عبد الباقي الظافر

المطلوب اعتذار صريح..!


* في ديسمبر الماضي وجدت الشابة ساندي ذات الخمسة وعشرين ربيعاً أنها في ورطة .. حسناء بورما حكم عليها بالسجن ستة أشهر بسبب تعليق غير لائق على الزي العسكري في بورما، حيث وصفته بأنه مثل فستان الناشطة السياسية أون سوكي..حاولت المتهمة أن تؤكد أن صاحب التغريدة على صفحتها شخص مجهول، بسبب أن حسابها تعرض للسرقة، .. لكن ذلك لم يشفع لها في بلد يزحف ببطء نحو دولة القانون.
* قبيل ايام لاحظ الكاتب الصحفي محمد إبراهيم عثمان أن صفحة حزب المؤتمر السوداني في الـ (فيس بوك) تحوي وصفاً غير لائق بشأن الجيش السوداني..نقل موقع حزب المؤتمر السوداني خبراً يحوي معلومات عسكرية حساسة من بينها مقتل جنود من جيشنا في منطقة جبل مرة.. الخطا الفادح في الخبر وصف القوات المسلحة بالمليشيات المسلحة، وفي ذات الوقت إطلاق اسم حركة تحرير السودان على الطرف الآخر من المعركة.
* بداية حزب المؤتمر السوداني يستحق لقب الحزب الراشد..هذا الحزب من قلائل الأحزاب التي تستحق الإحترام..حزب جريء تتحرك عناصره بحماس، فيعقدون الندوات في الميادين العامة رغم فداحة العواقب في بلد لا يحترم حرية التعبير .. آخر نموذج في الرشد السياسي هو انتخاب قائد جديد للحزب، رغم أن الزعيم السابق على قيد الحياة، ولم يجلس في مقعد القيادة إلا لسنوات عديدة.. أخطاء هذا الحزب تماثل البقعة المتسخة في الثوب الأبيض.. من هنا تاتي المناصحة.
* فبالرغم من أن الموضوع نال حظه من النقاش في إحدى مجموعات الواتساب، إلا أن اعتذار رئيس الحزب عمر الدقير لم يكن صريحاً..دعوني أنقل لكم الإعتذار المبهم (شكرًا علي التعليقات حول نشرأخبار الوطن ..نحن نؤمن بضرورة المراجعة والتصحيح، وكل رأي موضوعي ناقد سيجد ما يستحق من إعتبار)..في تقديري أن اعتذار المهندس الدقير فضفاض ولم يعبر عن موقف واضح ومبدئي في ضرورة احترام الجيش السوداني ..كما أنه لم يقر بالخطأ المهني الوارد في ثنايا الخبر..بل إن ذات الصفحة حملت خبراً آخر يشكل تهديداً للأمن الوطني، حينما تحدثت عن رصد مئتي فرد من (دواعش ) ليبيا في طريقهم لإقامة معسكر في دارفور.
* في تقديري إن على السياسيين أن يتعاملوا بحذر مع مؤسسة الجيش السوداني..هذا الجيش ظل يقدم تضحيات من أجل هذا الشعب.. كل الانقلابات العسكرية التي حدثت جاءت بمؤامرات من الأحزاب السياسية غير الوفية للديمقراطية .. عبدالله بك خليل وزير الدفاع ورئيس الوزراء أمر الجيش باستلام السلطة في ١٩٥٨.. مايو جاءت بتدابير اليسار من القوميين العرب والشيوعيين.. أما الانقاذ فهي صناعة الجبهة الإسلامية خالصة.
* هنالك مواقف إيجابية من الجيش تجاه التزامه الشعبي ..في أكتوبر ١٩٦٤انحاز الجيش للشعب في ثورته.. في أبريل انحازت القوات المسلحة بكلياتها للأمة الثائرة..وهنالك موقف بطولي آخر للجيش محاطاً بالغموض، حيث رفضه..رفض الفريق فتحي أحمد علي استلام السلطة عقب مذكرة القوات المسلحة في فبراير ١٩٨٩.
* بصراحة ..مطلوب من الأحزاب الابتعاد عن دخول المنطقة المحرمة .. ونطلب بإلحاح باعتذار واضح وصريح من حزب المؤتمر السوداني في واقعة إهانة الجيش السوداني.