عمر الشاعر : مرثية في الشيخ المجدد الدكتور “حسن عبد الله الترابي”
ماذا يكون عن المصاب عزائي؟
وتضاعفت من هوله بلوائي
ماذا أقول وما تفيه مقالتي؟
وإذا رثيت فلن يفيه رثائي
يا عين صبي ماء جسمي كله
فعسى ينفس بعض كربي بكائي
يا علمه يا حلمه متبسما
ومفكراً جلداً بلا ضوضاء
يا شيخنا وإمامنا يا نورنا
يا ضوءنا الضافي على الأضواء
يا شامخاً كالطود في عليائه
متواضعاً في هيبة العلماء
قد عشت فينا صابراً ومصابرا
في البأس والسراء والضراء
وأنرت في حلك الظروف طريقنا
كالبدر وسط الليلة الظلماء
وحييت مثل محمد متتبعا
هدى اﻹله وسيد الحنفاء
متخلقاً خلق الرسول ونهجه
في حلة الشرفاء والبسطاء
داع حنيفاً مسلماً ومجاهدا
لم تشتكِ يوماً من الإعياء
ومصادماً بالحق صاحب حكمة
في قوة في رقة كالماء
ووهبت للسودان عمرك كله
وﻷمة تعبت من اﻷدواء
وبنيت للإسلام مجداً باذخا
مترامياً في قمة العلياء
أحييته قيماً تعمد قتلها
كل الطغاة على ثرى الغبراء
جددت منها ما تغبر وجهها
بتهافت الأفكار واﻷهواء
قد سطر التاريخ اسمك نيرا
يا قائد التجديد واﻹحياء
لم تنبهر ببهارج لحضارة
في الشرق والغرب البعيد النائي
عرفتك سوح البحث أنك باحث
عن غور غور حقائق اﻷشياء
وركلت ملكاً زائلاً متعففا
لم تفتتن بالرغد والنعماء
ولئن رحلت فأنت فينا خالد
بالنور والتنوير والآراء
تبكيك ذرات الوجود جميعها
في كافة اﻷنحاء والأرجاء
نبكيك بالتفكير إذ علمتنا
منهاجه وطريقة العقلاء
يا قبر أنت حويت قرآناً مشى
بين الخلوق وأفقه الفقهاء
بوركت في سفر الحياة وميتا
وبُعثت يا شيخي مع الشهداء
هذا إليك موثق ميثاقنا
وموقع بمدامع ودماء
سنسير مثلك في سبيل إلهنا
لا آبهين بكثرة الأعداء
وسلام ربي فوق رمسك قائم
فارقد كماء النيل دون عناء
الشاعر المهندس “عمر علي عمر” (عمر الشاعر)
ومفكراً جلداً بلا ضوضاء
شطر هذا البيت فيه نظر
ومن ملأ الدنياء ضوضاء غير الترابي ؟ حيا وميتا ؟ رحمة الله عليه
وكأنما قصده المتنبي بهذا البيت :
وترْكُكَ في الدّنْيا دَوِيّاً كأنّما *** تَداوَلَ سَمْعَ المَرْءِ أنْمُلُهُ العَشرُ
ياعمر الماشاعر … خليك في التلحين احسن ليك …
هذا ليس ” عمر الشاعر” الملحن والشاعر الغنائي المعروف.