرة والملموسة في أداِئه كوزير للصحة، وليس كطبيب، وعرض رئيس تحرير الراي العام جملة من الأسئلة تحت استفهام واحد ماهو ذنب الإعلام والصحافة في دفع مدير مستشفى إبراهيم مالك لاستقالته وإرجاع ذلك لبيئة العمل المتردية ونقص الكودار؟ وماذنب الصحافة في الوضع المتردي الذي دفع بالوالي لزيارة مفاجئة لمستشفى بشائر؟ وماذنب الصحافه في توقف القسطرة في مستشفى الشعب وصفوف الانتظار؟ التي قد تمتد لسنوات في المستشفيات الأخرى للإجراءات الطبية العاجلة، وأكد عبد القادر أن الصحافة لم تتخط نقدها لسياساته الأخيره لتوجيه النقد لشخصه، وقال الصحافة وقفت سداً منيعاً أمام طموحات الرجل الشخصيه

مرافعة الوزير
وبالرغم من أن هنالك أحاديث تدور في أروقة وزارة الصحة أن مأمون أحد الشخصيات التي يضيق صدرها بالنقد ولا يتحمل الرأي الآخر، إلا أن د.زهير عبد الفتاح مدير عام الطب العلاجي أكد لـ “آخر لحظة “ أمس أن حديث الوزير أخرج عن صياغه، ووصف المعارك المتكررة مع حميدة بأنها تاتي في إطار التعبئة الاعلاميه غير الايجابية، وقال هذه حملات منظمه لاغتيال شخصية مأمون حميدة، وأضاف وهذه الحملات تضرر منها عملنا وليس مأمون فحسب، ودافع زهير عن اللغة غير الدبلوماسية لوزيره بكونها تعود لطبيعة مأمون الادارية، قائلاً مأمون بحب أن يضع الحقائق كما هي، مؤكداً أنهم كوزارة لم يرصدوا أي خطأ يحسب عليه خلال حديثه، مستشهداً بحضور الصحفيين الكبار للندوة، أمثال الصادق الرزيقي نقيب الصحفيين ورئيس تحرير الانتباهة، والأستاذ إمام محمد إمام المستشار الصحفي للوزير، وقال زهير من غير المعقول أن يوجه الوزير الإساءة في حضور قيادات الإعلام ويصمتون عليها، واصفاً الأجواء بين وزارته والإعلام بالملغمة، ويرى زهير أن اللقاء مع الإعلاميين كان أحد الآليات التي اعتمدها مأمون حميدة لتخفيف حالة الاستقطاب، باعتبار الإعلام يعنبر رأس الرمح الآن، مشيراً إلى أن المنطق يضمن علاقات ويكفل احترام الوزير للإعلاميين، لاسيما وأنه أحد ملاك الصحف، قائلاً مأمون ليس ديكتاتوراً كما يحاول البعض أن يصفه، وأضاف هو ينفذ سياسات دولة عليا، منبهاً إلى أن كل الذين خاضوا المعارك السابقة ضد الوزير وأسرته خسروا أمام المحاكم قضياهم، وشدد زهير على أهمية الدور الرقابي للصحافة، وأكد ترحيبهم بالنقد الهادف

عنف لفظي
أما وجهة النظر النفسية والاجتماعية فيما يتعلق بحالة التناقض التي تسيطر على البروفسير مأمون حميدة الذي يهاجم الصحافة ويخوض معها المعارك الكلامية المتجددة بينه والصحافة، وكونه ينتمي لهذه القبيلة بطريقة أو بأخرى، ولتفسير الجانب النفسي فيما يتعلق أيضا بفقد الوزير لدبلوماسيته السياسية ومناصبته العداء للموسسات الإعلامية، والحديث بلغة حادة لاتشبه المسئولين أكدت الأستاذه ثريا إبراهيم الباحثة الاجتماعية والنفسية لـ “آخر لحظة “ أن تصريحات حميده الانفعالية تفسر من الجانب النفسي على أنها حالة عصبية يصدر عنها عنف لفظي نتيجة “للأنا العالية “ لدى الشخصية التي تتمتع بحب الذات، وهي بالطبع الشخصية التي تسعى إلى إضعاف الآخرين من خلال رفضه للرأي الآخر، ومحاولته دائماً للظهور تجعله دائماً ينكر أدوار الآخرين ويضعفها، وترى ثريا أن السلطة أحيانا تسبب الإصابة بمرض حب الذات ( الأنا ) وتضيف حب الذات كحالة نفسية تقود صاحبها إلى أن يصبح صاحب سلوك حاد في أفكاره وتصرفاته

الاستقواء بالسلطة
ويرى البعض أن الوزير مأمون حميدة استقوى بالسلطه في مهاجمته العنيفة للصحافة، وقال محمد عبد القادر إن حميدة إعتقد أن منصبه كوزير منحه حصانة كاملة وسلطة إطلاق الأحكام على الآخرين .

تقرير:فاطمه أحمدون
صحيفة آخر لحظة

‫2 تعليقات

  1. مقالك نفسه يبرر ما قاله بروفيسور حميدة فهو مليئ بالتجني .الرجل منذ ان وطأت رجله الوزارة ظل عرضة للنقد بحق وبدون حق حتي اصبح مادة ثابتة في الصحف.واي قارئ عادي يعلم ان الرجل مستهدف او غير محبوب من الصحافة . سيأتي من يقول انه يخطئ وانا لا انكر ذلك ولكن هل هو المخطئ الوحيد حتي ينتقد بشكل يومي ؟وكأنه ليس هناك مسؤول غيره

  2. اخي الواضح نعم ليس هو الوحيد المخطي ولكن علينا عندما نعاتب أحداً ان نعاتبة بأدب ولا نصفة بأوصاف قبيحة كان يجب علي البروف ان يطلب منهم التحري الدقيق للأخبار ولا يصفهم بالكذب والجهل لانها صفات مشينة للغاية في حق هذة المهنة