تحقيقات وتقارير

بعد تفجرها في الأسافير: حالات غش أجنبية في الشهادة السودانية.. مصداقية الامتحانات في المحك


“الغش في البلد دي لحق امتحانات الشهادة كمان؟” بتلك العبارة بثت إحدى السيدات شكواها وعبرت عن أقصى درجات الصدمة التي لحقت بها.. وهو لسان حال آلاف الأسر التي يجلس أبناؤها وبناتها لامتحانات الشهادة السودانية هذا العام.
الأزمة تفجرت عبر الأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي عن وجود حالات غش في امتحانات الشهادة، ربما يبدو الأمر إلى هنا أقرب إلى الاعتيادي رغم أنه يتعلق بالغش، مع حالات منفردة لبعض الطلاب الذين درجوا على الاعتماد على ما يعرف بـ(البخرة)، وهي ورقة صغيرة يكتبها الممتحن بحجم خط صغير ويدسها بين ملابسه ويخرجها داخل قاعة الامتحان لتساعده في حل الأسئلة دون أن يشعر به المراقبون..

ولكن الكارثة بدت هذه المرة أخطر، حالات غش من جهات خارجية، تسريب يطال امتحانات الشهادة، ما يجعل المصداقية في الامتحانات برمتها على المحك.. حيث تحدثت وسائل إعلام أردنية عن تلاعب تم في امتحانات الشهادة الثانوية، بعد أن نفذت الأجهزة الرسمية السودانية حملة مداهمات على منازل طلاب من الأردن قدموا للجلوس لامتحان الشهادة الثانوية في الخرطوم، ونقلت وسائل إعلام أردنية أن السفير الأردني في الخرطوم أبلغ نوابا محليين بأن السلطات السودانية أوقفت عشرات الطلاب الأردنيين منذ الأربعاء الماضي ضمن حملتها على خلفية تسريب أسئلة امتحانات الشهادة الثانوية، وبحسب مصادر فإن السلطات اعتقلت (6) منهم بسبب خلافات حول طريقة دفع المبالغ المتفق عليها بينهم وسماسرة يتعاملون في بيع أسئلة امتحانات الشهادة مستغلين هواتف ذكية لتسريب الامتحانات وإرسالها عبر الهاتف إلى الأستاذ ليحل الأسئلة ومن ثم يرسل الإجابات للطالب.
وهنالك نحو 700 طالب أردني جلسوا لامتحانات الشهادة الثانوية في السودان، وأوقفت السلطات السودانية الطلاب الأردنيين بعد لجوء طالب أردني للشرطة السودانية شاكيا طلابا من بلده اعتدوا عليه بسبب خلافات حول الأسئلة المسربة.

القضية وضعت وزارة التربية والتعليم والجهات الرسمية الأخرى، في دائرة الاتهام والتساؤل بوصفها الجهات المنوط بها حماية وتأمين الامتحانات: كيف تسربت هذه الأسئلة إلى أيدي الطلاب؟ وما هي الجهات المتورطة في التسريب؟، وهل ستتم معاقبتها؟.
وزارة التربية، وبعد أن ضجت الأسافير بتلك الفضيحة، يبدو أنها أحست بالمأزق وأنه ما من طريق للتستر على القضية، فخرجت وزيرة التربية سعاد عبد الرازق ببيان، حاولت فيه كشف الحقائق، واعترفت بأن السلطات تحفظت على طلاب أجانب ضبطوا متلبسين في حالات غش في امتحان الشهادة السودانية. رد الوزيرة هو الأول لمسؤول حول تسرب الامتحانات لمصلحة طلاب أردنيين.. لم تحدد الوزيرة، جنسيات الطلاب وشددت على أن وزارتها: “لن تتهاون في حالات التلاعب بالامتحانات من أي جهة كانت”.
وأضافت الوزيرة عقب زيارتها للمدرسة التجارية بأم درمان يرافقها وكيل الوزارة والمدير العام للتعليم بولاية الخرطوم، أن الطلاب الأجانب استخدموا أجهزة هواتف ذكية في عمليات الغش.

سلمى معروف
صحيفة اليوم التالي