رأي ومقالات

محاسبة الولاة وهم غير منتخبين ..

يبدو أن تأثير الحوار الوطني قد بدأ يظهر على مستوى الحكم الولائي بقوة.. ولا بد من أن يكون من ثمار الحوار اصلاح ادارة الولايات بحيث لا تستمر هناك معاناة المواطنين وتستمر معها بصورة كبيرة ومقلقة موجات الهجرة إلى الأقاليم.
> ورئيس الجمهورية وهو في جولاته للولايات الغربية هذه الأيام يطلق تحذيراته للولاة.. ويتوعد.. وهذا يبقى مطلوباً لمصلحة المواطن.. ولبقائه في أرض اجداده وبين أهله.
> والولاة هناك معينون وليسو منتخبين.. وهذا يعني أن تتحمل رئاسة الجمهورية مسؤولية أخطائهم وتجاوزاتهم. وما اطلقه الرئيس من تصريحات بهذا الشأن يبقى من صميم مسؤولية الحكومة التي تراجعت عن انتخاب الولاة.
> وانتخاب الولاة كأنه كان جزءاً من المرونة السياسية التي تعاملت بها الحكومة مع الوضع القائم على اتفاقية نيفاشا آنذاك.
> وأصلاً مسألة انتخاب ولاة مسألة غريبة ومعلوم تبعاتها.. ففي الجهاز التنفيذي يكون المنتخب هو فقط رئيس الحكومة.. وبقية المرشحين هم من سيكون منهم اعضاء البرلمان لتمثيل الشعب في مطالبة وتقويم الجهاز التنفيذي كله.
> ومن هو على رأس الجهاز التنفيذي يكفي أن يكون هو وحده المنتخب.. ليقوم باختيار الوزراء والولاة.
> وكان الملاحظ في مجلس وزراء انتخابات 2010م عضو بالمجلس منتخب مثل رئيس المجلس.. هو والي ولاية الخرطوم.
> فبدلاً من أن يكون المنتخب هو الرئيس فقط كان والي الخرطوم عضو مجلس الوزراء منتخباً مثله. وهذا غريب.. غريب أن يضم مجلس وزراء منتخباً آخر مع الرئيس المفترض يكون هو وحده المنتخب.
> وبعد انتخابات عام 2015م.. الانتخابات الاخيرة عاد وضع الجهاز التنفيذي إلى طبيعته.. وعاد الرئيس المنتخب هو المنتخب الوحيد في الجهاز التنفيذي. لكي يمارس صلاحياته التي تشمل محاسبة الولاة.. فيسد الطريق أمام الانحرافات والتجاوزات.
> مشكلة حكومات الولايات هي أن دورها محصور في الإشراف على الموارد المالية فقط.. لكنها تعجز عن اقناع المواطنين بالبقاء فيها لاعمارها وانعاش تنميتها وجذب مواطنين من ولاية الخرطوم بعد الانفجار السكاني وانهيار الخدمات إليها.
> فكلما مر يوم تقل اعباء حكومات الولايات وتزيد اعباء حكومة ولاية الخرطوم.. بقدوم مواطنين بقصد الهجرة من الأولى إلى الأخيرة.
> فهل سينتبه ولاة الولايات الأخرى غير ولاية الخرطوم إلى هذا الهروب من ولاياتهم بسبب سوء ادارتها؟ أو السؤال يمكن أن يكون هو ماذا كان يقصد رئيس الجمهورية من تحذير الولاة؟
> ليس هناك في التحذير ما هو أهم من أن يحارب الولاة سبل ووسائل الفساد.. ويعالجوا المشكلات التي تجعل الشباب يغادر ديار أهله على مضض إلى ديار يأتي إليها فيزيد من مشكلاتها الخدمية.
> ولا يكون نجاح الوالي في ولايته إلا إذا اقنع صبيانها وشبابها بالبقاء فيها.. وهم ممتلئون آمالاً عراضاً.
> لكن ما معنى أن يقضي فترة حكمه للولاية ولا شيء يذكر فيها.؟ لا تنمية ولا خدمات ولا اعمار
> ثم ما معنى تعدد الولايات بهذا الكم إذا لم تعالج المشكلات التي كانت في اطار أقاليم أو عدد قليل من الولايات؟
> ولو فشل الولاة في نظام الولايات العديدة الذي يسهل عمليات الفساد.. فإن العودة إلى الولايات القليلة تبقى افضل.
> والمقصود بالولايات القليلة هنا.. أن تكون كلها بمستوى حكم واحد.. ولا تميز إحداها بمستوى حكم رابع. وبعد أيام لو كانت نتيجة استفتاء دارفور هي الولاية الواحدة.. يجب ألا يميزها من الأخريات إلا حجمها.
غداً نلتقي بإذن الله.

خالد حسن كسلا

الانتباهة