السودان بعتزم تنفيذ إستراتيجية تجارة الكربون للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري
يعتزم السودان تنفيذ إستراتيجية تجارة الكربون للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تواجه الأرض بزيادة الغطاء النباتي والاستفادة من التمويل العالمي للمشاريع البيئية التي تسهم في الحفاظ على التوازن الطبيعي للأرض.
وتعد تجارة الكربون إستراتيجية دولية للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري من اجل إنقاذ كوكب الأرض وإعادة التوازن الطبيعي لها ،كما هو شكل من أشكال محاربة ظاهرة تغير المناخ ، وحافز للدول غير الصناعية لزيادة مساحاتها الخضراء مقابل التمويل من الدول الصناعية الكبرى التي تسببت في ظاهرة الاحتباس الحراري في الأرض حيث تقوم تلك الدول بإحصاء الكمية التي تمتصها كل شجرة من الكربون وتحول تلك الكمية من الكربون إلى مبالغ مالية لتمويل مشاريع زراعة الأحزمة الشجرية والغابات والمشاريع البيئة الأخرى حسب الالتزام الذي أقرته تلك الدول في مؤتمر باريس للتغير المناخ مؤخرا.
وذكر دكتور جاك ضيوف المدير العام الأسبق لمنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة في دراسته له أن 80 في المائة تقريبا من مخزونات الكربون العالمي مخزونة في التربة والغابات وأن الكمية الكبيرة من الكربون الموجودة أصلا في التربة والغابات قد أطلقت إلى الغلاف الجوي نتيجة لتوسع أنشطة الزراعة والرعي على حساب الغابات والقطع غير المنظم للأشجار.
وقال ضيوف إنه يمكن تغيير ذلك الواقع بزيادة مساحات الغابات والتحول إلى أساليب الزراعة التي تثبت الكربون في التربة ، ويجمع الباحثون انه للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري لا بد من إتباع حلول ووجود إستراتيجية على المدى الزمني القصير، وحلول أخرى على المدى الطويل، من اجل إنقاذ كوكب الأرض وإعادة التوازن الطبيعي إليها.
وقام السودان مؤخرا بإنجاز خطوة كبيرة تجاه المساهمة في تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري بزراعة الأحزمة الشجرية لمجابهة خطر ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب تراكم ملايين الأطنان من الغازات السامة والخطيرة في الغلاف الجوي، مما أدى إلى زيادة حرارة الأرض وتغير المناخ …. ويقول وزير البيئة والتنمية العمرانية إذا زاد معدل درجة حرارة الأرض درجتين فوق المعدل الحالي فستواجه الأرض خطرا حقيقيا قد يؤدي بالبشرية.
ويعتزم السودان تنفيذ مشروع زراعة الحزام الشجري الذي يطوق مدينة الخرطوم بمساحة 280 كيلومتر ، ومن المقرر أن تنتقل التجربة لجميع الولايات ، وتعمل تلك الأحزمة الشجرية على حبس الكربون وتثبيته في التربة وفي النباتات والأشجار الأخرى المكونة للحزام من خلال ظاهرة التمثيل الضوئي ، والعمل على تنفيذ مشروع الحزام الشجري بالخرطوم مما يعد خطوة حقيقية تجاه الحفاظ على البيئة والتربة والسيطرة على الغازات السامة ، خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون وحبسه داخل التربة.
ويعتزم السودان تنفيذ الالتزام الذي تم إقراره مؤخرا في مؤتمر باريس بتقليل الانبعاثات الحرارية من خلال تفعيل مشروع تجارة الكربون الذي اقترحه وزير البيئة والتنمية العمرانية دكتور حسن هلال في مؤتمر باريس ، ووجد قبولا من المؤتمر ، وعليه قام السودان بالعمل على زيادة المساحات الخضراء ، كما أوصى بها المؤتمر البيئي الأول لولاية الخرطوم الذي عقد في الفترة من 12 إلى 15 مارس الجاري ونظمه المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية تحت شعار نحو عاصمة خضراء وتنمية مستدامة وذلك في مقابل الدعم المالي للمشاريع البيئية في السودان .
وهدف المؤتمر البيئي الأول عبر الأوراق التي قدمت فيه إلى الحفاظ على البيئة ووقف الزحف الصحراوى وتدهور التربة وحماية التنوع الحيوي والمساهمة في تقليل حدة الفقر وتحسين استدامة البيئة في منطقة الحزام والحد من قطع الأشجار، وزراعة مساحات متزايدة من الغابات والتوسع في المزارع الشجرية، والقيام بأنشطة للزراعة المختلطة بالغابات، والحد من تدهور التربة، وإصلاح الغابات المتدهورة والاستفادة من الخبراء الدوليين في تدريب الكوادر وكيفية حساب الكربون، وكل ذلك أمثلة على التدابير التي يمكن أن تتخذها الجهات المختصة لمواجهة خطر ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي خلق توازن لتأثير الانبعاثات التي تحدث وتعتبر أنجع الحلول لتقليل الكربون في الجو ، علما بان مساحة الغابات في السودان كانت تبلغ 20-25% من الأراضي أما حاليا فتقدر بحوالي 10% فقط وفقا لما ذكره دكتور محمد على الهادي مدير الهيئة القومية للغابات.
تقرير :هند الأمين
الخرطوم 23-3-2016م(سونا)